تزايد الاهتمام بعمليات تأمين المعلومات والبنية التحتية الحرجة، خاصة بعد تعرض عدد من الشركات العالمية لعمليات القرصنة الإلكترونية ودارت مناقشات المؤتمر العربى الخامس لأمن المعلومات Arab Security Conference حول عدد من الموضوعات المهمة المتعلقة بهذا الموضوع، وهو ما تحدث عنه الدكتور بهاء حسن رئيس المؤتمر. ■ ما هو وضع أمن المعلومات فى قطاع الشركات المصرية؟ - حماية البيانات أصبح مطلبا أساسيا وضرورة حاليا مع زيادة معدلات القرصنة، حيث أصبحنا نحتاج إلى حارس فى كل نظام لدى الشركات، وكنت من أوائل الذين دعوا شركات القطاع الخاص إلى ضرورة العمل على تأمين بياناتهم قبل 15 عاما، نظرا لأهمية هذه الإجراءات. ■ وكيف كانت استجابة الشركات؟ - المشكلة أن الشركات عادة ما تسأل عن تكلفة برامج الحماية، ويرى البعض أنه لن يخسر الكثير حتى لو تعرض لهجوم إلكترونى، بينما ربما يتكلف مبلغا كبيرا فى حالة الاستعانة ببرامج الحماية المختلفة، ولكننى دائما أؤكد أن هذا تقييم خاطئ للموقف، لأن حماية البيانات يجب أن تكون على رأس الأولويات. ■ صدرت مؤخرًا عدة قوانين لحماية البيانات، فكيف ستلعب دورًا خلال الفترة المقبلة؟ - هذه القوانين ستكون الإجراء الرادع لعدم السماح للشركات التى لديها بيانات بالعملاء لبيعها لشركات أخرى، حيث تحصل شركات بصورة غير قانونية على قاعدة بيانات تحمل أسماء عملاء وأرقام موبايلات بهدف تسويق منتجاتها، وبالتالى ستكون هذه القوانين رادعة لمعرفة مصدر هذه المعلومات ومعاقبة من أتاحها أو حصل عليها بأسلوب غير قانونى. وقد جاءت مصر فى المركز 23 على مؤشر الأمن السيبرانى من 182 دولة ونأمل أن نكون بين العشر دول فى صدارة المؤشر. ■ ولكن هل لدينا كوادر فنية وخبرات قادرة على مواجهة الهجمات الإلكترونية على البيانات؟ - لدينا فى المؤسسة فرق يتم تدريبها سنويًا لرفع قدراتها وتمكينها من تطبيق أحدث الخبرات المتاحة فى مواجهة محاولات الاختراق الإلكترونى، كما أن هناك 13 مركز تدريب انضمت إلينا مؤخرًا، منها إيجيبت تليكوم والمعهد المصرفى حيث يتم توفير برامج تدريبية حديثة وكورسات تناسب الشباب فى مجال الاختراقات وطرق الحماية منها. وبالتالى أصبحت المؤسسات تلجأ إلينا للاستعانة بالمتخصصين للقيام بعمليات التأمين. ■ ولكن أحيانًا يتجه هؤلاء الشباب، خاصة المميز منهم، للعمل فى الخارج، ما يعد خسارة للاقتصاد المحلى؟ - صحيح... والعائد الذى يحصل عليه هؤلاء الشباب أصبح مميزًا جدا، وقد شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا على ضرورة البحث عن الشباب الموهوب، ونحن نقوم سنويًا بتدريب عدد كبير من الشباب، مع تنظيم مسابقات لاكتشاف الثغرات Arab Security Cyber Wargaes لاختيار أفضلهم ليكون قاعدة جاهزة لخدمة قطاع تأمين المعلومات. ■ هل الشركات تعتمد على تبادل الخبرات فيما بينها عند تعرض إحداها لهجوم أو غيره؟ - ليس هذا بالأمر الشائع، ولكن نحن من نعمل على هذه الخدمات ونطور أسلوب التدريب ونوفر أحدث الابتكارات الخاصة بمواجهة الهجمات الإلكترونية، خاصة أن قدرة الهاكرز على التطوير سريعة جدًا، ولابد أن يواكبها تدريب وتأهيل سريع لمواجهة كل ما هو جديد، ومع توسع مصر فى التحول الرقمى والاعتماد على الخدمات الرقمية هناك احتياج متزايد لتوفير عناصر تأمين المعلومات من الشباب المسلح بالعلم والتدريب الكافى. ■ وكيف يتم تدريب الشباب، ومن هم المؤهلون للقيام بهذا الدور؟ - هناك شباب لديهم ميول لتعلم كيفية اكتشاف الثغرات فى البرامج والأنظمة، وبالتالى يكونون أفضل من يمكن تدريبهم، وفيما يتعلق بالتدريب، فإنه يتم من خلال توفير أنظمة بالاتفاق مع إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة فى هذا، وتتم مطالبة الشباب باختراق هذه الأنظمة وحمايتها. ■ قمتم مؤخرا بتنظيم المؤتمر العربى لأمن المعلومات، فما هى أهم ما تمت مناقشته فى جلسات المؤتمر؟ - ناقش المؤتمر بحضور عدد كبير من الخبراء والمتخصصين، سواء المحليون أو الأجانب، البلوك تشين وحماية الشبكات ونظم الاتصالات وحماية الحوسبة السحابية والجريمة المعلوماتية والأمن المعلوماتى وأمن الفضاء الإلكترونى وأمن القمر الصناعى وأمن الطيران والذكاء الاصطناعى وحماية البنية التحتية وأمن مصادر الطاقة، وكان لدينا متحدثون من 14 دولة من العالم العربى والأجانب، من الأردن والهند وأستراليا وبلجيكا والبرازيل وقطر والإمارات وأمريكا. ■ وما أهم التوصيات التى صدرت فى الختام؟ - كانت أهم التوصيات تكثيف التعاون بين الدول العربية فى مجال الأمن السيبرانى، وتوفير الإحصائيات، فضلًا عن تأسيس مجلس استشارى دائم لمتابعة آخر المستجدات ووضع خطط مستقبلية واتخاذ إجراءات وتوصيات للدول الأعضاء. ولابد من توجيه الشكر لكل الشركات الراعية للمؤتمر، وهى: Huawei - Trend Micro - ITIDA - ISEC – CyShield - EC-Council – Kaspersky - ABSEGA - Beta Integrated Solutions - CLS Learning Solutions – ACMS – Paymob – Synactiv لأنها كانت السبب وراء نجاحه لما قدمته من قصص نجاح واستعراض الآليات الجديدة الخاصة بالتصدى للهجمات الإلكترونية. ■ ما هى أهم توصياتك للشركات؟ - ضرورة تبنى سياسات لتأسيس قسم لتأمين المعلومات داخل كل شركة أو مؤسسة بحسب حجم كل شركة، يكون مسؤولًا عن التأكد من عدم اختراق الشبكة أو التصدى لأى محاولات اختراق، على أن يختلف عن القسم الخاص بتكنولوجيا المعلومات، لأن الأمرين مختلفان تمامًا. وهناك العديد من شركات التكنولوجيا العالمية التى تطبق أفضل الممارسات للأمن على الإنترنت، فمثلًا شركة هواوى تضع الأمن الرقمى وحماية الخصوصية على قائمة أولوياتها لحماية البيانات المتداولة عبر الشبكات، مما يساعد على تأمين المنتجات والخدمات التى يمكن الاعتماد عليها بشكل يومى. أما شركة تريند مايكرو، فقد أعلنت أنها ستواصل التزامها فى تمكين المؤسسات والهيئات المصرية لدفع أجندة التنمية المستدامة على كل الأصعدة، بما يتماشى مع رؤية مصر الرقمية واستراتيجية البلاد الهادفة إلى تحويل المجتمع المصرى إلى مجتمع رقمى آمن.
