احتفل أجيت جوبتيه، سفير الهند بالقاهرة بالعيد 73 لبلاده، الخميس، وقال: «إنه لمن دواعي سروري أن أتقدم بأحر التحيات إلى شعب جمهورية مصر العربية الصديق والجالية الهندية في مصر بمناسبة عيد جمهورية الهند الثالث والسبعين». وأضاف في بيان، الخميس: «في يوم 26 يناير 1950، تبلورت مثالية الهند وقناعاتها في دستورها الذي قامت بصياغته. لقد منحنا واضعو الدستور الهندي جمهورية ديمقراطية ذات سيادة، وتعهدوا بالعمل على تأمين العدالة والحرية والمساواة والأخوة لكل المواطنين. وعلى مدى العقود السبع الماضية، استطاعت الهند أن تنمو لتصبح ديمقراطية نابضة بالحياة تتسم بالتنوع والديناميكية، وتحظى باحترام الجميع في كل أنحاء العالم». وقال: «لا تزال جائحة كوفيد-19 تمثل تحديًا كبيراً وعقبة أمام تحقيق الرفاهية الاقتصادية لدول العالم. لقد قامت الهند، باعتبارها أكبر منتج للقاحات في العالم، بإعطاء 1640 مليون جرعة لقاح حتى الآن. وتم تلقيح أكثر من 92٪ من سكان الهند البالغين علاوة على تلقيح كامل لأكثر من 70٪ من السكان ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً. وبدأنا كذلك في إعطاء جرعة معززة للأطباء والعاملين في مجال الصحة، وأولئك الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا. وتم تطعيم أكثر من 50٪ من المراهقين من الفئة العمرية من 15 إلى 18 عام». وتابع: «وتؤمن الهند إيماناً راسخاً بالتزامها العالمي. ومن ثم، ترى أنه من الضروري توزيع اللقاحات بالتساوي على مستوى العالم لإنهاء الوباء. وتماشيا مع المبدأ الهندي القديم الذي يقول «إن العالم كله أسرة واحدة»، قدمت الهند 110 مليون جرعة لقاح لدول العالم. كما تعهد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي خلال قمة المناخ (كوب-26) في جلاسكو في نوفمبر2021 بأن الهند على استعداد لتوفير 5 مليار جرعة لقاح لنفسها وللعالم في عام 2022. وبالإضافة إلى اللقاحات، قدمت الهند لعدد كبير من الدول مجموعات اختبار الفيروس،ومعدات الوقاية الشخصية والأقنعة؛ وكذلك أدوية لمحاربة فيروس كوفيد-19. وبوصف الهند كما أُطلق عليها «صيدلية العالم»، فقد أنتجت- وبتكلفة منخفضة-العديد من الأدوية المنقذة للحياة والفعالة ضد فيروس كوفيد-19. وتم توفير هذه الأدوية والمعدات الطبية لأكثر من 150 دولة، والتي ساهمت بدورها في إنقاذ أعداد كبيرة من الأرواح لا تعد ولا تحصى». وواصل: «على الرغم من الوباء، كان الانتعاش الاقتصادي في الهند سريعًا، حيث من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.5٪ في 2021-2022. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.8٪ في 2022-2023. ولا تزال الهند وجهة جذابة للغاية للمستثمرين الأجانب، حيث استطاعت جذب رقم قياسي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغت 82 مليار دولار أمريكي في عام 2021. وتوسعت التجارة الخارجية للهند بقوة مع زيادة الصادرات الهندية بنسبة 48٪ لتتجاوز 300 مليار دولار أمريكي في أبريل- ديسمبر 2021، ومن المحتمل لتجاوز 400 مليار دولار أمريكي للعام بأكمله. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أيضًا أن تصل صادرات الهند من الخدمات إلى 250 مليار دولار أمريكي في 2021-22. وينصب تركيزنا أيضًا على تشجيع الشركات الناشئة والشركات الناشئة التي يتجاوز رأسمالها مليار دولار». وأكد: «يوجد في الهند الآن أكثر من 25000 شركة ناشئة بتمويل قدره 24.1 مليار دولار أمريكي. وتعمل معظم الشركات الناشئة في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والتنقل وتكنولوجيا الأغذية. لقد شهدت الهند كذلك خلال السنوات القليلة القادمة تأسيس 70 شركة ناشئة رأسمال كل منها يتجاوز مليار دولار، ويتراوح رؤوس أموالها مجتمعة ما بين 320 و330 مليار دولار أمريكي. وازدهرت أسواق الأسهم الهندية، ووصلت إلى مستوى قياسي في الأشهر القليلة الماضية». واستعرض مجهودات الهند خلال الفترة الماضية: «اتخذت حكومة الهند مبادرات مثل (اصنع في الهند)و (حملة تنظيف الهند) و(حملة توحيد الضرائب على مستوى الهند بالنسبة للسلع والخدمات) و(حملة دعم الشركات الناشئة في الهند) و(حملة تحويل الهند لدولة تحقق الاكتفاء الذاتي). وفي إطار أكبر برنامج شمول مالي في العالم تحت اسم «جان دهان يوجانا»، تم فتح أكثر من 400 مليون حساب مصرفي للمحرومين في السنوات القليلة الماضية. وساهمت مبادرة «يوجاوالا» في التحول إلى استخدام غاز البترول المسال في الطهي من جانب أكثر من 80 مليون أسرة ريفية ومحرومة، ممن كانوا يستخدمون الوقود التقليدي في عملية الطهي. وبذلك، قدمت الهند مساهمة إيجابية كبيرة في دعم صحة المرأة في المناطق الريفية. واتخذت الهند مبادرة جديدة هي «مهمة جال جيفان» التي تعمل على توفير مياه الشرب النقية لما يقرب من 190 مليون أسرة ريفية تعيش في 600000 قرية في الهند بحلول عام 2024». وأوضح أن الهند ملتزمة التزامًا تامًا تجاه مكافحة تغير المناخ وتعزيز الاستعانة بالطاقة المتجددة على الصعيد العالمي. وتحتل الهند اليوم المرتبة الرابعة في العالم فيما يتعلق بقدرة الطاقة المتجددة المركبة، والتي تتجاوز 150 جيجاوات. وخلال قمة المناخ (كوب-26) في جلاسكو، وضع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي هدفاً طموحاً يتمثل في رفع قدرة الهند من الطاقة المستمدة من المصادر غير الوقود الأحفوري إلى 500 جيجاوات بحلول عام 2030، وأن تتمكن الهند من تلبية 50٪ من التزاماتها من الطاقة من خلال مصادر الطاقة المتجددة. كما شجعت الهند الدول المختلفة على الانضمام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، الذي يضم بالفعل 81 دولة عضواً، من بينها مصر. وأطلقت الهند برنامجاً طموحاً لتوفير خدمات الإنترنت عبر شبكات النطاق العريض لكل قرية في الهند، بهدف ضمان توصيل هذه الخدمة بنطاق ترددي لا يقل عن 100 ميجابت في الثانية. وقد ساعدت هذه المبادرات، إلى جنب استخدام خدمة التحويل المباشر للمساعدات النقدية للمزارعين والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية، في التخفيف من تأثير الوباء. واوضح بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين انه على الرغم من التحدي الكبير الذي تسببت فيه جائحة كوفيد-19 على مستوى تبادل الزيارات على المستوى الدبلوماسي، فقد شهد عام 2021 دفعة قوية على صعيد العلاقات الثنائية بين الهند ومصر. وقد التقى وزير خارجية الهند د/إس. جايشانكار مع وزير الخارجية المصري سامح شكري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2021. وتمكنا من إحياء العديد من آليات التواصل على المستوى الثنائي مثل: مجموعة العمل المشتركة حول التجارة والصناعة، واللجنة المشتركة حول العلوم والتكنولوجيا، والتي عقدت اجتماعت الوضع الافتراضي. شاركت 8 وفود أعمال ومجالس لترويج الصادرات من الهند في المعارض التجارية التي نُظمت في مصر في الفترة من أغسطس إلى ديسمبر 2021. وكانت هذه أول زيارة لجميع الوفود الهندية تقريباً إلى الخارج منذ بدء الوباء. وإنني سعيد لأن التجارة الثنائية بين البلدين قد توسعت بنسبة 80٪، ومن المرجح أن تصل إلى مستوى قياسي هذا العام. وتضاعفت صادرات مصر إلى الهند بين أبريل وأكتوبر 2021 لتصل إلى 1.94 مليار دولار. وبرزت الهند كأكبر وجهة تصدير لمصر في هذه الفترة! كما زادت صادرات الهند إلى مصر بنسبة 63٪ في هذه الفترة لتصل إلى 1.86 مليار دولار أمريكي. وقال: «قد شهد التعاون الثنائي في قطاع الدفاع دفعة كبيرة من خلال زيارة قائد القوات الجوية الهندية المارشال في. آر. تشودري لمصر في نوفمبر 2021، ولقائه اللاحق بالقائد العام للقوات الجوية المصرية المشير محمد عباس حلمي. كما أجرى سلاح الجو الهندي ونظيره المصري أول تمرين جوي مشترك على الإطلاق بين الهند ومصر تحت اسم مناورات محارب الصحراء وذلك في نهاية شهر نوفمبر 2021. وفي وقت سابق زارت الفرقاطة الهندية الشبحية آي.إن.إس. تابار ميناء الإسكندرية في سبتمبر 2021، وأجرت تدريبات وعمليات مشتركة مع البحرية المصرية. وفي نوفمبر 2021، شاركت أكثر من 10 شركات هندية في معرض الدفاع المصري إيديكس-2021، حيث عرضت أحدث أنظمة الدفاع الخاصة بها. إن تعزيز التعاون بين الهند ومصر في قطاع الدفاع يشهد على زيادة مستوى الثقة والتفاهم المتبادل بين البلدين.
