ذكر الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز تغير المناخ الزراعى بوزارة الزراعة، أن مصر تخسر 25% من محاصيل العروات الشتوية بسبب تذبذب درجات الحرارة، وبرودة الجو خلال فصل الشتاء، كما تسببت موجات الصقيع في خسارة عالمية تقارب 96 مليار دولار سنوياً، لافتاً إلى أن الإصابة تحدث خلال مرحلة نضج المحاصيل مثل الطماطم والفلفل والباذنجان، وبالتالى تتأثر الإنتاجية ويقل المعروض في الأسواق، فيرتفع سعرها بشكل غير متوقع. وقال فهيم، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، إن كل منطقة على سطح الأرض يميزها مناخ مميز مثل بصمة اليد ويحكمه الموقع الجغرافى والمسطحات المائية، وحدث خلال الثلاثين عاما الماضية تغير مناخى ما بين ضعيف إلى متوسط إلى قوى على حسب الموقع الجغرافى لكل منطقة، بسبب زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحرارى في الغلاف الجوى، وعندما انطلقت الثورة الصناعية في حقبة الستينيات من القرن الماضى بدأت تحدث زيادة في تركيز غازات الاحتباس الحرارى مما تسبب في رفع درجة حرارة الأرض بما يعادل 1.1 درجة مئوية. وتابع فهيم: «المحاصيل الزراعية مثل باقى الكائنات الحية لها بيئة ومناخ مميز وإذا انقلب المناخ تغير سلوك هذه النباتات، وفى الغالب بيكون تغير سلبى فعندما ترتفع درجات الحرارة تحصل مشكلة كبيرة للمحاصيل الصيفية وتزيد احتياجاتها المائية، وبالتالى إذا لم يوفر لها المزارع حاجتها المائية التي تتطلبها يحصل مشكلة في الإنتاجية، كذلك في حالة حدوث دفء في فصل الشتاء يحصل مشكلة مع بعض الأشجار التي تتطلب عدد ساعات معينة من البرودة مثل المشمش والبرقوق والكمثرى والزيتون والمانجو وإذا لم تحصل على البرودة المحددة يحدث مشكلة لها في تفتح البراعم والعقد والإزهار». وأوضح رئيس مركز التغير المناخى بوزارة الزراعة أن أشجار المانجو استوائية لا تتطلب ساعات برودة، لكنها حساسة جدا وتتأثر بتذبذب درجات الحرارة أو الرياح الساخنة أو المحملة بالأتربة، وعندما حدثت الموجة الحارة في شهر مارس الماضى أدى إلى تساقط ثمار المانجو أو عدم اكتمال نضجها وهو ما أثر على إنتاجية المحصول بشكل كبير. واستكمل فهيم حديثه قائلا: «لكل محصول احتياجات مناخية معينة يتأقلم عليها وهى تعتبر المُثلى له، ولا يستطيع تقديم أعلى إنتاجية إذا تغيرت هذه الظروف تحدث مشكلة له في أي مرحلة من مراحل النمو وتنخفض الإنتاجية، مثلما حدث لمحصول المانجو والزيتون والمشمش من انخفاض في الإنتاجية هذا العام، ومحصول القمح في عام 2018 تراجعت إنتاجيته بشكل لافت بسبب التغيرات المناخية». وأوضح فهيم أن شجرة الزيتون هي الوحيدة التي لها دورات نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة، وهى دورة نمو ربيعية وصيفية وخريفية وسكون ظاهرى شتوى واستيفاء برودة وكسر طور السكون وبداية موسم نمو وانبثاق براعم زهرية خضرية زهرية وتلقيح وإخصاب وعقد، ورغم أن شجرة الزيتون من أشجار المناطق شبه الجافة ظاهرياً، إلا أن مقتله في المناخ وليس التغذية أو أي عامل آخر.