بعد زيادة نسبة النساء اللواتى يتعرضن للعنف الإلكترونى عبر الإنترنت، وتزامنًا مع اليوم العالمى للإنترنت الآمن، بهدف توعية المستخدمين حول كيفية وأهمية الاستخدام الآمن لشبكات الإنترنت؛ يُطلق برنامج «سلامات»، للسلامة الرقمية للنساء والشباب فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- الذى تنفذه مؤسسة SecDev والذى يعمل على تغيير التصورات والسلوكيات حول السلامة الرقمية وزيادة الوعى العام وبناء القدرات المستدامة للنساء والشباب ومنظمات المجتمع المدنى للعمل بأمان عبر الإنترنت- يُطلق الحملة الإلكترونية «سلامتكم الرقمية تهمنا»، بالتعاون مع «الشبكة الرقمية العربية DAN» و«مبادرة سيدات مصر». وتهدف الحملة إلى توعية مستخدمى الإنترنت حول كيفية تأمين حساباتهم الرقمية وحمايتها من الاختراقات والانتهاكات الإلكترونية، وأيضًا كيفية التعامل مع المضايقات الإلكترونية. ومع زيادة أعداد النساء والفتيات المستخدمات للإنترنت، لم تزد فقط نسبة العنف الإلكترونى ضدهن، بل تنوعت أشكاله؛ فأصبح منها المطاردة الإلكترونية، التهديد والابتزاز، التحرشات والتنمر الإلكترونى، المراقبة والتجسس على أجهزة الكمبيوتر وغيرها. بالرغم من أن هذه المخاطر التى تتعرض لها النساء والفتيات أصبحت ملحوظة فى الفترة الحالية. وستُقدم الحملة خلال هذه الفترة أهم ممارسات السلامة الرقمية بطريقة مفصلة ومبسطة، وعن طريق استخدام لغة عامية لكى تصل إلى أكبر عدد من المستفيدات. ستساعد هذه الحملة مستخدمى الإنترنت عامة، والنساء خاصة، على حماية أنفسهن وحساباتهن، بالإضافة إلى عرض أساليب وحيل المضايقات الإلكترونية وكيفية التعامل معها ووسائل حماية الحسابات من الاختراق. وقال الدكتور رائد الشريف، مدير البرنامج الإقليمى «سلامات» للسلامة الرقمية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «تخاف الفتيات من الإفصاح بما تعرضن له من عنف إلكترونى خوفاً من الوصمة المجتمعية؛ ونتيجة لذلك يتعرضن إلى الكثير من الضغوط النفسية لخوفهن المستمر من ملاحقة المُعنِّف أو المبتز لهن، ومواجهة الأهل وإلقاء اللوم الاجتماعى وزيادة القيود عليهن، ويؤدى كل ذلك لمشاكل نفسية جسيمة». وقالت بسنت حلمى، الشريكة المؤسسة ل «الشبكة الرقمية العربية DAN»: «تتعرض الفتيات بنسبة أكبر للجرائم الإلكترونية لكونهن الحلقة الأضعف والأكثر عرضة لكافة أنواع العنف، حيث يتم اختراق أجهزة الكمبيوتر والتليفونات المحمولة، لاستخدامها بطريقة غير قانونية لفبركة الصور ومقاطع الفيديو والمحادثات والتهديد بها، وانتحال أسماء وشخصيات معروفة للإيقاع بالفتيات على وسائل التواصل الاجتماعى؛ ولكن لحسن الحظ، نفس هذه التكنولوجيا التى تقدم وسائل لابتزاز المرأة هى نفسها التى تسهل عملية القبض على مرتكبى هذه الجرائم»، موضحة أن الحملة تمثل رسالة إلى المبتزين ومرتكبى الجرائم الإلكترونية بأن الإقدام على ارتكاب هذه الجرائم من وراء شاشات الكمبيوتر والموبايلات لن يحميهم من العقاب، لأن «مباحث الإنترنت» لديها التقنيات التى تمكنها من رصد أى انتهاكات إلكترونية تتعرض لها الفتيات أو الشباب بمنتهى السهولة.
