بقطع فنية صنعت من الصاج والزجاج الملوّن، يصنع فانوس رمضان، تلك العادة الفاطمية التي توارثها المصريون على مر الأجيال والتاريخ، حيث يمثل فرحة داخل كل بيت وأسرة مصرية مع قرب حلول شهر رمضان المبارك. في ورشة صغيرة بالفسطاط، يقبع محمود حسنى في ورشته لصناعة فوانيس رمضان، معه ما يقرب من 5 عمال، إيذانا ببدء موسم رمضانى جديد لتلك الصنعة التي تشتهر بها مصر عن كافة الدول العربية. محمود حسنى، صاحب ورشة التصنيع، سألناه لنعرف منه أكثر عن تلك الصنعة وعن الأسعار في موسم رمضان الحالى في ظل التحديات الاقتصادية الأخيرة، فقال: «الفوانيس هي اللى بتصنع البهجة وبتحسس المصريين برمضان، أنا أعمل في هذه المهنة منذ 30 عامًا بنفس الأسلوب والأداء». ويضيف حسنى: «صناعة الفوانيس يدوية خالصة دون تدخل أي آلة، فللفوانيس العديد من المقاسات، حوالى 40 مقاسا، بداية من أبوشمعة الخاص بالأطفال حتى فوانيس العرض التي توضع في المطاعم والتجمعات السكنية». يصف كريم إبراهيم، أحد عمال ورشة الأسطى حسنى مراحل تصنيع الفانوس قائلا: «بنشترى الخامات من باب الخلق، وبتكون مرت بمراحل زى القص والكردنة، والتجليخ والتخريم على المكبس والكبس، فبنبدأ نجمع الفانوس الصفيح والإزاز بنجمعه خام، وبنبعته ونبعت المقاس لبتاع الإزاز عشان يقطعه وناخده نوديه للطباعة يعمل أي رسمة إحنا عايزينها» وفيما يتعلق بالأسعار قال محمود حسنى: «زيادة الأسعار أثرت على الخامات عشان معظم خامات التصنيع مستوردة سواء صفيح أو قصدير اللحام، فالفانوس اللى ب20 بقى ب 25 مثلا واللى ب100 بقى ب120، لكن السعر أثر على المواطن المستهلك، بقى بيشترى الحاجات أغلى لكن الإنتاج زى ما هو، عشان كمان بنصدر للدول العربية ولأوروبا». وفى عام 2015، أصدرت وزارة التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة قرارًا بوقف استيراد فوانيس رمضان من كافة دول العالم والاعتماد على الصناعة المحلية، وذلك في سبيل التخفيف من عبء توفير الدولار من جانب، وتشجيع الصناعة المحلية من جانب آخر. «حسنى» أكد أن قرار منع استيراد فوانيس رمضان كان في صالحهم، وهو ما جعل المواطنين يقبلون على الشراء، كما أعطانا الفرصة لإثبات جدارة الفانوس المصرى في العالم، حيث إنه لا يصنع بهذه الجودة والفن إلا في مصر، الأمر الذي زاد من نمو نسب تصدير الفانوس إلى الدول العربية والأوروبية.
