هناك مجموعة من الكتب المهمة التي توثق لمسيرة وتاريخ الصحافة في مصر، ومن أبرز هذه الكتب كتاب «نشأة الصحافة العربية بالإسكندرية» لعبدالعليم القبانى ومن الكتاب نعرف أن مرحلة التأسيس الأولى لصحيفة الأهرام بالإسكندرية قد بدأت بقدوم «سليم خليل تقلا» من «كفر شيما» بلبنان إلى الإسكندرية في بداية سنة 1875 وهو في السادسة والعشرين من عمره ولحق به أخوه «بشارة» وكان المشروع الذي يشغلهما هو إنشاء مطبعة وجريدة ونجحا في إنشاء المطبعة في شارع البورصة المتفرع من ميدان القناصل (المنشية حاليا) وبدأت في طبع المطبوعات التجارية والأدبية. وبعد سبعة أشهر تقدم سليم تقلا للدولة بالتماس يطلب فيه التصريح بإصدار جريدة اسمها (الأهرام)، وكان الالتماس يوضح النهج الذي ستتبعه الجريدة، حيث جاء فيه «إن الجريدة الملتمس إنشاؤها بمدينة الإسكندرية تحتوى على التلغرافات، والمواد التجارية والعلمية والزراعية، والمحلية والطب والرياضيات والأشياء التاريخية والأفكار والقصص الأدبية، وما شاكل ذلك من الأشياء الجايز طبعها، بدون أن أتعرض للدخول مطلقًا في الأمور البولوتيقية (السياسية)» وبعد أخذ ورد ووساطة من هنا وهناك، وافق المسؤولون وكتب وزير الخارجية إلى «ولى النعم» خطاباً يطلب فيه الموافقة على إصدار الجريدة، وذلك بتاريخ 27 ديسمبر 1875 غير أن العدد الأول لم يصدر إلا في 5 أغسطس 1876 وقد صدرت الجريدة أسبوعية في أربع صفحات كل يوم سبت. واختص سليم تقلا بتحرير المقالات المختلفة وإدارة الجريدة من الناحية الأدبية، بينما اختص بشارة بالترجمة عن الصحف الأجنبية، والاتصال بالقنصليات والبيوت المسؤولة لجمع الأخبار، وبإدارة الجريدة وعلى الرغم من تعهد الأخوين «تقلا» بعدم اشتغال «الأهرام» بالسياسة، إلا أن الجريدة تناولت بالنقد بعض تصرفات الخديو إسماعيل، فأصدر قراراً بإيقافها، وكان هذا التعطيل شكلياً، إذ أصدر الأخوان في الحال جريدة أخرى بدلاً منها وهى جريدة «الوقت» وبعد خلع إسماعيل وتولى توفيق عاودت الظهور وفى 3 يناير 1881 صدرت الأهرام يومية بدلاً من أسبوعية وفى عدد 31 أكتوبر 1899م أعلنت انتقالها إلى القاهرة، ويكتب بشارة تقلا: تودع الأهرام الإسكندرية بعد أن قضت في ظلها 25 عاماً متقلبة في نعمتها، متمتعة بحمايتها. أما سليم تقلا فهو مولود في 1849 بقرية كفر شيما اللبنانية وعمل سليم مدرساً للغة العربية قبل تأسيسه للأهرام، وتوفى «زي النهارده» في 12 يوليو 1892.
