روسيا تشترط رفع العقوبات لاستئناف تصدير «الحبوب والأسمدة»

قال الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالى، ماريو دراجى، إن بلاده مستعدة لاستئناف تصدير الحبوب والأسمدة؛ إذا تم رفع العقوبات عنها.
وذكر «الكرملين» أن الجانبين بحثا الوضع في مجال الأمن الغذائى العالمى، مؤكدًا أن الوضع تدهور نتيجة القيود المعادية لروسيا التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وناقش «بوتين» مع «دراجى» الوضع في أوكرانيا، وتحدث عن عودة الحياة السلمية في مدن «دونباس»، وأشار إلى تجميد المفاوضات من طرف «كييف»، مؤكدًا عزم «موسكو» مواصلة توريد الغاز إلى روما، وفقًا للأسعار المحددة في العقود.
في سياق متصل، أضاف «بوتين» أنه لم يعد يوجد أي «شرطى عالمى» يمكنه أن يمنع البلدان من انتهاج سياسة مستقلة، مشيرًا إلى أن الأمر لن ينحصر في روسيا والصين فحسب؛ بل في أن المزيد من بلدان العام ستقوم بممارسة سياسة مستقلة، ولا يمكن لأى شرطى عالمى وقف هذه العملية العالمية الطبيعية.
من جانبه، اتّهم الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، القوات الروسية، بارتكاب «إبادة جماعية» في دونباس، شرقى البلاد؛ ما يجعل المنطقة غير آهلة بالسكان، متهمًا إياها بأنها تسعى ل«تسوى بالأرض» العديد من المدن، حيث تمارس الترحيل والقتل الجماعى للمدنيين، معتبرًا أن كل ذلك يشكل سياسة إبادة جماعية واضحة تنفذها روسيا.
وأكد أن أوكرانيا ليست متحمسة للتحدث مع الرئيس الروسى، لكن يتعين عليها مواجهة حقيقة أن هذا سيكون ضروريًّا على الأرجح لإنهاء الحرب، وتابع: «نريد استعادة حياة دولة ذات سيادة داخل أراضيها، وروسيا لا تبدو مستعدة بعد لإجراء محادثات سلام جدية».
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن بلاده تنتظر قبول أوكرانيا مطالبها، وتنتظر كذلك من «كييف» أن تدرك حقيقة تطور الأوضاع في الوقت الحالى.
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، أوكرانيا، من قصف أراض في العمق الروسى، لما يمكن أن يسببه ذلك من تصعيد للعمليات العسكرية، وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز»، حيث أشارت إلى أن أمريكا لا تفرض قيودًا جغرافية صريحة على استخدام الأسلحة التي تتلقاها منها أوكرانيا، إلّا أنها في الوقت نفسه تحذر «كييف» من قصف مناطق في عمق روسيا.
كان وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، حذّر من خطورة إرسال شحنات عسكرية إلى أوكرانيا، وقال إنها ستصبح هدفًا مشروعًا لروسيا، فيما نقلت صحيفة «كورييرى ديلا سيرا»، عن مصادر، أن رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، عرض على الرئيس الأوكرانى تشكيل تحالف ضد روسيا.
ويتضمن نموذج التحالف الذي عرضه «جونسون»، تشكيل رابطة أوروبية بقيادة المملكة المتحدة، تشمل أوكرانيا وبولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، ويمكن أن تضم إلى صفوفها تركيا في وقت لاحق، كما ذكرت الصحيفة.
وأوضح رئيس الوزراء البريطانى أن أوكرانيا في حاجة إلى مزيد من الدعم العسكرى، نظرًا للتقدم الروسى المستمر في منطقة دونباس، ووفقًا لما نقلت وكالة «بلومبرج» أضاف: «أخشى أن الرئيس فلاديمير بوتين يحقق تقدمًا بطيئًا، إلا أنه يعد ملموسًا».
وحث «جونسون» على تقديم المزيد من الدعم العسكرى لأوكرانيا مع استمرارها في محاربة القوات الروسية، بما في ذلك إرسال مزيد من الأسلحة الهجومية، مثل أنظمة الصواريخ المتعددة بعيدة المدى، والتى يمكنها ضرب أهداف عن بعد، وتابع: «أمّا بشأن احتمال التفاوض مع الرئيس الروسى فكيف يمكنك التعامل مع تمساح، بينما هو يأكل ساقك اليسرى؟ إنه رجل لا يمكن الوثوق به تمامًا».
وأشار وزير الخارجية الروسى، خلال كلمة ضمن جلسة مجلس رؤساء المناطق الروسية لدى وزارة الخارجية الروسية، إلى أن الغرب أعلن حربًا شاملة على العالم الروسى كله، ولا يتخلى عن محاولاته إثارة الشجار بين شعوب الاتحاد السوفيتى السابق، باستخدام تفسيرات مغرضة ومغلوطة للتاريخ، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون بمضاعفة 3 أو 4 مرات جهودهم لاحتواء بلاده، وذلك باستخدام مجموعة واسعة من الأدوات، ابتداءً من العقوبات الاقتصادية الأحادية إلى «الدعاية الكاذبة تمامًا في الفضاء الإعلام العالمى».
وميدانيًّا، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها تصدت ل12 هجومًا في محافظتى «دونيتسك ولوهانسك»، ودمرت دبابة واحدة، و5 منظومات مدفعية، و5 مركبات قتال مدرّعة و5 شاحنات.