حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفنى وجمهور الفنان القدير أحمد خليل، الذى توفى متأثرًا بفيروس كورونا عن عمر 80 عامًا، وشيع جثمانه ظهر أمس فى جنازة خلت من نجوم الفن والتمثيل بساحة مسجد الشرطة بالشيخ زايد، واعتذر عن عدم حضورها أيضا نقيب الممثلين د. أشرف زكى لتواجده فى شرم الشيخ، حيث يشارك ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ، وتعذر سفره بسبب ضيق الوقت منذ وفاة «خليل» وحتى تشييع جثمانه. ولم يحضر الجنازة سوى عدد محدود من الفنانين، منهم شريف سلامة، الذى بدا متأثرًا جدًا برحيل «خليل»، وظل يبكى طوال تواجده فى ساحة المسجد لأداء صلاة الجنازة عليه، وحرص على إلقاء نظرة الوداع الأخير على جثمان الراحل. وعلق شريف سلامة فى تصريحات ل«المصرى اليوم» بأنه يودع الفنان أحمد خليل ولسانه لا يستطيع التعبير عن الحزن الكبير الذى يعيشه، ووصف ذلك بالخبر الصادم والحزين، وتابع: «أحمد خليل كان أبى وأخى وصديقى، وتعجز الكلمات عن التعبير عن شخصه العظيم.. وداعًا أبى وصديقى.. إلى جنة الرحمن بإذن الله». وكشف الفنان أيمن عزب، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن «خليل» أصيب بفيروس كورونا قبل تقريبًا 73 ساعة، وبعد إجراء أول مسحة غادر المستشفى ليكمل علاجه فى منزله مع أسرته، لكنهم فوجئوا على مدار الساعات الأخيرة بتراجع وتدهور الحالة الصحية، وتطلب ذلك إلحاقه بوحدة العناية المركزة، وكان يواجه صعوبة كبيرة فى التنفس نتيجة تراجع الأكسجين فى الدم بشكل كبير جدًا، كما فقد القدرة على الحديث تمامًا، مع سرعة بالغة فى ضربات القلب حتى وافته المنية. كان الفنان أحمد خليل قد أصيب بفيروس كورونا أثناء تصويره حلقات حكاية «حكايتى مع الزمان» من مسلسل «إلا أنا»، الذى يعرض حاليًا، وتشاركه بطولته الفنانة ميرفت أمين، التى ترددت شائعات حول إصابتها هى الأخرى، إلا أنها أكدت أنها بخير. أحمد خليل «الفنان المحترم»، كما لقبه زملاؤه، لم يُقدِم على أى دور يخجل منه أمام نفسه وأسرته وجمهوره، ولذلك كان دائمًا يصرح بأنه غير نادم على أى دور جسده على مدار مشواره. توفى عاشقًا ومحبًا للفن، وكانت أمنيته أن يتوفى ويظل يعمل حتى آخر أيام حياته، وهو ما تحقق بالفعل حين عاد بحكاية «حكايتى مع الزمان»، ودائمًا ما كان يؤكد أن اعتزاله الفن سيكون فقط بسبب وفاته، وأن يستمر فى عمله حتى آخر نفس، طالما يستطيع ويمتلك القدرة على ذلك. تخرج أحمد خليل فى معهد السينما عام 1965، ثم التحق بمسرح الجيب، وشارك فى عدة مسرحيات، أبرزها: «حب تحت الحراسة، خادم سيدين، وياسين وبهية»، ومن أهم المسلسلات التليفزيونية التى شارك فيها «حديث الصباح والمساء» بشخصية «عطا المراكيبى»، التى حظيت بشهرة ونجاح كبير، خاصة مع إعادة عرض المسلسل بعد 20 عاما من عرضه الأول، كما قدم مسلسلات «هوانم جاردن سيتى، الشك، ورقة التوت، رمانة الميزان، نهاية القصة، حكاوى طرح البحر، الفجالة»، وصاحب قرابة 20 فيلما فى رصيده، من أهمها «كتيبة الإعدام» و«إعدام ميت». من جانبها، نعت وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبدالدايم، الفنان الراحل قائلة: «إحدى أيقونات الفن المصرى، ونجح فى تجسيد العديد من القضايا الاجتماعية خلال رحلته الفنية الطويلة». وقدمت العزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه.
