خلَّص كريم الامتحانات وبدأ أجازة الصيف، وفى أول يوم في الأجازة قال لمامته: أخيرًا خلصت الامتحانات وأخدت الأجازة وأقعد براحتى ومعملش أي حاجة. مامته قالت له: إزاى لازم تفكر هنقضى الأجازة في إيه عشان تكون مفيدة وتقدر منها تستفيد، لكن كريم ماكنش عجبه الكلام وبدأ يغضب ويكشر ويعيط كمان: أنا في أجازة يا ناس مش عايز أعمل أي حاجة غير إنى أقعد أتفرج على التلفزيون وألعب وأنام. زعلت مامته من أسلوب الكلام وقالت الأجازة طويلة جدًّا وانت كدا بجد تزهق. قسِّم وقتك لأنه كبير وبلاش كله يضيع. إيه رأيك تروح تتعلم حاجة جديدة مع صحبك عمر. أتعلم! لا لا لا لا، أنا في أجازة ومش عايز أتعلم حاجة وبعدين هيعمل إيه عمر يعنى؟ ردت مامته وقالت: عمر هيتعلم كل حاجة عن البرمجة وازاى يقدر يعمل ألعاب وحاجات كتير جدًّا مفيدة. لا أنا مش شايف إنها مفيدة. أنا ممكن أقعد على النت وبرضه أشوف فيديوهات مفيدة أكتر من كدا، وفعلًا رفض كريم خالص إنه يسمع كلام مامته، وطول اليوم ماسك الموبايل وعايش فيه، شوية فيديوهات وشوية ألعاب ووقت كتير منه بيضيع بدون أي استفادة وبقى يدوب بيروح بالعافية معاد التمرين، ودا طبعًا بيكون بالخناق، وفى يوم في التمرين لقى أصحابه كلهم منزلين لعبة جديدة على الموبايل حلوة جدًّا ومبسوطين بيها، رجع البيت قال لمامته: في لعبة جديدة عايز أنزلها بس هي بفلوس، وعايز فلوس عشان أنزلها رفضت مامته، وقالت له: كفاية ألعاب ووقت مش مستفادمنه. قالها: دا كل أصحابى بيلعبوا بيها وانا عايز ألعب معاهم. رفضت مامته وقالت: حوِّش من مصروفك ونزِّل اللعبة، وتانى يوم بعد التمرين وقف كل الأولاد الحلوين اللى يشترى عصير وكل واحد واقف بيجيب حاجة ليه، أما كريم واقف مش عارف يصرف الفلوس عشان يحوِّش ويعرف يلعب مع أصحابه وكان واقف زعلان ومتضايق، سأله صاحبه: مالك؟ قاله: ماما مش عايزه تدينى فلوس أنزل اللعبة وبحوِّش عشان أنزلها. رد وقال له: طب انت ليه معملتش مشروع واستغليت وقت الأجازة وبقى معاك فلوس زيى أنا وعمر كدا؟! قاله: مشروع إيه؟ وبتعملوا إيه؟ قاله: أنا بحب الزرع جدًّا وبحب أهتم بيه، بدأت أزرع حاجات زى النعناع والخضرة وحاجات كتير وبنزل أبيعهم لبتاع الخضار تحت البيت والناس حبيتهم لأنهم بيكونوا لسه طازة وبقى يُطلب منى كتير. رد كريم: بس أنا مش بعرف أزرع. قاله صاحبه: وانا كمان مكنتش بعرف بس كل سنة في أجازة الصيف كنت بتعلم شوية. ودخل معاهم عمر في الكلام وقاله: عارف اللعبة اللى كلنا بنلعبها دى، أنا اللى عملتها وصممتها. قاله استحالة! إزاى؟ يعنى انت اللى هتاخد الفلوس اللى بنشترى بيها اللعبة! قاله طبعًا كل ما عدد أكبر نزلها كل ما كنت باخد فلوس أكتر. انبهر كريم بالكلام وقاله طب قولى عملت كدا إزاى، قاله: كل سنة في أجازة الصيف كنت بتعلم حاجات عن تصميم الألعاب لحد ما قدرت أعملها والكل بيها مبسوط. رجع كريم البيت وكان زعلان، وقال لمامته: كل أصحابى بيعرفوا يعملوا حاجات كتير وانا لأ وحكى ليها عنهم يارتنى يا ماما سمعت كلامك من أول الأجازة وكنت اتعلمت حاجة مفيدة كنت هكون مبسوط أكتر بدل ما أنا بقعد كدا زهقان. ردت عليه: وقتك دا بيساوى عمرك، لازم تعرف إزاى منه تستفاد، وياللا نبدأ من دلوقتى وما تزعلش على اللى فات.
