شرم الشيخ «مدينة خضراء» استعدادًا لمؤتمر المناخ

تفقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عددًا من مشروعات رفع كفاءة المنشآت والطرق وأعمال البنية التحتية في شرم الشيخ بجنوب سيناء، وعلى رأسها أعمال تطوير مدخل المدينة من المطار مرورًا بميدانى «السلام والصداقة»، فضلًا عن تطوير منطقة الرويسات، استعدادًا لاستضافة الدورة 27 لمؤتمر المناخ المزمع عقده نهاية نوفمبر المقبل.
وقال رئيس الوزراء- خلال جولته أمس، برفقة الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، والفريق كامل الوزير، وزير النقل، والطيار محمد منار، وزير الطيران المدنى، واللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ومسؤولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة- إن تلك الأعمال تأتى في إطار إظهار مدينة شرم الشيخ في أبهى صورة لها، وإخراج حدث عالمى على نحو يعكس مكانة مصر وحضارتها العريقة، مشددًا على ضرورة الانتهاء من جميع الأعمال التي يجرى تنفيذها في نطاق مطار شرم الشيخ والمنطقة المحيطة به قبل 30 يونيو الجارى.
وخلال تجوله في أرجاء المطار، استمع «مدبولى» إلى شرح من وزير الطيران المدنى حول ما يتم من أعمال تطوير، حيث أشار إلى أنه في إطار استراتيجية الوزارة لاستكمال مشروعات التطوير وتحديث البنية التحتية لمنظومة المطارات بما يسهم في تنشيط الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى مصر، فإنه يتم تطوير مطار شرم الشيخ لزيادة طاقته الاستيعابية لمواكبة الحركة الجوية والسياحية المتزايدة إلى المدينة، وكذا استعدادًا لمؤتمر قمة المناخ الذي سينعقد بالمدينة في نوفمبر المقبل، حيث ستتم زيادة طاقة المطار الاستيعابية من 7.5 مليون راكب سنويًّا إلى 9.5 مليون راكب.
وأوضح الوزير أنه يتم التنسيق في الوقت الحالى مع وزارة الإنتاج الحربى للتوسع في استخدام وسائل «النقل الأخضر» بقطاع الطيران، وذلك من خلال تحديث أسطول النقل والمُعَدات والتوسع في استخدام تلك الوسائل من «سيارات كهربائية» بالمطارات، خاصة مطار شرم الشيخ، إلى جانب تركيب محطة طاقة شمسية بالتنسيق مع وزارتى «البيئة والكهرباء» بمطار شرم الشيخ، والذى تستهدف وزارة الطيران تحويله إلى مطار أخضر للحفاظ على البيئة.
وفى الإطار نفسه، أشار مدير مطار شرم الشيخ الدولى إلى أنه في إطار تعزيز المنظومة الأمنية، فإنه يتم تركيب منظومة جديدة للكشف على الحقائب باستخدام أشعة (C T) وتطوير منظومة السيور، وزيادة عددها لتصل إلى 8 تسهيلًا لحركة نقل الحقائب، إلى جانب إحلال وتجديد وتركيب أنظمة الإنذار الآلى والإطفاء التلقائى للحريق لمحطات الأقمار الصناعية والاتصالات.
بدورهم، أشار مسؤولو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى أن خطة تطوير مطار شرم الشيخ الدولى تتضمن تطوير مداخله ومخارجه وتوسعة صالتى السفر والوصول بمبنى الركاب 2، وإقامة مبنى لكبار الزوار، بالإضافة إلى توسعة مناطق انتظار الركاب لاستيعاب الزيادة المستقبلية المتوقعة في حركة الركاب، ورفع كفاءة أماكن انتظار السيارات بمبنى 2، وتنفيذ مشروع صيانة للحقل الجوى بالمطار بإجراء أعمال الصيانة اللازمة للممر الرئيسى، وتوسعة موقف الطائرات بإنشاء ترماك جديد بمساحة 96 ألف متر مربع يضم 29 موقفًا للطائرات لاستيعاب الحركة الجوية المتزايدة واستعدادًا لقمة المناخ العالمية بشرم الشيخ، بالإضافة إلى زيادة مواقف انتظار السيارات لتصل إلى 67 موقفًا وتطوير بوابة الدخول لتسع أكبر عدد من السيارات.
وخلال الجولة، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من المحافظ، اللواء خالد فودة، حول المشروعات التي يجرى تنفيذها لتطوير المدينة، وقال المحافظ إنه في ضوء تكليف القيادة السياسية بأن تكون «شرم الشيخ» مدينة خضراء استعدادًا لاستضافة مصر للدورة ال27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ؛ تم التخطيط لتنفيذ عدد كبير من المشروعات، بما يليق بمكانة مصر عالميًّا، لتصبح أكبر مدينة جاذبة للسائحين من مختلف أنحاء العالم.
وشرح المحافظ موقف تطوير طريق السلام بشرم الشيخ، والمنطقة على شمال الطريق باتجاه المطار، والمنطقة بمطلع الهضبة يمين الطريق، حيث يتم تشجير الطريق الأوسط، وكذا تطوير مدخل المدينة من المطار وميدان الصداقة والسلام.
وأضاف: «المشروعات التي يجرى تنفيذها تتضمن إنشاء كوبرى علوى على الطريق الأوسط، (طريق الملك سلمان)، وإنشاء 5 محاور عرضية تربط بين طريق السلام والطريق الأوسط، فضلًا عن أعمال تطوير الطريق الدائرى بطول 28 كيلومترًا، وتشمل 10 حارات مرورية جديدة، 5 حارات في كل اتجاه، كما تتم إقامة 3 كبارى جديدة وتوسعة جميع الطرق القائمة بالمدينة، وذلك من أجل تسهيل حركة المرور ومنع أي تكدس».
وأشار المحافظ إلى أنه تم الانتهاء من تطوير الطرق والكبارى العلوية من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تمت عملية تسلم أعمال الإنارة والطبقة السطحية، وكذا أعمال تنسيق الموقع العام، وفى الوقت نفسه تم رفع كفاءة بعض المنشآت التابعة لوزارات الكهرباء (محطات محولات الكهرباء)، والبترول (محطات وقود وغاز) والإسكان (محطات مياه وصرف صحى، وخزانات استراتيجية)، والنقل.
وتوجه رئيس الوزراء لتفقد أعمال تنفيذ محطات شحن الأتوبيسات بالكهرباء، والتى يجرى إنشاؤها بالمدينة ضمن خطة الحكومة، وأكد وزير النقل أنها تأتى في إطار إنشاء عدد من محطات الشحن الكهربائية لخدمة أعمال الشحن الخاصة بشبكة الأتوبيسات الكهربائية، التي سيتم تيسيرها أثناء وبعد الدورة ال27 لمؤتمر المناخ.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح عن إمكانيات المحطة المقامة على مساحة 100 ألف متر مربع، والتى تتسع لشحن 140 أتوبيسًا تعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى تقديم الخدمات المُكمِّلة، مثل أعمال الصيانة والغسل وغيرها، كما استمع رئيس الوزراء إلى شرح عن محطة شحن أتوبيسات الغاز بمنطقة نبق على مساحة 3000 متر مربع، والمخصصة لشحن أتوبيسات الغاز المستخدمة في «مؤتمر المناخ»، والتى تتسع لشحن 120 أتوبيس غاز، بالإضافة إلى الخدمات المُكمِّلة.
وتم استعراض الخطة التي يجرى تنفيذها لإنشاء 50 نقطة بعدة أماكن مختلفة لشحن السيارات الملاكى التي تعمل بالكهرباء، حيث تم تركيب 10 شواحن، ويجرى تركيب الباقى، بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص المتخصصة، وذلك لخدمة السيارات التي سيتم تيسيرها أثناء وبعد المؤتمر، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية بأن يكون مؤتمر المناخ بداية إعلان «شرم الشيخ» مدينة خضراء تتمتع بوسائل النقل الأخضر المستدام صديقة البيئة.
وأكد وزير النقل، خلال الجولة، أن العمل يجرى على مدار الساعة للاستعداد الأمثل لمؤتمر المناخ، مستعرضًا آخر المستجدات الخاصة بأسطول الأتوبيسات التي تعمل بالكهرباء والغاز والسيارات الكهربائية التي سيتم تسييرها أثناء وبعد المؤتمر، حيث تم تدبير 120 أتوبيس غاز طبيعى، والتعاقد على شراء 30 أتوبيس كهرباء، والتنسيق على شراء 110 أتوبيسات ماركة «MCV C120» من خلال وزارة التنمية المحلية، وكذا تدبير 150 سيارة كهربائية من خلال مجموعة «منصور شيفروليه».
وأشار الوزير إلى أنه ستكون هناك غرفة تحكم مركزية خاصة بكل الأتوبيسات، ويتم بالتنسيق مع وزارة الاتصالات تطوير التطبيقات الإلكترونية على الهاتف المحمول بهذا الشأن، مضيفًا أنه يتم في الوقت الحالى إعداد وتجهيز غرفة عمليات بالتنسيق مع المحافظ، وتوفير أماكن الإعاشة الخاصة بسائقى الحافلات، إلى جانب تجهيز المحطات الرئيسية والعلامات الإرشادية للمسارات من الفنادق إلى المؤتمر.
كما أوضح وزير النقل أنه تم تصميم شبكة مسارات الأتوبيسات، وإعداد جداول التشغيل المبدئية طبقًا لأعداد الحافلات (260) حافلة، وجارٍ عمل التجارب الفعلية على جميع المسارات المقترحة، كما أنه تم اختيار الهوية البصرية للحافلات بالتنسيق مع محافظ جنوب سيناء.
واطّلع رئيس الوزراء، كذلك، على أعمال التطوير الجارى تنفيذها في منطقة الرويسات، موجهًا بمواصلة العمل على تطوير المنطقة بشكل متكامل وشامل لمختلف الخدمات لخدمة سكان المنطقة.
وقال المحافظ: «بدأنا العمل في تطوير الرويسات بالكامل لتوفير سكن آمن ومناطق خدمات ومناطق تجارية وتوفير حياة كريمة لأهالى المنطقة، خاصة أنها تُعد إحدى المناطق العامة في شرم الشيخ، وتُعتبر المركز التجارى والصناعى لأن كل الورش والصناعات الحرفية قائمة داخلها، ولذا يتم العمل على تطويرها بشكل حضارى يليق بجهود بناء الدولة في المرحلة الحالية».
وتطرق إلى الحديث عن منطقة «هناجر الخردة»، التي تضم 33 هنجرًا، وتصل مساحتها إلى 27.3 فدان، بما يعادل نحو 115072 مترًا مربعًا، وقدم نموذجًا لتصميم أحد الهناجر من الداخل والخارج، بما يتضمنه ذلك من تشطيبات تشمل تغطية من الصاج المعرج للهيكل المعدنى.
وفى ختام الجولة، توجه رئيس الوزراء ومرافقوه إلى منطقة نبق لتفقد عدد من المشروعات الفندقية والسياحية التي يجرى تنفيذها بها، واستمع إلى شرح من المستثمر السياحى، ناصر عبداللطيف، حول أحد المشروعات السياحية التي تنفذها شركته «راداميس للفنادق والمنتجعات السياحية»، والذى من المقرر أن يضيف 1200 غرفة سياحية جديدة، إلى جانب 27 فيلا فندقية، في إطار العمل على زيادة طاقة الاستيعاب الفندقية بالمدينة، حيث من المتوقع أن يسهم المشروع في جذب نحو مليونى سائح سنويًّا.
كما تفقد رئيس الوزراء المشروع الفندقى الجديد الذي تقيمه شركة «كليوباترا»، وقال رجل الأعمال محمد
أبوالعينين، مالك المشروع، إنه سيضيف 198 غرفة فندقية جديدة، ومن المقرر تشغيله قبل مؤتمر تغير المناخ، لافتًا إلى أنه تمت إقامة نفق يربط بين فندق كليوباترا القائم في الوقت الحالى والفندق الجديد.
وأكد رئيس الوزراء استمرار العمل على تسوية أي معوقات قد تواجه المشروعات السياحية المتعثرة من خلال الوحدة الدائمة لحل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء، وكذا مختلف المشروعات الأخرى، لدفع العمل بالمشروعات التي ينفذها القطاع الخاص.