قال مسؤول فى منظمة الصحة العالمية، أمس، إن هناك أولوية لاحتواء «جدرى القرود» فى البلدان غير الموبوءة، من خلال إجراءات سريعة، مشيرًا إلى عدم وجود حاجة للتلقيح الشامل ضد الفيروس، حتى مع تزايد حالات الإصابة فى العديد من البلدان. وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية للتأهب للمخاطر المعدية العالمية، سيلفى برياند، إذا وضعنا الإجراءات الصحية فى مكانها الصحيح فمن الممكن احتواؤها بسهولة. وأشار الخبراء فى المنظمة إلى أن جدرى القرود ليس شديد العدوى، ولا ينتشر إلا من خلال الاتصال الوثيق، أى ملامسة الجلد للجلد مع الشخص المصاب، وفى مثل هذا السيناريو يمكن احتواء الفيروس من خلال إجراءات سريعة، بحسب موقع «لايفمينت». وشددت المنظمة على أن هناك فرصة سانحة لمنع المزيد من الانتشار، وحثت عامة الناس على عدم القلق لأنه أبطأ بكثير من الفيروسات الأخرى مثل فيروس كورونا. من جهتها، أعلنت أرمينيا حظر استيراد حيوانات القوارض بسبب انتشار فيروس جدرى القرود فى العالم. جاء ذلك القرار من قبل هيئة التفتيش على سلامة الأغذية فى البلاد. وقالت السلطات إن القرار بدأ تنفيذه منذ أمس، حيث يحظر استيراد هذه الفئات من الحيوانات، وكذلك نقلها من بلد واحد من الاتحاد الاقتصادى الأوراسى عبر أراضى أرمينيا. وسجلت السلطات الصحية فى فنلندا، أمس، أول حالة إصابة بجدرى القرود فى البلاد، وأصدرت مختبرات HUS الفنلندية بيانًا رسميًّا، قالت فيه إنه «تم الإبلاغ عن الحالة المشتبه بها والمريض يتعافى». وأشار البيان إلى أن الأنباء الأولى أوردت أنه تم تشخيص حالة الإصابة لدى رجل زار أوروبا. وفى سياق متصل، أعلن رئيس التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، ريتشارد هاتشيت، أن الظهور المفاجئ لجدرى القرود فى العديد من البلدان حول العالم يمثل تفشيًا مقلقًا، لكن الفيروس لا يمثل نفس التهديد العالمى مثل كورونا. ونقلت شبكة «سى إن بى سى» للمسؤول الصحى، على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، قوله إن الاجتماع يعد الأول منذ عامين بسبب جائحة كورونا، لكن وجدنا أنفسنا نواجه تهديدًا خطيرًا آخر لمرض». وأضاف: «يجب أن نفهم ما يعنيه ذلك، وهو أن العالم بدأ فى التحرك مرة أخرى وأن الأمراض المعدية بدأت فى التحرك معنا، قائلا: هذا وباء مقلق، لكن جدرى القرود مرض مختلف تمامًا عن كوفيد». وقالت المفوضية الأوروبية، وفقًا لما نقلت وكالة فرانس برس، إن الاتحاد الأوروبى يستعد لعمليات شراء جماعية للقاحات وغيرها من العلاجات لمرض جدرى القردة، مؤكدة أنه سيتم الانتهاء من وضع التفاصيل فى «الأيام القادمة». وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية فى مجال الصحة ستيفان دى كيرسمايكر، إن الهيئة الأوروبية للاستجابة للطوارئ الصحية «تعمل مع الدول الأعضاء والشركات المصنعة لشراء اللقاحات والعلاجات لجدرى القردة». كانت إسبانيا قد أبدت نيّتها الحصول على لقاحى «إمفانكس» و«تيكوفيريمات» المضادين للفيروسات من خلال عملية شراء جماعية للاتحاد الأوروبى، و«إمفانكس» الذى ينتجه مختبر «بافاريان نورديك» هو لقاح من الجيل الثالث (لقاح حى غير متكرر، أى أنه لا يتكاثر فى جسم الإنسان) حاصل على رخصة الاستعمال فى أوروبا منذ عام 2013 ومضاد للجدرى عند البالغين. وأوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن التطعيم ضد جدرى القردة «سيقتصر على حالات محددة للغاية، إذ لا يمكن مقارنة انتقال الفيروس وخطره مع فيروس كورونا».
