تجلس الأم بالصفوف الأمامية أمام منصة المحكمة، تمسك بيديها صورة ابنتها الطفلة، تطالع القفص الحديدي وبداخله المتهم بقتل «فلذة كبدها»، بحيرة تتساءل: «ليه عملت في بنت خالك كده؟»، من بين دموعها، تكمل: «كنت سبت لي بنتي أنا كنت عاوزاها». تاريخ لا تنساه ذاكرة والدة المجنى عليها، في 10 فبراير الماضي، تحكي تفاصيله أمام المستشار بلال عبداللطيف، رئيس محكمة جنايات الجيزة، وسط دموعها: «إحنا شغالين بجمع القمامة بالبراجيل، وبنتي دي الدلوعة بتاعتنا واحنا رافضين إنها تشتغل، علشان هيّ تركز في المدرسة، حضرتك دي في الإعدادية وكان نفسها تطلع دكتورة، أندرو ابن خالها خبط عليها وهي قاعدة لوحدها في البيت، فتحت له الباب، طلب منها كوب ماء، جابته له، دخل وراها وحاول يتعدى عليها ولمّا أخوها جه وخبط، أندرو ارتعب وذبح بنتي وطعنها ببطنها». حزينةً تكمل أم المجنى عليها- 15 عامًا- التي اشتهرت ب«شهيدة العفة والطهارة»، «أمل بطلة حتى النهاية»: «حبيبة قلبي دافعت وحافظت على نفسها.. الولد طلع فوق السطوح راقب الطريق، ونزل الشارع مستغل هدوء الحركة قدام بيتنا المحاط بأرضِ زراعية، قبل أن يحطم شاشة كاميرا المراقبة داخل بيتنا.. افتكر إنه مسح الفيديوهات لأنه جاهل معرفش ياخد الهارد.. بسهولة المباحث وصلت له». تلقي الأم نظرة كلها غضب على المتهم، تردد: «دا فضل يبكى معانا.. ويقول: هجيب حقها.. لو عرفت مين عمل فيها كده هذبحه.. وهو اللي ذبحها». الأم التي أصيبت بجلطة يوم الجريمة، فقدت معها النطق لأيام، حين سمعت وكيل النائب العام يتلو أمر إحالة المتهم أمام «الجنايات»: «قتل المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد وخوفًا من افتضاح أمره لاستغاثة الضحية وحال إشهاره ل(سكين) طعنها، إلا أنها ظلت تستغيث، ونظرًا لعدم حدية السلاح اقتادها إلى غرفة أخرى وأخذ سلاحًا آخر حادًا لقتلها فنحر رقبتها».. انهارت: «يا عينى عليكِ يا حبيبتى.. مش هرتاح إلا بإعدامه». على الجانب الآخر، جلس والد «أمل»، مصدومًا: «ابن أختي يا ناس يقتل بنتي.. دا قال كلام عليها وحش علشان يشوه سمعتها.. النيابة برأتها والحمد لله.. عاوز حقها.. الإعدام مش كفاية». المحكمة، بعد سماع طلابات الدفاع، قررت تأجيل نظر القضية إلى جلسة الغد. اقرأ أيضًا| «طعنها ببطنها».. أمل «بطلة حتى النهاية» قاومت ابن عمتها حتى الموت (نص التحقيقات) لقيتها بتتعذب.. المتهم بقتل الطفلة أمل في البراجيل يكشف تفاصيل الجريمة (فيديو) والدا «طفلة أوسيم»: دافعت عن شرفها فذبحها ابن عمتها (تفاصيل صادمة)
