مناظرة ساخنة بين المرشحين لقيادة الحكومة البريطانية

شارك المرشحون لخلافة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون فى ثانى مناظرة تليفزيونية، أكثر حدة من المناظرة الأولى، مع دخول البلاد أسبوعًا حاسمًا على صعيد السباق إلى رئاسة الحكومة بين 5 مرشحين، إثر إعلان استقالة جونسون الشهر الماضى، نتيجة انسحاب عدد من أعضاء حكومته، بسبب سلسلة من الفضائح والأكاذيب التى ارتكبها، وفى ظل ما تواجهه البلاد من درجة حرارة قياسية بلغت 40 درجة، وتحذيرات من الحكومة لمواطنيها بضرورة تجنب أشعة الشمس، وفى ظل التحديات التى تواجه المملكة المتحدة بعد حوالى عام ونصف العام من خروجها من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء نتيجة تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية.
وضمت المناظرة، التى استمرت ساعة، كلًا من وزيرة الدولة للتجارة الدولية بينى مورداونت، ووزير المال السابق ريشى سوناك، ووزيرة الخارجية ليز تراس، ووزيرة الدولة السابقة لشؤون المساواة كيمى بادينوك، والنائب توم توغنهات، على أن يتم تحديد هوية 2 من المرشحين النهائيين اللذين سيحسم تصويت أعضاء حزب المحافظين الحاكم هوية الفائز من بينهما بزعامة الحزب ورئاسة الحكومة فى 5 سبتمبر المقبل.
واحتدم الجدل بين المتنافسين حول قضية خفض الضرائب، حيث ركز سوناك وليز تراس معركتهما على الاقتصاد، وقالت تراس إن سوناك رفع الضرائب إلى أعلى مستوى فى 70 عامًا، واقترحت خططًا لإلغاء الزيادات فى ضريبة الرواتب وضريبة الشركات بتكلفة تزيد على 30 مليار جنيه إسترلينى سنويًا، وبادرت وزيرة الخارجية إلى الهجوم على منافسيها، ووجهت انتقادات لسوناك، واتّهمته بأنه قاد المملكة المتحدة إلى الركود من خلال زيادة الضرائب حين كان يتولى حقيبة المال.
بدورها، وجّهت وزيرة الدفاع السابقة بينى مورداونت انتقادات للسياسة الضريبية التى انتهجها سوناك، واقترحت اللجوء إلى الاقتراض لمواجهة أزمة غلاء المعيشة التى تواجهها الأسر البريطانية مع تضخم قياسى بلغ 9.1% فى مايو الماضى، فى حين رد سوناك بقوله: «إنه نهج اشتراكى، وإن زعيم المعارضة العمالية السابق جيريمى كوربن ما كان ليذهب بعيدًا إلى هذا الحد». وتُعتبر تراس، 46 عامًا، المرشحة المفضلة لمعسكر جونسون الذى يرى أن سوناك كان يتحضر منذ أشهر لخلافة رئيس الوزراء واستقال من منصبه لتسريع سقوطه.
وأظهر استطلاع للرأى، أجراه موقع حزب المحافظين، أن كيمى بادينوك أصبحت فى طليعة المتنافسين لخلافة جونسون بعدما استخدمت خلال أول مناظرة لغة أقل جمودًا من معظم منافسيها، فى حين حلت ليز تراس فى المركز الثالث، وكشف استطلاع أجراه مركز (جيه. إل) لصحيفة «صنداى تلجراف» البريطانية أن حوالى نصف الناخبين المحافظين يعتقدون أن سوناك سيكون رئيسًا جيدًا للوزراء. وخلال المناظرة، تطرّق المرشحون إلى القضايا البيئية، وأكدوا أنهم سيحافظون على تحقيق حياد الكربون بحلول 2050، دون أن يكون ذلك أولوية على أجندتهم.
ولاختيار رئيس الوزراء الجديد، سيصوت نواب حزب المحافظين خلال الأيام ال3 المقبلة، لتصفية المتنافسين إلى مرشحين فقط، على أن يختار أعضاء حزب المحافظين بالتصويت البريدى أحدهما لقيادة الحزب والحكومة قبل 5 سبتمبر المقبل.