شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، افتتاح طريق «الكباش الفرعونى» بمدينة الأقصر، وسط حضور عالمى، احتفالًا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى «طريق الكباش»، حيث تضمن حفل الافتتاح استعراضًا يعبر عن الحضارة المصرية، وفيلمًا وثائقيًا عن كنوز الأقصر. وقال الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، إن طريق المواكب المقدسة يربط بين معبدى الأقصر والكرنك، إذ بدأ بناء الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث الذى شيد معبد الأقصر، ويبلغ طول الطريق 2750 مترًا، وعرضه 700 متر، ويصطف حول المعبد 1200 تمثال نُحتت من كتلة واحدة. وأوضح، خلال شرحه للرئيس، أنه تم نحتها على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان، باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل وجسم رأس كبش، وهو رمز من رموز الإله ختوم، إله الخصوبة فى الديانة المصرية القديمة. ويحقق المشروع العملاق رواجًا سياحيًّا لمدينة الأقصر، ويحولها إلى متحف مفتوح، إذ يُعد طريق الكباش طريق مواكب أكبر الملوك الفراعنة، وكان يتم داخله إحياء أعياد مختلفة، منها عيد الأوبت وعيد تتويج الملك، وكان يوجد به قديمًا سد حجرى ضخم يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر، العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى العصور الرومانية. وقال «العنانى» إن مشروع اكتشاف طريق الكباش، بدأ فى عام 2005 ثم تعثر فى عام 2011، لكن جرى إحياء المشروع فى سبتمبر عام 2017، بتوجهيات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث جرى تكليف الهيئة الهندسية بإنهاء المشروع وتم الكشف عن هذا الطريق. وشدد وزير الآثار، فى كلمته أمام الرئيس، على أن العمل الأثرى للطريق لم ينته وسيستمر لسنوات عديدة، لافتًا فى الوقت ذاته إلى أنه جرى الكشف عن 250 تمثالًا برأس كبش و807 تماثيل برأس إنسان. وبدأت الاحتفالية بأغنية للفنان محمد حماقى، شاركته فيها المطربة، ذات الأصول الإيطالية، لارا إسكندر، بعنوان «بلدنا حلوة»، بالتزامن مع استعراض راقص، وتغنى حماقى وإسكندر عن جمال وعراقة الحضارة المصرية، وآثارها الممتدة على مدى آلاف السنين. كما شهدت الاحتفالية عرضًا لعدد من عربات الخيول «الحناطير»، التى تتميز بها محافظة الأقصر، حيث جرت إضاءة العربات وتزيينها بمناسبة هذا الحدث الجلل، وتراقصت تلك العربات التى تجرها الخيول، على وقع أغنية فرقة رضا الشهيرة «الأقصر بلدنا بلد سواح». تأتى هذه الاحتفالية لإحياء ممر تاريخى يعود عمره لما يزيد على 3 آلاف عام، ويربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك؛ لتصبح الأقصر بذلك أكبر متحف مفتوح فى العالم يبهر عشاق التاريخ ومحبى الحضارات القديمة. وجاءت تلك الخطوة لتتوج عملًا استمر لسنوات لإعادة إحياء هذا الطريق، وهو يمثل ثانى حدث يعيد اهتمام المصريين بتاريخ أجدادهم الفراعنة، بعد موكب المومياوات فى إبريل الماضى؛ وهو ما يعبر عن حرص الرئيس السيسى على استعادة الاهتمام بالحضارة الفرعونية بالتوازى مع المشروعات القومية العملاقة الجارى تنفيذها فى كل أنحاء مصر فى مزج بين إنجازات الماضى والحاضر.
