على غرار مقولة الفيلسوف الصينى لاو تزو «رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة»، كانت بداية برنامج «الدحيح» فكرة، تبلورت وتطورت على مدار 7 سنوات إلى برنامج تحصد حلقاته ملايين المشاهدات على منصة «يوتيوب»، ويتابعه أجيال مختلفة، فأصبح تجربة فريدة تستحق الدراسة. فى هذا الكتاب الصادر عن دار الشروق، يكشف طاهر المعتز بالله، ما وراء كواليس «الدحيح»، البرنامج الذى يقدمه شاب مصرى عشرينى، فأصبح فى سنوات قليلة أحد أكثر صناع المحتوى العربى متابعة، وتم اختياره ضمن «روّاد الشباب العربى»، وأدرج ضمن قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا فى العالم العربى لعام 2018، واختير فى القائمة القصيرة لجائزة IBC العالمية عام 2019 لأكثر الشباب المؤثرين فى الإعلام. هو أحمد وليد الغندور ابن المنصورة، الابن الأكبر لأسرة من أب وأم وخمسة أبناء، والده هو من نمى عنده حب القراءة، فقرأ فى الأدب والعلوم والفيزياء، درس علم الأحياء وتخرج فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلا أنه لم يبحث عن وظيفة معتادة بل سعى خلف أحلامه وحب العلوم وتقديم المحتوى، فاختار الدحيح، ولكن كيف بدأ البرنامج؟. كانت شرارة البداية «مسابقة» تقدم لها أثناء دراسته فى الجامعة الأمريكية، اسمها «fame lab» وهى تعتبر من كبرى المسابقات العلمية فى العالم، على المتقدم فيها أن يشرح موضوعا علميا معقدا للجمهور فى خلال 3 دقائق فقط، «أحمد» لم يفز بالمسابقة، إلا أنها فتحت له آفاقا جديدة، فبدأ يطور من نفسه لتقديم محتوى مبسط على «يوتيوب»، وفى 31 أغسطس 2014، ظهرت أولى حلقات برنامج الدحيح، فى البداية لم تحقق الفيديوهات التى يقدمها عدد مشاهدات يذكر، لكنه استمر فى تقديم موضوعات جديدة معاصرة تهم المشاهدين، وبعد 3 سنوات، تعاقد «الغندور» مع إحدى المنصات، وظهرت أولى حلقات الدحيح فى 27 مايو 2017. كشف طاهر المعتز بالله 3 أهداف لنشر الكتاب، الأولى، نشر الأمل، لأن أبطال هذا العمل مجموعة من الشباب يعيشون فى مجتمعنا، ولهم أحلامهم واهتماماتهم، واختياراتهم، والهدف الثانى، تقديم بعض المعلومات الفنية للمهتمين بصناعة المحتوى، والهدف الثالث، هو القصة، فبرنامج الدحيح فى الأساس يقدم محتوى عبر حكى قصة، والبرنامج ليس شخصا واحدا، بل مجموعة كبيرة من الأفراد المشاركين فى تطور وصناعة البرنامج، وبنفس طريقة كتابة حلقات «الدحيح» كتب «طاهر» ما وراء الكواليس بلغة عامية، بشكل يجعل القارئ يستعيد أجواء برنامج «الدحيح». فى الكتاب، أوضح طاهر المعتز بالله كيف تطور برنامج الدحيح منذ انطلاقه للمرة الأولى حتى الآن، وكيف شارك هو وآخرون فى كتابة «السكريبت» نص حلقات البرنامج، وعدد الكتّاب الذين شاركوا فى كتابة الحلقات، وكواليس اختيار الغرفة الصغيرة التى يظهر فيها «الغندور»، وكيف تطور «الإسكيتش» الفنى الذى يؤديه «الغندور» فى أولى دقائق الفيديو، وكيف تطور المحتوى ليصبح متنوعا من العلوم والتاريخ والفن والرياضة، ليحصد عددا أكبر من المتابعين، وينفذ خلال 7 سنوات أكثر من 300 حلقة. ويحقق هذا القدر من النجاح الذى وصل إلى أكثر من مليار مشاهدة عبر «فيسبوك» و«ويوتيوب» ويجذب متابعين من داخل وخارج الوطن العربى. تطرق «المعتز بالله» إلى بعض الهجوم الذى صاحب هذا النجاح، لافتًا إلى أن بعض حلقات «الدحيح» قد تعرضت لاتهامات، منها السرقة، ونشر الإلحاد، وقد أوضح طاهر حقيقة الاتهامات وكشف ما حدث. يذكر أن برنامج الدحيح نفسه شهد حملات ضده للمقاطعة بتهمة التطبيع مع إسرائيل، وقد رد «الغندور»، فى يونيو الماضى، على هذه الحملات، وأوضح فى رده موقفه الواضح من القضية الفلسطينية، كما رد عن حقيقة تمويل منصته وشبهة التطبيع مع إسرائيل، كما أكد فى رده أنه سيستكمل تقديم محتوى علمى مبسط ولا ينوى تغيير ذلك.
