توفيت المستشارة تهاني الجبالي، نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا، اليوم الأحد عن عمر ناهز ال71 عاما، جراء إصابتها بفيروس كورونا. ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة والدفنة عقب صلاة الظهر، بمسجد عوارة، في مدينة طنطا بمحافظة الغربية. كانت تهاني الجبالي قد نقلت إلى مستشفى العجوزة الأسبوع الماضي، لتلقي العلاج إثر إصابتها بفيروس كورونا. في محافظة الغربية، ولدت تهاني الجبالي لأسرة من مدينة طنطا. حصلت على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في شهادة الثانوية العامة، لتلتحق بكلية الحقوق جامعة المنصورة، وتخرجت فيها عام 1973، كما حصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري. اشتغلت بالمحاماة ل 30 عاما، لدى محكمة النقض والمحاكم العليا، حتى قرار تعينها كقاضية، تم انتخابها كأول عضوه في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب؛ لتصبح أول سيدة مصرية وعربية يتم انتخابها بالاتحاد منذ تأسيسه عام 1944. وتولت بعدها لجنة المرأة في الاتحاد؛ لتمثل المرأة العربية وأيضا رئاسة لجنة مناهضة العنصرية والصهيونية بالاتحاد. عملت أيضا محاضرة أساسية في مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب. وعضوة بمجلس أمناء المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، وكذلك خبير قانوني في منظمة الأممالمتحدة، ومحكم تجاري دولي، ومحاضر في المعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس، وعضو اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومي للمرأة. تم انتخابها دورتين على التوالي، عضوا بمجلس نقابة المحامين، كأول محامية منذ إنشاء النقابة عام 1912. عملت مستشارة قانونية للعديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى، ودرّست القانون في بعض الجامعات، وهي عضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى بالثقافة ،وعضو الهيئة الاستشارية لمكتبة الإسكندرية، ورئيس مؤسسة لقاء القاهرة الثقافي. في عام 2003، صدر قرار جمهوري بتعينها نائب رئيس المحكمة الدستورية، ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا، كأول قاضية مصرية، حتى عام 2007، إذ تم تعيين في ذلك العام 32 قاضية بالقضاء العالي، لتكون تهاني الجبالي صاحبة أعلى منصب قضائي تحتله إمرأة في مصر. ثورة يناير 2011 شاركت الجبالي في أحداث الثورة بتواجدها في ميدان التحرير، وطالبت بفترة انتقالية ووضع الدستور قبل بناء المؤسسات سواء التشريعية أو التنفيذية. كما انتقدت اجراء انتخابات مبكرة في ظل وجود خلل بين القوى الاجتماعية. كما شاركت أيضا في ثورة 30 يونيو، رغم كونها قاضية، إذ أشارت إلى أنه بعد ثورة 25 يناير وبعد مرحلة وصول جماعة الإخوان للحكم، فوجئت باضطراب في أركان الدولة الوطنية، وتهديدها وخاصة تهديد القضاء المصري الذي كاد أن ينهار. وشددت في ذلك الوقت على ضرورة خروج القضاة في مقدمة المشهد الثوري، مما كان له إحداث تغير جذري على مستوى الرأي العام في القضاة. وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة مصر عام 2014، أكدت الجبالي أن الرئيس السيسي انقذ مصر من مخطط لاسقاطها، في ظل غياب الأحزاب عن المشهد السياسي، إلى جانب الأزمات التي واجهت الدولة بعد 30 يونيو. الأوسمة والدروع حصلت المستشارة تهاني الجبالي، على العديد من الدروع والأوسمة منها: دروع الأممالمتحدة للعمل الاجتماعى عام 1990، والمعهد الدبلوماسى بوزارة الخارجية عام 2003، ومنظمة المرأة العربية عام 2004، والمحكمة الدستورية الإسبانية عام 2004، والمحكمة الدستورية الإيطالية عام 2005. إلى جانب شهادات التقدير من منظمات محلية وعربية ودولية، في مجال الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، وقضايا حقوق المرأة والنشاط الاجتماعي والسياسي والتشريعي.