تقارير عالمية: سماعات الأذن تُفقدك السمع

سماعات الأذن، وأبرزها Airpods، أصبحت تمثل الوجه القبيح للتكنولوجيا، نظرًا لزيادة الإصابة بضعف السمع، بل هناك حالات فقدت السمع، وفقًا لتقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها مركز CDC فى الولايات المتحدة، الذى أكد أن نحو ربع الأمريكيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و69 عامًا، يعانون من فقدان السمع بسبب مستويات الضوضاء الثابتة من سماعات الأذن.
هذا التقرير شجَّع جمعية تقويم العظام الأمريكية باتخاذ خطوة إلى الأمام، لتُحذر رسميًا بأن سماعات الأذن قد تكون مسؤولة عن واحد من كل خمسة مراهقين يعانى من فقدان السمع، وتُظهر البيانات أن الغالبية العظمى من الذين يستخدمون سماعات الأذن، بمستوى صوت مرتفع قد يُعرِّضون أنفسهم لخطر التلف الدائم لحاسة السمع.
وقالت الدكتورة سها مكى، أستاذ طب السمع والاتزان بكلية الطب جامعة الزقازيق، أمين عام جمعية طب السمع والاتزان، فى تصريحات خاصة ل«صحتك بالدنيا»: «توجد درجات من أضرار سماعات الأذن بمختلف أنواعها، هناك على سبيل المثال سماعات الأذن اللاسلكية وتعتمد على (واى فاى) وغيرها، تتسبب فى أذى كبير للأذن».
وأضافت أن سبب الإضرار بالأذن هو حب بعض الأشخاص سماع الموسيقى بأصوات عالية من خلال سماعات الأذن لفترات طويلة على مدار اليوم.
وتوضح «مكى» أنه عند إدمان هذه العادة من سوء استخدام سماعات الأذن، يكون الشخص فى أولى مراحل الخطر، بسبب عدم شعوره بما تُسببه من ضرر، فهو يعتقد أن ذلك لا يسبب إزعاجًا لمن حوله، لكنه يؤذى أذنيه بسبب الاستخدام الطويل لسماعات الأذن.
وأشارت أستاذ السمع والاتزان إلى أن الخطورة ليست فقط فى الصوت العالى، فعلى الرغم من سماع الشخص مستوى صوت معقولًا، لكنه يرتديها لفترات طويلة، وتكون قريبة بشكل كبير من طبلة الأذن، فهى تحمل نفس خطورة الصوت العالى فى سماعات الأذن.
وكشفت عن مصطلح يُعرف باسم «راحة الجهاز العصبى»، فعند الاستخدام المتكرر لسماعات الأذن نجد أن الشخص لا يقوم بعمل هذه الراحة، ما يسبب ضررًا بالغًا للعصب السمعى.
وتابعت «مكى»: «لدينا خلايا حسية فى الأذن الداخلية، تتحرك مع ترددات الصوت، ثم تنتقل إلى العصب، هذه الخلايا عبارة عن شعيرات خفيفة للغاية، مع كثرة الاستهلاك لفترات طويلة حتى لو كان الصوت متوسطًا يحدث ضمور فى أجزاء معينة لا ينتبه لها الشخص، ومع الوقت يعانى من ضعف السمع، وفى المعتاد لا ينتبه لهذا أثناء تواصله مع باقى الأفراد من حوله، ومع الوقت يشعر أنه يسمع طنين أو عدم تمييز الصوت، والخطورة هنا أن الشخص لا ينتبه لهذه الأضرار إلا عند وقوع الضرر».
وشرحت أستاذ السمع والاتزان العلاقة السلبية بين سماعات الأذن وشمع الأذن: «السماعات اللاسلكية تكون مثبتة بالجزء الخارجى من أعلى الأذن، ولا تكون ذات عمق داخلها، وهنا فإنها لا تقوم بتحريك الشمع، وهناك أنواع تكون داخل الأذن، تعوق حركة الشمع وتبدأ فى إدخاله لمنطقة ذات منحنى معين، ويتجمع الشمع بشكل غير طبيعى، ويكون ضارًا».
وتقول أستاذ السمع والاتزان إن شمع الأذن شىء صحى، يمنع تجمع الميكروبات داخل الأذن، ويمنح ليونة للغشاء الخارجى للأذن، واستخدام السماعات يعوق حركة شمع الأذن عن أداء وظيفته.
وتؤكد «مكى»: «هذا أبسط ما يمكن أن يحدث من السماعات، فالضرر الأكبر هو ضمور الخلايا الحسية الخاصة بالسمع، وضمور العصب السمعى». وأشارت «مكى» إلى بحث حديث اعتمد على مسح سمعى لعدد من الشباب فى سن المراهقة، لكونهم أكثر فئة استخدامًا لهذه السماعات، وأفاد البحث بأن هناك نسبًا كبيرة لضعف السمع، ومن المتوقع زيادتها مع الوقت، لدرجة أنه من الممكن خلال عام 2050 أن تزداد نسبة ضعف السمع لمعظم الشباب بنسبة 50% منهم.
وحذرت: «هنا يجب التوجيه والتحذير للشباب حتى ينتبهوا لهذا الخطر، ويجب أن ينتبه الجميع أن كافة الحواس الحسية، سواء السمع أو البصر، تحتاج الراحة بعيدًا عن الاستخدام الدائم للسماعات اللاسلكية».
وبالسؤال عن فترة الراحة التى تضمن لمستخدمى السماعات عدم إلحاق الضرر بأنفسهم، قالت أستاذ السمع والاتزان: «هناك عملية حسابية لهذا الأمر، فإذا سمع شخص صوتًا فى حدود 60 إلى 70 ديسيبل (قياس سمعى)، فلن يصيب الشخص أى ضرر، ولا يوجد أى شخص يقوم باستخدام السماعات بهذه المستويات المنخفضة، فالجميع يقومون بتعلية الصوت ل85 إلى 90 ديسيبل، وهنا يجب ألا يتعرضوا لهذه الدرجات لأكثر من ساعتين».
و«الديسيبل» هى وحدة لقياس شدة الصوت عن طريق أجهزة تقيس نسبة الصوت، لأن أى شدة صوتية أعلى من 85 ديسيبل قد تؤدى إلى فقدان السمع، بل يرتبط فقدان السمع بكل من شدة الصوت وطول فترة التعرض له، وهو ما تسببه سماعات الأذن.
وحسب دراسة علمية حديثة صادرة عن كلية الطب بجامعة ماريلاند UMSOM ومعهد كارولينسكا، يتسبب سماع صوت بشدة 90 ديسيبل لمدة 8 ساعات فى تلف الأذن، وأن أى تعرض لصوت بشدة 140 ديسيبل يسبب تلف الأذن فورًا.