قال «ليون سولييه»، الرئيس التنفيذى لشركة سيمنس لنظم النقل فى الشرق الأوسط وإفريقيا، إن مشروع القطار السريع ينفذ بأعلى المعدلات العالمية فى التكنولوجيا، والأجيال الحديثة من العربات. وقال فى حواره ل«المصرى اليوم» إن القطار السريع سينقل 30 مليون راكب سنويا فى المرحلة الأولى بين السخنة ومرسى مطروح، بالإضافة لتوفير 15 ألف فرصة عمل مباشرة، كما يوفر 50% من وقت الركاب، وزيادة 15% من نقل البضائع. مؤكدا أن مصر ستكون واحدة من أقوى 30 دولة فى 2030، وذلك بفضل مشروعات التنمية الشاملة فى كافة المجالات. وإلى نص الحوار.. ■ ما هى أهمية مشروع القطار الكهربائى السريع لمصر وآخر التطورات فى التنفيذ؟ - مصر دولة صاعدة بثبات وسرعة قياسية، ولهذا فإن شبكة السكك الحديدية المكهربة الجديدة، والتى تعد جزءًا من شبكة السكك الحديدية عالية السرعة بطول 1800 كيلو متر، والتى من شأنها العمل على تحويل مصر لمركز إقليمى محورى للنقل والمواصلات، كما تدشن لمرحلة جديدة فى مسيرة البلاد التى تُعد من أوائل دول العالم التى امتلكت شبكة للسكك الحديدية قبل نحو 170 عامًا. وترجع أهمية هذا المشروع، لأنه يتكامل مع رؤية مصر 2030 التى تستهدف أن تكون واحدة من أكبر وأهم 30 دولة فى العالم قبل حلول 2030، بالإضافة الى بقية المشروعات الأخرى التى تركز عليها الدولة بالتوازى بصفة خاصة مع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ■ كيف ترى الاقتصاد المصرى مع حلول 2030؟ - مع حلول عام 2030، سيصبح الاقتصاد المصرى اقتصادًا متوازنًا وقائمًا على المعلومات، وتنافسيًا ومتنوعًا مع استقرار بيئة الاقتصاد الكلى والقدرة على تحقيق النمو المستدام. إنّ تحقيق هذه الأهداف القومية يتطلب استثمارات كبيرة فى نظم النقل يمكنها ملاحقة النمو السكانى المتسارع والرؤية السياسية للتنمية الاقتصادية الشاملة. ■ كيف ترى منظومة النقل فى مصر؟ - هناك تطور كبير حدث فى السنوات الأخيرة فى مجالات البنية الأساسية والنقل وخاصة فى شبكة الطرق، ولكن لا تزال هناك أجزاء كبيرة من مصر تعانى من الزحام والاختناقات المرورية، وهى معوقات تضعف الناتج المحلى الإجمالى. لقد تضاعف سكان القاهرة منذ عام 1980 وحتى الآن، واليوم يعيش حوالى 20 مليون نسمة فى القاهرة وحدها. ولتخفيف الاختناقات والزحام الكبير الذى تعانى منه العاصمة، أقامت الدولة عددا من المجتمعات العمرانية الجديدة حول القاهرة. وستقوم شبكة السكك الحديدية الكهربائية الجديدة التى تقوم بتنفيذها سيمنس لنظم النقل، بربط القاهرة مع هذه المجتمعات العمرانية بكل سهولة، ومن المزايا الأخرى لنظام المواصلات المريح ذى الأسعار الاقتصادية حول القاهرة، تقليل وقت السفر من شرق العاصمة لغربها بمعدلات ملحوظة. ■ ما هى القيمة ومميزات إنشاء القطار السريع ودوره فى حل الأزمة المرورية والمساهمة فى التنمية التى تنفذها مصر؟ - مع النمو السكانى السريع فى مصر، تسعى الحكومة لزيادة قدرات منظومة المواصلات فى البلاد، مع رغبتها فى توفير شبكة سكك حديدية آمنة تتسم بالكفاءة والاعتمادية والاستدامة، لنقل المواطنين والزائرين وشحن البضائع، ولكن أكثر شىء يثير الإعجاب فى هذا المشروع هو أنه ينقل مصر نقلة نوعية فى مجال النقل والمواصلات، اعتمادًا على أحدث القطارات والحلول التكنولوجية فى هذا المجال، من خلال إقامة منظومة سكك حديدية متكاملة بطول 660 كيلو مترا تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، فيما يشبه الدور الذى تقوم به قناة السويس ولكن على قضبان السكك الحديدية. ■ ما هى معدلات تنفيذ مشروع القطار السريع؟ - يتم تنفيذ المشروع بمعدلات سريعة، حيث سيُسلّم أول قطار لهذا الخط بعد عامين من التوصل للاتفاق المالى للصفقة المتوقع فى سبتمبر 2022. ويقدم الخط الجديد باقة من المزايا الهامة للركاب، حيث يُمثل وسيلة سفر أسرع وأكثر أمانًا وراحة من أى وقت مضى. فمن المتوقع أن يستخدم الخط الأول الذى يربط العين السخنة على البحر الأحمر بمدينتى الإسكندرية ومرسى مطروح على البحر المتوسط، أكثر من 30 مليون راكب كل عام. ■ وما هو تأثير مشروع القطار الكهربائى السريع على المجتمع والبيئة والاقتصاد فى مصر فى ظل الاهتمام العالمى بالبيئة؟ - يُعد الأثر البيئى موضوعًا فى غاية الأهمية بالنسبة لشركة سيمنس لنظم النقل، وكذلك لشركائنا المحليين فى كل من وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق. إنّ قطاع النقل والمواصلات من القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ولكن تمثل منظومة السكك الحديدية أقل وسائل المواصلات التى ينتج عنها انبعاثات كربونية، إذ إنها مسؤولة عن 0.5% فقط من غازات الاحتباس الحرارى الناتجة عن وسائل المواصلات، مقارنة ب14% ناتجة عن الطيران المدنى، و72% من وسائل النقل البرى. ولذلك هناك إجماع بين خبراء النقل والمواصلات على أنه من غير الممكن تلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل والمواصلات مع تحقيق أهداف المناخ والبيئة فى الوقت نفسه بدون نمو قطاع السكك الحديدية، حيث يعتمد نظام القطار الكهربائى السريع الذى سنقيمه فى مصر فى تشغيله بالكامل على الطاقة الكهربائية، وبالتالى سيقلل استهلاك الطاقة وتلوث الهواء بشكل عام، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% مقارنة باستخدام السيارات والأوتوبيسات التقليدية على الطرق البرية، وهو ما يعنى زيادة جودة حياة المواطنين فى مصر وحماية البيئة فى الوقت نفسه. كما يوفر المسافرون على هذا الخط 50% من وقت السفر بين المدن الواقعة عليه، وهو ما سيعمل على تحسين إنتاجية القوى العاملة وتقليل معدلات الاختناق المرورى على الطرق المؤدية للمجتمعات العمرانية تحت الإنشاء والموجودة على هذه الشبكة. ولأن الخط سيربط بين الموانئ البحرية والجافة، فإنه سيعمل على رفع كفاءة شحن البضائع ورفع معدل الشحن البرى للبضائع التى سيتم نقلها عبر السكك الحديدية بنسبة 15%. ■ كم سيوفر المشروع من فرص العمل للمصريين؟ - سيعمل هذا المشروع أيضًا وبصورة رئيسية على توفير فرص عمل جديدة. فمن المتوقع أن يساهم المشروع فى إيجاد أكثر من 15000 فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى 3800 فرصة عمل إضافية لدى الموردين المصريين الذين سيشاركون فى المشروع، هذا بالإضافة للعديد من فرص العمل غير المباشرة على نطاق الاقتصاد القومى بشكل عام. ويساهم المشروع أيضًا فى التدريب الفنى والتقنى بالسوق المحلية بالإضافة لتنظيم عدد من البرامج التأهيلية لتنمية وصقل المهارات اللازمة لاستكمال المشروع. ■ ما هى الأطروحات والأفكار التى ستقدمها «سيمنز» فى المعرض والمؤتمر الدولى لتكنولوجيا النقل الذكى واللوجستيات؟ - يُعد المعرض والمؤتمر الدولى لحلول النقل الذكى وتكنولوجيا اللوجستيات 2021 TransMEA من المنصات الهامة للالتقاء والتواصل مع أهم المتخصصين والخبراء العاملين فى قطاعى النقل والخدمات اللوجستية فى كل من الشرق الأوسط وإفريقيا. والمعرض والمؤتمر سيركزان على الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى التنمية الاقتصادية لدول المنطقة، وأهميتها كدولة تقع على ملتقى شبكات النقل والمواصلات العالمية. أما عن المشروعات المختارة من محفظة أعمال سيمنس لنظم النقل، والتى سيتم إلقاء الضوء عليها خلال المؤتمر، فتتضمن أحدث الحلول المبتكرة لنظم القطارات الكهربائية عالية السرعة، ومعلومات حول الوحدات المتحركة وأحدث التوجهات فى مجال البنية التحتية لخطوط السكك الحديدية والتشغيل الآلى لنظم السكك الحديدية، وإمدادات الطاقة الكهربائية للخطوط، وحلول التحول الرقمى وتحديث نظم الإشارات لخطوط السكك الحديدية، ونظم المرور الذكية والخدمات ذات الصلة بها. إنّ سيمنس تتواجد فى مصر منذ قدوم فيرنر فون سيمنس لزيارتها عام 1859، للإشراف على مد كابل للاتصالات عبر البحر الأحمر للربط بين مدينتى السويس وعدن. وقامت الشركة بعد ذلك بافتتاح أول مكتب لها فى مصر عام 1901، بينما بدأت سيمنس لنظم النقل دورها المحورى كشركة رائدة فى السوق المصرية منذ ستينيات القرن الماضى. ومن خلال مشاركتنا فى المعرض والمؤتمر الدولى لحلول النقل الذكى وتكنولوجيا اللوجستيات 2021 TransMEA، سنؤكد التزامنا بزيادة حجم أعمالنا فى مصر وكذلك الشرق الأوسط وإفريقيا. ■ ما هو الجيل أو النموذج الذى سيتم توريده من القطارات لمصر فى مشروع القطار الكهربائى؟ - فى إطار هذا المشروع، ستقوم سيمنس لنظم النقل بتوريد قطارات «ڤيلارو»، القطارات الكهربائية فائقة السرعة، وقطارات «ديذيرو»، القطارات الإقليمية عالية السعة، وجرارات «ڤيكترون» لشحن البضائع، إلى جانب أحدث نظم التحكم الإلكترونى فى الإشارات، وتزويد النظام بالمستوى الثانى من النظام الأوروبى للتحكم فى القطارات (ETCS)، ونظام إمدادات الطاقة الكهربائية الذى يوفر طاقة مستدامة دون انقطاع. بالإضافة لذلك ستقوم سيمنس لنظم النقل بتوريد ودمج أحدث نظم الاتصالات والأمان والسلامة لتقديم أفضل تجربة ممكنة للركاب على مدار الرحلة. وتخضع القطارات وكل النظم الفرعية لأحدث النظم الإنتاجية ومنصات التشغيل المثبت كفاءتها.
