كشف الدكتور عبدالله موسى، القائم بأعمال عميد المعهد العالى لحضارات الشرق الأدنى القديم الأسبق، عن عدم فحص وجرد الآثار الموجودة بمتحف الآثار، بجامعة الزقازيق، وهو ما ورد ذكره بشكل رسمى في الاستقالة المسببة، التي تقدم بها القائم بأعمال عميد المعهد، إلى رئيس جامعة الزقازيق. وقال «كامل»: لدى جامعة الزقازيق مجموعة من الآثار في مواقع تتبع الجامعة، الأول يقع في مقر إدارة الجامعة، (متحف وملحق به مخزن)، أما الموقع الثانى فهو مخزن للآثار يوجد في مقر المعهد العالى لحضارات الشرق الأدنى القديم، بجوار مقر محافظة الشرقية. وأشار «كامل» إلى عدم توافر الشروط الفنية في مخزن آثار جامعة الزقازيق، من حيث الشروط الفنية، موضحا أن المخزن لم يفتح منذ سنوات، لجرد وفحص الآثار أو ترميمها، مشيرا إلى أن الآثار تضم كتلا كبيرة وحلى ومجوهرات، ذات قيمة كبيرة. وحصلت «المصرى اليوم» على قرار المجلس الأعلى للآثار، رقم 684 لسنة 2018، وقرار المجلس، رقم 914 لسنة 19، بشأن تشكيل لجنة من مدير عام منطقة آثار شرق الدلتا، ومدير عام المخازن المتحفية لشرق الدلتا، ومدير عام منطقة آثار الشرقية، ومفتش الآثار بالمخزن المتحفى بتل بسطا وعضو قانونى وإخصائى ترميم من إدارة ترميم شرق الدلتا. وأفادت المادة الثانية من القرار بأن تتولى اللجنة جرد وفحص وتسلم الآثار الموجودة في المقار التابعة لجامعة الزقازيق، بعد مطابقتها على السجلات وكشوف ومحاضر التسليم وإثبات حالتها ونقلها إلى مخزن تل بسطا بالزقازيق، مع نقل الآثار الذهبية، والمذهبة إلى المتحف المصرى بالقاهرة لترميمها وصيانتها مع اتخاذ الإجراءات القانونية والأمنية والإدارية. وبالرغم من القرارات الرسمية للمجلس الأعلى للآثار، لم تنفذ القرارات حتى الآن. كان وجود منطقة آثار تل بسطا دافعا لاهتمام الجامعة لإجراء أبحاث أثرية، بالإضافة لموقع أثرى له أهمية تاريخية، يرجع إلى عصر ما قبل الأسرات المصرية، 4000 عام ق. م، (منطقة آثار كفور نجم ومركز الإبراهيمية شرقية). ونتيجة لحفائر الجامعة، بمنطقتى تل بسطا وكفور نجم، منذ 1977، تحت إشراف الدكتور محمد إبراهيم بكر، مع فريق متميز من تلاميذه، عثر على عدد كبير من التحف الأثرية، ترجع إلى عصور مختلفة من تاريخ مصر القديم، منذ عصر ما قبل الأسرات المصرية حتى العصرين البطلمى والرومانى. ونظرا لوجود عدد كبير من القطع الأثرية المكتشفة، فقد تم إنشاء متحف مؤقت يضم تلك الآثار داخل إحدى قاعات الدور الأرضى بكلية الآداب، وتم عرضها بصفة مبدئية، منذ 1981 حتى سنة 1990، وبلغت مساحة المتحف 400 متر، وكان يضم مجموعة صغيرة من فتارين عرض الآثار. وعندما أقامت الجامعة مبنى جديدا للإدارة داخل الحرم، خصصت مساحة في الدور الرابع، ليعاد عرض الآثار بها لتستوعب القطع الأثرية بطريقة حديثة لتكون في متناول الدارسين والزوار والطلاب، وتبلغ مساحة صالة العرض في المتحف الجديد 750 مترا، وألحق بالمتحف مخزن لحفظ القطع غير المتحفية ومكتب إدارة المتحف. وذكر دليل المعهد العالى لحضارات الشرق الأدنى القديم أن كل قطعة خضعت للصيانة والترميم، وسجلت في بطاقة تحقيق الشخصية، وحفظت في خزينة المتحف، بعد نقل بياناتها على بطاقة توضع بجانب الأثر. وتتميز آثار متحف جامعة الزقازيق بأنها تخص أهل المنطقة القدماء، وفى مجملها آثار وخلاخيل ومراود ورؤوس للسهام ومشارط وقطع عملة من العصرين البطلمى والرومانى وخواتم وحلقان وأدوات صيد (الخطاطيف والسنانير...).
