تحت شعار «اترك سلاحك .. وابنى بلدك»، انطلق آلاف المواطنين بالعاصمة الليبية طرابلس فى مظاهرة حاشدة دعا إليها ائتلاف «17 فبراير» تطالب بسحب السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة فى المدينة، ورفع المشاركون شعارات تطالب بسيادة القانون وإخراج الثوار الذين قدموا من خارج العاصمة واستقروا فيها بعد أن شاركوا فى إسقاط نظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى. وتجمع المتظاهرون فى ميدان الشهداء بطرابلس، الأربعاء ، حيث رددوا الهتافات التى تؤكد ضرورة نزع السلاح وتفعيل دور الجيش الوطنى وجهازى الشرطة والأمن الوطنى فضلا عن ضرورة إخلاء المدينة من جميع مظاهر التسلح والعودة إلى الحياة الطبيعية. وبعد أن شرع سكان العاصمة منذ الثلاثاء الماضى فى إغلاق معظم الشوارع الرئيسية، وفرضوا إجراءات مشددة على دخول السيارات التى تحمل الأسلحة، اضطرت الحكومة والمجلس الوطنى الانتقالى إلى الاتفاق على منح مهلة أخيرة للثوار القادمين من خارج المدينة لمغادرتها قبل 20 ديسمبر. وشارك فى المظاهرة أيضا عشرات القضاة والمحامين الليبيين تنديدا ب«السلوك الذى يفتقر إلى القانون» من جانب الميليشيات القادمة من مناطق مختلفة ومازالت فى العاصمة وطالبوها بمغادرة المدينة والعودة إلى بلداتها. واستجابة للإرادة الشعبية، أكدت الحكومة الليبية الانتقالية عزمها التخلص من مظاهر التسلح داخل المدن بما يحقق الاستقرار بها، ورحبت فى بيان لها، مساء الأربعاء، بالمظاهرات الاحتجاجية السلمية التى تسعى إلى تحقيق مطالب الأمن والاستقرار فى طرابلس. ومازالت ميليشيات خارج نطاق سيطرة الحكومة المركزية فى ليبيا تمتلك مخزونات هائلة من الدبابات والصواريخ والأسلحة الصغيرة فى مدينة مصراتة وهى ترسانة تمثل اختبارا لمدى قدرة الحكام الجدد فى البلاد على ترسيخ سلطاتهم.
