تحذيرات أوكرانية: «كارثة محتملة» بمحطة تشرنوبيل النووية

عقب تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر محتملة بمحطة تشرنوبيل للطاقة النووية؛ نظرًا لمواصلة عمال المرافق بالمحطة العمل لليوم ال13 على التوالي دون تناوب، قالت شركة «أوكرينيرجو» الأوكرانية، المشغلة للمحطات النووية، إن المحطة بصدد «كارثة».
وقالت الشركة- في بيان رسمي نشرته بصفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي- اليوم الأربعاء، إن التيار الكهربائي بات «مقطوعًا كليا» عن محطة تشرنوبيل وتجهيزاتها؛ جراء العمليات العسكرية الروسية.
وأضاف البيان، أن «تشرنوبيل التي شهدت أسوأ كارثة نووية في تاريخ البشرية في 1986» مفصولة كليا عن شبكة الكهرباء بسبب عمليات عسكرية للمحتل الروسي، ولم يعد الموقع يتلقى التيار الكهربائي، الأمر الذي ينذر ب«كارثة»، وفق وصف الشركة.
الوكالة الدولية للطاقة تحذر من مخاطر محتملة
من جهة أخرى، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء أمس الثلاثاء، «بيانًا» بشأن الوضع في أوكرانيا.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، إنَّ أوكرانيا أبلغت الوكالة، اليوم الأربعاء، أنَّه: «بات من المُلِح والمهم على نحو متزايد من أجل الإدارة المأمونة لمحطة تشرنوبل للقوى النووية أن يتناوب آخرون العمل مع الموظفين التقنيين والحراس البالغ عددهم نحو 210 فردًا حيث يعملون هناك منذ أن سيطرت القوات الروسية على الموقع قبل أسبوعين».
من جهتها، حذرت الهيئة الرقابية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خطورة مداومة العاملين في محطة تشرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا، لليوم الثالث عشر على التوالي.
وقال الهيئة الرقابية في بيانها: «على عكس الوضع الحالي للموظفين العاملين في محطات القوى النووية العاملة في أوكرانيا، الذين يتناوبون العمل بانتظام، فإنَّ نفس موظفي نوبة العمل لا يزالون يعملون في محطة تشرنوبل للقوى النووية منذ اليوم السابق على دخول الجيش الروسي في 24 فبراير إلى الموقع الذي شهد وقوع حادث عام 1986، وهم يعيشون فعليًّا هناك منذ 13 يومًا.
وأضافت الهيئة الرقابية الأوكرانية أن «الموظفين يحصلون على الغذاء والماء والدواء بقدر محدود. ومع ذلك، فإنَّ الوضع يزداد سوءًا بالنسبة لهم. وطلبت الهيئة الرقابية من الوكالة قيادة الدعم الدولي اللازم لإعداد خطة لاستبدال الموظفين الحاليين ولتزويد المرفق بنظام تناوب فعَّال.
وحول خطورة ذلك على وضع المرافق النووية، شدًّد المدير العام، السيد جروسي، مرارًا وتكراراً على أن الموظفين الذين يقومون بتشغيل المرافق النووية يجب أن يكونوا قادرين على الاستراحة والعمل في نوبات منتظمة، مشيراً إلى أن هذا أمر بالغ الأهمية للأمن النووي بوجه عام. وإنًّ قدرتهم على أن يكون بوسعهم اتخاذ القرارات دون التعرُّض لضغوط لا لزوم لها هي إحدى الركائز السبع التي لا غنى عنها للأمان والأمن النوويين، والتي كان قد أوجزها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي عُقد يوم 2 مارس لمناقشة تداعيات الوضع في أوكرانيا على الأمان والأمن والضمانات.
وأضاف المدير العام اليوم: «إنني قلق للغاية بشأن الموقف الصعب والمليء بالضغوط الذي يمر به الموظفون في محطة تشرنوبل للقوى النووية والمخاطر المحتملة التي ينطوي عليها ذلك على الأمان النووي. وإنَّني أناشد القوات التي تسيطر سيطرة فعلية على الموقع تيسير تناوب الموظفين الموجودين هناك مع غيرهم بشكل عاجل».
وأضافت الهيئة الرقابية أن مناولة المواد النووية في محطة تشرنوبل للقوى النووية مُعلَّقة في الوقت الحالي. ويتضمن الموقع، الواقع في المنطقة المحظورة، مفاعلات أُخرِجت من الخدمة بالإضافة إلى مرافق للنفايات المشعَّة. وقالت الهيئة الرقابية إنها لا يمكنها التواصل مع المحطة إلا عبر البريد الإلكتروني.
وبغية المساعدة على حماية المرافق النووية في البلد، أعرب المدير العام عن استعداده للسفر إلى محطة تشرنوبل للقوى النووية، أو إلى أي مكان آخر، لضمان الالتزام بأمان وأمن جميع المرافق النووية الأوكرانية من جانب طرفي النزاع.
وأشار المدير العام أيضاً إلى فقدان نقل البيانات عن بُعد من نُظُم رصد الضمانات المركَّبة في محطة تشرنوبل للقوى النووية. وتنظر الوكالة في حالة نُظُم رصد الضمانات في مواقع أخرى في أوكرانيا وسوف تقدِّم المزيد من المعلومات قريباً.
وفيما يتعلق بوضع محطات القوى النووية العاملة في أوكرانيا، قالت الهيئة الرقابية إنَّه يجري تشغيل ثمانية من أصل 15 مفاعلاً في البلد، بما في ذلك مفاعلين اثنين في محطة زابوريجيا للقوى النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ الأسبوع الماضي، وإنَّ موظفي المحطات يؤدون عملهم على أساس التناوب. وأضافت أن مستويات الإشعاع في المواقع طبيعية.