أطلقت الحكومة أمس- ولأول مرة هذا العام- مؤتمر «المبادرون» للاحتفاء بمنظمات المجتمع المدنى ممن ساعدوا فى تلبية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة بطرق مهنية محترفة وممن قدموا إنجازات مؤثرة فى السنوات الماضية ساهمت فى دعم ومساندة ذوى الإعاقة وتذليل العقبات التى يواجهونها وتحويلها إلى قصص نجاح تسطرها عزيمتهم، وأيضًا الأشخاص الذين شاركوا من خلال تبادل خبراتهم ووضع القيم الإيجابية التى عززت استدامة الأثر فى تحسين واقع الإعاقة فى مصر. وافتتحت د. نيفين القباج، وزيرة التضامن، فعاليات مؤتمر «المبادرون»، تحت رعاية د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وحضور. ومشاركة ممثلين عن القطاع الخاص وقطاع البنوك والجمعيات الأهلية والهيئات الدولية المختصة، بالإضافة إلى وزراء الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والسياحة والآثار، والتنمية المحلية، والشباب والرياضة، ومحافظ القاهرة، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ وأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين. بدأت فعاليات «المبادرون» بتفقد معرض الشركات الناشئة التى تقدم منتجات وخدمات لذوى الإعاقة أو التى شارك فى تطويرها ذوى إعاقة بأنفسهم، بالإضافة إلى جناح لمؤسسات تعمل فى المجال ذاته، وأكدت وزير التضامن، خلال كلمتها أمس، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة تعمل فى مسارها الديمقراطى الذى تتقدم فيه بخطى واضحة على كفالة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والمدنية والسياسية لجميع الفئات، وعلى رأسهم الأشخاص ذوى الإعاقة. وأضافت «نيفين» أن الدولة تتبع منهجًا حقوقيًا شاملًا مختلفًا عن برامج الإحسان التى تمت ممارستها عبر سنوات سابقة، فأصبحت العدالة الاجتماعية والحق فى التمكين والدمج هو منهج الدولة فى التعامل مع ذوى الإعاقة، ليضمن لهم الحياة الكريمة، لافتة أن سياسات الإعاقة فى السنوات الأخيرة شهدت تحولًا نحو الاستثمار الاجتماعى، وتعزيز رأس المال البشرى، والوصول إلى سوق للعمل، خاصة أن الحصول على وظائف لائقة وإلى سوق العمل يستدعى الاهتمام بهؤلاء الأشخاص، بما يشمل التنشئة الإيجابية والتعليم الدامج وتعزيز القدرات والمهارات، ثم البحث الدؤوب عن فرص التشغيل مع تبنى اعتبارات التنافسية، مع اعتبار تكافؤ الفرص للجميع. وأوضحت «نيفين» أن «المبادرون» حركة محلية تعبء شركات ومنظمات وأفرادا مهتمين تؤمن بطاقات وقدرات ذوى الإعاقة، وتسعى لتساهم فى تيسير وإتاحة الطرق ووسائل النقل ووسائل التواصل لهم، إلى جانب تعزيز تنمية مهاراتهم ودمجهم فى سوق العمل، لتعظيم فرص العيش المستقل وتحسين جودة الحياة، بما يساهم فى إنهاء العزلة الاجتماعية والمكانية والاقتصادية لهم، لضمان إتاحة فرص متكافئة، وتيسير وصولهم وتواصلهم ومشاركتهم فى المجتمع وفى سوق العمل، حيث يهدف المؤتمر لتحفيز الأشخاص ذوى الإعاقة إلى تخطى مختلف الحواجز، والبحث عن مكامن قوتهم، وانطلاقهم للمشاركة والدمج فى سوق العمل وفى المجتمع بشكل عام. وأضافت «نيفين» أنه من النتائج المستهدف تطويرها بشكل مبدئى، والتى سيتم تنفيذها من خلال المؤتمر خلال العام المقبل، تعبئة 300 من «المبادرون» على مستوى الجمهورية، وتوفير 60 سيارة نقل جماعى أو فردى لذوى الإعاقة، وإتاحة 10 محطات مترو و3 محطات قطار، بالإضافة إلى إتاحة 50 مكتب شهر عقارى و15 جامعة، وتوفير أجهزة تعويضية وأدوات مساعدة، فضلًا عن إفراد حملتين إعلاميتين حول موضوعات الإعاقة و3 سفراء داعمين، وإتاحة على الأقل 3 آلاف فرصة تدريب وتوظيف لهؤلاء الأشخاص. وشارك اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، فى فعاليات «المبادرون»، حيث أشار فى تصريحات، أمس، إلى الاهتمام الذى يوليه رئيس الجمهورية بذوى الاحتياجات الخاصة وذوى الهمم، وتوجيهاته المستمرة للحكومة لتقديم كل الدعم والمساندة لهم، مؤكدًا أن الوزارة نفذت العديد من الخطوات والإجراءات فى هذا الملف، بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والهيئات المختلفة والمحافظات، يهدف التوسع فى تمكينهم، وتقديم المساعدة لهم فى حياتهم اليومية.
