معبد دندرة آية العمارة القديمة، فهو حالة إبداعية فريدة بما يحوى من زخارف ونصوص دينية، وما يملك من التيجان الحتحورية، ومناظر الأبراج السماوية «الزودياك الدائرى» الذي يسكن حاليًا متحف اللوفر في باريس. ويرتبط معبد دندرة ب«حتحور»، واحدة من أهم الربات في مصر القديمة، وعبدت على نطاق واسع، إذ إنها كانت ربة السماء، والرقص والموسيقى، والأمومة. وكان مركز عبادتها هو مدينة دندرة، ويعتبر معبدها من أفضل المعابد حفظًا في مصر القديمة،، ويتصدر واجهة المعبدستة أعمدة متوجة برؤوس حتحور على شكل الصلاصل الموسيقية. يعود معبدحتحور الرئيسى الموجود حاليًا إلى الفترة البطلمية، إلا أن هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن الملك ببى الأول من الأسرة السادسة، قد استخدم هذا الموقع، ويتميز هذا المعبد بالمناظر الفلكية المصورة على الأسقف. وكان ما يميز ذلك المعبد «الزودياك الدائرى»، حيث عرف المصرى القديم مفهوم كلمة «زودياك»، وهى كلمة يونانية تعنى مجموعة الحيوانات، عرفها المصرى القديم قبل أن يعرفها اليونانيون بآلاف السنين، فقد كان أول تصوير لتلك العلامات يأتى من خريطة البروج بدندرة، التي تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد. ويعد معبد دندرة أعجوبة فلكية، فدائرة البروج التي تزين سقفه يُعتقد بأنها تصور كسوف الشمس عام 51 قبل الميلاد. تعد قصة سرقة لوحة الزودياك قصة استيلاء على تاريخ الغير دون وازع من ضمير، بدأت فصول القصة من خلال الفرنسى سابستيان لويس سولينيه، وكان أحد أبناء عضو مجلس النواب الفرنسى آنذاك، ووكيله «جين باتيست»، قاما بنزع دائرة الأبراج السماوية من سقف معبد دندرة ونقلها إلى باريس. وادعوا أن اللوحة اكتشفها الجنرال «ديزيه» أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وبالتالى تعد أثرًا فرنسيًا يجب أن ينتقل إلى باريس، ونجح في فصل النقش الذي كان منقوشًا على سقف حجرة بالمعبد. كانت القبة منقوشة على حجرين ضخمين، سُمك كل منهما 90 سم.
