يكثف مجلس النواب الليبى تحركاته لتشكيل حكومة جديدة، لتحل محل حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، بعدما فتح المجلس، الأسبوع الماضى، باب الترشيح لرئاستها وحدّد 13 شرطا للمرشحين لخوض السباق حول رئاسة الحكومة المقبلة، ومن المقرر أن يعقد المجلس جلسة، اليوم، للبت فى شروط المرشحين لتولى رئاسة الحكومة المقبلة، وسط انقسامات بين شرق ليبيا وغربها، وتحذيرات أمريكية من تشكيل حكومة جديدة. وبدأ سباق الترشح على منصب رئيس حكومة جديد يتولى قيادة المرحلة المقبلة فى ليبيا، رغم استمرار الخلاف والانقسام حول مصير حكومة الدبيبة، ما يهدد بمزيد من الانقسام السياسى، ويمثل تهديدا للعملية الانتخابية ولمستقبل الحل السياسى فى البلاد. ونفى مسؤولون فى مجلس النواب الليبى، أمس، صحة أنباء تحدثت عن تأجيل جلسة النواب المقررة، اليوم، وأكدوا أن الجلسة ستعقد فى موعدها، وستشهد تسلّم طلبات المترشحين لرئاسة الحكومة رسميا، وقالوا: «لا نتوقع أن يتجاوز عدد المترشحين 5 كحد أقصى كونه لكل عضو الحق فى تزكية مترشح واحد». بدورها، قالت عضو مجلس النواب أسماء الخوجة فى تصريحات أمس: «إنه سيتم عرض الأسماء التى قدمت ملفاتها للترشح لمنصب رئيس الحكومة خلال الجلسة، ومن المرجح التصويت على الأسماء المترشحة، بالإضافة لمناقشة عدة قوانين أبرزها قانون المرتبات». وأعلن الدبيبة، مساء أمس الأول، خلال اجتماعه مع وزير المالية، الإجراءات التنفيذية لجدول المرتبات الموحد، بالإضافة إلى الإفراجات الخاصة بالعاملين بقطاع التعليم والعلاوات الخاصة بالعاملين بصندوق التضامن الاجتماعى. وأكد وزير المالية الليبى، خلال الاجتماع، أن جدول المرتبات الموحد أحيل للجنة المالية بمجلس النواب لإبداء ملاحظاتها عليه، ولديوان المحاسبة لتتم إحالته لاحقًا بشكل نهائى لمجلس النواب لإصدار القانون اللازم. من جانبه، أكد المبعوث الأمريكى الخاص إلى ليبيا سفير واشنطن بطرابلس، ريتشارد نورلاند، أنه يمكن إجراء الانتخابات فى ليبيا قبل يونيو المقبل، لو توصل القادة الليبيون إلى التسويات اللازمة، وأكد السفير الأمريكى أنه يجب أن يحاسب كل القادة الليبيين الذين يعطلون إجراء الانتخابات، وأشار نورلاند، فى تصريحات لشبكة «سى. إن. إن» التليفزيونية الأمريكية، إلى أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفانى ويليامز تقود جهودا لإعادة الأمور لمسارها والوصول للانتخابات فى الإطار الزمنى المحدد وفق خارطة الطريق، وحذر من عدم تحديد موعد جديد للانتخابات، وتجاوزه مرة أخرى، كما حدث فى 24 ديسمبر الماضى. وأكد «نورلاند»: «لا نريد خسارة المصداقية، ولا نريد تأخير موعد الانتخابات لمدة طويلة، حتى لا يفقد الليبيون إيمانهم بالعملية الانتخابية». وحذر من أن التحركات الليبية لتشكيل حكومة انتقالية جديدة بديلة لحكومة رئيس الوزراء الليبى عبدالحميد الدبيبة، قد يكون أمرا خطرا، لأنه قد يشتت عملية إعادة الانتخابات لمسارها الصحيح، وهو ما لا نريد حدوثه، وقال: إن هناك جهودا جيدة بملف القوات الأجنبية والمرتزقة، وبعض المرتزقة السودانيين غادروا، واعتبر «نورلاند» أن لروسيا مصالح مشروعة فى ليبيا، لكن مرتزقة «فاجنر» كان لها دور مزعزع للاستقرار ومقسّم للبلاد، وهو ما يؤكد ضرورة مغادرة كل القوات الأجنبية والمرتزقة. وكان البرلمان الليبى فتح باب الترشح لرئاسة الحكومة المرتقبة، وحدّد 13 شرطا لذلك، أهمّها أن يتعهد المترشح بعدم الترشح للانتخابات المقبلة، وضرورة حصوله على تزكية 25 عضوا بالبرلمان، وعدم حمله جنسية أجنبية. وبدأ التنافس بين عدة شخصيات على منصب رئيس الحكومة وتتسابق للحصول على تزكيات نواب البرلمان، وكلّها كانت مرشحة للانتخابات الرئاسية، من بينها نائب رئيس المجلس الرئاسى السابق أحمد معيتيق، ووزير الداخلية السابق فتحى باشاغا، وكان منافسا للدبيبة فى انتخابات ملتقى الحوار السياسى فى فبراير الماضى، والذى يبدو الأكثر حظا للوصول إلى المنصب، حيث تحدّثت مصادر داخلية عن حصوله على تزكية أكثر من 50 نائبا، كما يسعى رجل الأعمال الليبى محمد المنتصر والدبلوماسى عارف النايض، إلى رئاسة الحكومة القادمة وقيادة المرحلة المقبلة. وفى غضون ذلك، أكد المرشح الرئاسى الليبى أحمد معيتيق، والسفير المصرى لدى ليبيا تامر مصطفى، أهمية استمرار العملية السياسية فى ليبيا، وقال معيتيق فى منشور على «فيسبوك»، أمس، إنه بحث خلال اجتماعه مع السفير المصرى مستجدات الأزمة الليبية، وتأكيد أهمية استمرار العملية السياسية السلمية فى ليبيا والتقدم للأمام. فى الوقت نفسه، بحث النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزى النويرى، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشرى، ورئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، مع محافظ مصرف ليبيا المركزى، الصديق الكبير، جهود توحيد مصرف ليبيا المركزى ودعمها، ومتابعة الأوضاع المالية والاقتصادية فى ليبيا. بدوره، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حسين القطرانى، خلال لقائه برئيس بعثة الاتحاد الأوروبى لدى ليبيا، خوسيه أنطونيو سابادل، أن للاتحاد دورًا مهمًا فى استقرار ليبيا وتنميتها والدفع بعملية السلام إلى الأمام، وشدد على أن السلام فى ليبيا ينعكس إيجابًا على دول أوروبا نظرًا لموقع ليبيا، الذى يُعتبر نقطة انطلاقة إلى الهجرة غير القانونية. ومن جهة أخرى، استنكر المجلس الرئاسى الليبى، أمس، الهجوم الذى شنه تنظيم «داعش» على دورية أمنية بمنطقة جبل عصيدة تسبب فى مصرع 3 عناصر من كتيبة «شهداء أم الأرانب»، وأعرب المجلس الرئاسى عن استنكاره الهجوم الغاشم الذى شنه تنظيم «داعش»، وراح ضحيته عدد من أبناء الوطن، الذين قضوا دفاعا عن الأرض والعرض، حيث استهدف عناصر من «داعش» دورية تابعة لكتيبة «شهداء أم الأرانب» بمنطقة جبل عصيدة، قرب بلدة القطرون بجنوب غرب ليبيا، ما تسبب فى مقتل 3 عناصر أمنية و4 آخرين من التنظيم الإرهابى. وحث المجلس دول الجوار والمجتمع الدولى على «الاضطلاع بالتزاماتهم وما تمليه أواصر الجوار والاتفاقات الدولية فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه». وأوضحت وزارة الداخلية الليبية أن المواجهات بين قوات الأمن والتنظيم جاءت بعدما استهدفت عناصر التنظيم دورية تابعة لكتيبة «شهداء أم الأرانب»، مؤكدة نجاح الدوريات الأمنية التابعة لها بدعم من القوى المساندة فى القضاء على 4 عناصر من التنظيم وتدمير آلياتهم، كما تم القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش»، إثر تعرضه لجروح أصيب بها خلال المواجهات. من جهة أخرى، أعلنت سفارة ليبيا لدى تونس، أمس، بدء عمل لجنة عودة المهجرين الليبيين بتونس، استعدادًا لغلق ملف المُهجرين بها بشكل نهائى.
