تتميز مدينة الإسكندرية، دون غيرها من المدن، بكونها تعوم على مدينة كاملة من الآثار التى تعود إلى مختلف الحقب الزمنية، فيكاد لا تقوم بحفائر فى أى مكان إلا وجدت تحته آثار، فضلاً عن الصهاريج الأثرية المسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والبالغ عددها 5، وهى ما تبقى منها الآن، وتضم صهريج الباب الأخضر وابن النبيه وابن بطوطة ودار إسماعيل والمباهما. «صهاريج الإسكندرية» تنتظر التطوير وزارة السياحة والآثار تدرس تنفيذ مشروع ترميم وتطوير وإعادة تأهيل شامل للصهاريج الأثرية المتبقية، باعتبارها تمثل أهمية تاريخية كبيرة، وإعداد دراسات الجدوى لحين توفير الاعتمادات المالية اللازمة للتنفيذ. «صهاريج الإسكندرية» تنتظر التطوير جاءت فكرة إنشاء الصهاريج لحفظ وتخزين مياه النيل الذى كان محور حياة المصريين، وكانت الضرورة ملحة لعمل المنشآت المائية للتحكم فى ذلك النهر، ولم تكن عملية البناء والصيانة عملية سهلة، إذا كانت تتطلب مهارة فائقة وعلما بكل ما يحيط بالنيل من أحوال، وللحصول على المياه كان يتم تطهير المجارى المائية وحفر الخلجان والترع، وكذلك إنشاء (السقايات) لتوصيل مياه الشرب والرى، وإنشاء (القناطر) لرفع منسوب المياه للتحكم فى توصيل المياه للأراضى الزراعية بواسطة سد عقود القناطر أو فتحها وقت الحاجة، كما كانت توجد (الخزانات) المائية بأنواعها من (صهاريج وسدود وخزانات طبيعية وصناعية)، ولم يستخدم (الصهاريج) لتخزين مياه الشرب فقط، بل استخدم الصهاريج فى حفظ ماء الرى أيضا، والذى كان يرفع من هذه الصهاريج بواسطة (السواقى). «صهاريج الإسكندرية» تنتظر التطوير كريم عودة، مدير عام آثار منطقة غرب الإسكندرية، قال، ل«المصرى اليوم»، إن أهمية الصهاريج الأثرية كانت تكمن فى كونها مكانا لتخزين المياه لكن بعد انتهاء هذا الدور استخدم بعضها كمخبأ فى الحرب العالمية، مثل صهريج ابن بطوطة وله 3 مداخل وصهريج دار إسماعيل وله مدخلان، وأقيمت عليهما تعديلات تتمثل فى عمل أسقف تفصل الطوابق عن بعضها، وأكثر من مدخل للصهريج حتى لا يكون فى تكدس عند دخول الأشخاص أثناء الغارة، وعمل حمامات مثل الأبيار ودكك خشبية للجلوس عليها أثناء الغارة، وإقامة جدران لفصل السيدات عن الرجال وتركيب تكييفات وقتما ظهر التكييف فى عام 1945، على شكل حرف H، أما الصهاريج البكر، اللى لم تدخل عليها أى تعديلات، فهى صهريج ابن النبية الأثرى وصهريج المباهما وصهريج الباب الأخضر. «صهاريج الإسكندرية» تنتظر التطوير وأوضح «عودة» أن وزارة الآثار تدرس تنفيذ مشروع ترميم وتطوير وإعادة تأهيل شامل للصهاريج الأثرية، مشيراً إلى أنه جرى تنفيذ بعض أعمال الترميم والتطوير البسيطة لبعضها مثل صهريج الباب الأخضر الذى تم إنشاء سور خارجى لحمايته بدلاً من السور القديم الصاج المتهالك، واستبداله بسور من الحجر وبوابة حديدية. «صهاريج الإسكندرية» تنتظر التطوير وقال إن مصطلح (الصهريج)، يعنى خزانا صناعيا لتخزين المياه واستخدامها فى وقت الحاجة إليها، وهو منشأة معمارية يتم إنشاؤه فى تخوم الأرض أو باطنها، وغالبا هو مبنى تتم صناعته بمادة (الآجر) أو (الحجر المقاوم للرطوبة) وتكسى حوائطه وجدرانه بمادة (المصيص الوردى) المقاوم للرطوبة، وأنواعه تتمثل فى الصهاريج العامة والخاصة، فالصهاريج (العامة) تخصص لتخزين الماء وتوزيعه بالمدينة أو جزء منها، فهو أشبه بمحطات المياه بالمدن الحديثة حاليا، أما الصهاريج (الخاصة) فكانت مخصصة لخدمة منشآت معمارية، سواء مدنية أو دينية أو حربية، كالقلاع والحصون والأكوام الطبيعية مثل (كوم الناضورة). وأوضح أن الصهاريج الخاصة عادة ما تكون أصغر حجما، وتملأ عن طريق صب المياه المجلوبة فى (الروايا)، وهى القرب التى تستخدم فى نقل الماء بواسطة الإنسان (السقا)، وتلك (القرب) تصب فى فتحات خارجية تتصل داخل الصهاريج بواسطة مجارى منحوتة فى البناء، ويؤخذ الماء من الصهاريج بواسطة فى سقف الصهريج تسد وتفتح بواسطة (الخرزة)، وتلك الخرزة هى عبارة عن غطاء رخامى أو حجرى يغطى فتحة الصهريج التى يستخرج عن طريقها المياه، أما الصهاريج العامة، فهى موجودة عادة فى المدن البعيدة عن مصدر المياه مثل مدينة الإسكندرية، وتكون ضخمة الحجم أفقيا ورأسيا فى باطن الأرض، وتملأ عن طريق فتحات فى البدن الخارجى لها، إذا كان مصدر المياه هو نهر النيل الذى يجلب مياها لهذه القنوات المائية. «صهاريج الإسكندرية» تنتظر التطوير وأضاف: «المياه كانت ترفع من داخل الصهاريج العامة بالإسكندرية، بالسواقى، ولم يكن فوقها أى منشأة معمارية أخرى، وكما فى نماذج عديدة بالنسبة لصهاريج مدينة الإسكندرية، مثل صهريج دار إسماعيل، صهريج ابن بطوطة، صهريج الباب الأخضر، صهريج ابن النبيه، وتمثل ارتفاعها تحت سطح الأرض إلى ثلاثة أدوار مثل صهريج (دار إسماعيل)، مشيرا إلى أن الإسكندرية يطلق عليها مدينة الألف صهريج، نظرا لابتعاد المدينة نسبيا عن نهر النيل أو أى مصدر طبيعى للمياه العذبة وفروعه، فقد كان أهلها يعتمدون على الصهاريج بشكل رئيسى فى مياه الشرب ورى المزروعات واحتياجاتهم الضرورية، وعن تواجد الصهاريج فى الإسكندرية، قال «عودة» إنه لم يتبق فى المدينة سوى 5 صهاريج فقط، هى: صهريج دار إسماعيل الذى يقع داخل حدود مستشفى دار إسماعيل، وتم تسجيله أثرا بالقرار رقم 639 لسنة 1999، مشيرا إلى أنه يعد من الصهاريج العامة فى الإسكندرية، ويتكون من ثلاثة طوابق، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل، والمستوى الثانى يتميز بشكل معمارى مميز من عدد من البائكات والأروقة على عكس كل من المستويين الأول والثالث، والصهريج مبنى بالحجر الجيرى، مشيرا إلى أنه تم تزويده بتكييف مركزى، بالإضافة إلى كتل خرسانية وحوائط من الطوب الأحمر الحديث لمحاوله تدعيم بائكات وأعمده الصهريج، كما يوجد بداخله 45 عمودا بتيجان ما بين طرز كورنثية وأيونية، وتيجان الأعمدة الكورنثية تأخذ أشكالا زخرفية عبارة عن عناصر نباتية مجدولة، ويمثل طراز هذا الصهريج من الناحية المعمارية الطرز الأندلسى المغربى. موضحا أنه أعيد استخدامه كمخبأ عام أثناء الحرب العالمية الثانية، وزود بمستشفى ميدانى داخل الصهريج لرعاية المصابين والمتواجدين داخل المخبأ، ولوقوع الصهريج أسفل الأرض تم تزويده بتكييف مركزى مازالت أجزاؤه قائمة إلى الآن، كشاهد على هذه الفترة التاريخية المهمة فى تاريخ مصر. صهريج المباهما يعود إلى العصر الإسلامى وبنى على شكل مستطيل، ويتكون من طابقين يحتوى كل طابق على 5 صفوف من الأروقة الطولية 2، وتعلو الطابق العلوى نوافذ صغيرة يصل طولها إلى 70 سم فتحت بغرض التهوية، وسقف الصهريج عبارة عن أقبية برميلية تركز على الجدران، كما تم تزويد الصهريج بفتحات لتوفير الإضاءة والتهوية اللازمة، وتم تحويل الصهريج إلى مخبأ عام فى زمن الحروب خلال القرن ال20، وتم تزويده بفتحات جنوبية وشمالية وسلم لتسهيل دخول وخروج المواطنين خلال الحروب والغارات الجوية، وتم تسجيله فى عداد الآثار الإسلامية بالقرار رقم 435 لسنة 2006، كما صدر له قرار بتحديد الحرم الخاص به برقم 168 لسنة 2018. صهريج ابن بطوطة الأثرى، التابع لحى الجمرك، نسب إلى الرحالة الشهير ابن بطوطة عندما زار مدينة الإسكندرية، وهو مسجل فى وزارة السياحة والآثار المصرية، فى تعداد المناطق الأثرية، برقم 10357 لسنة 1951، ويعد من المناطق الأثرية التى تعود إلى العصر المملوكى.