مع وجود المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على رأس الإدارة الفنية لريال مدريد، فإن الفريق الملكي مستعد لبدء موسم الدوري الإسباني الجديد. اضطر ريال مدريد للتنازل على مضض عن لقبه في الدوري الإسباني 2019-20 لجاره أتلتيكو مدريد بعد أداء مُخيب للآمال في الموسم الماضي. وأنهى لوس بلانكوس نقطتين خلف أتلتيكو مدريد حامل اللقب، وقاتل بقوة على لقب البطولة الإسبانية الموسم الماضي. أعيد تعيين زين الدين زيدان في عام 2019 من قبل التسلسل الهرمي للنادي في محاولة لتكرار الفترة الأولى للاعب الفرنسي مع ريال مدريد. ومع ذلك، مما أثار استياءهم أن المدرب البالغ من العمر 49 عامًا لم يتمكن من الفوز بالبطولات الكبرى في فترته الثانية، بما في ذلك استعادة لقب الدوري الإسباني في 2019-20. الرقم القياسي الأخير لريال مدريد في الدوري الاسباني: يمتلك فريق لوس بلانكوس الأرقام القياسية في عدد الفوز بالدوري الإسباني بفضل العمل الجاد فقط، حيث فاز بالليجا 34 مرة. أقرب منافسيهم، برشلونة، يتخلفون بشكل مُريح مع 26 لقبًا باسمهم. ومع ذلك، يمر ريال مدريد بمرحلة جافة إلى حد ما فيما يتعلق بشكل الدوري، منذ فجر الألفية الحالية. شهد الفريق الملكي مسيرة هائلة على الساحة الأوروبية، حيث فازوا بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا في العقد الماضي. ومع ذلك، حقق ريال مدريد سبعة انتصارات في الدوري الإسباني خلال ال 21 عامًا الماضية، وفشل في استنساخ نجاحه القاري على المستوى المحلي. مع رحيل زيدان مؤخرًا، ثاني أكثر المدربين تتويجًا في تاريخ النادي، أصبح العمالقة الإسبان حاليًا في أدنى مستوياتهم التنافسية. مع وضع محنتهم الحالية في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على 5 مخاوف مُحتملة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى عرقلة مسيرة ريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم: 5- معاناة الدفاع: شهد ختام موسم 2020-21 تسجيل ريال مدريد أدنى مستوى قياسي له ب 67 هدفًا في الدوري. ومع ذلك، فإن أسلوب ريال مدريد الدفاعي أبقى موسم لوس بلانكوس قائماً. تألق أمثال إيدر ميليتاو وناتشو فرنانديز والمخضرم رافائيل فاران في غياب أسطورة النادي سيرجيو راموس. تقدم سريعًا لمدة شهرين، وقد قدم لاعبو الفريق مستويات رائعة للغاية. بينما دفعت الخلافات التعاقدية راموس إلى مغادرة ناديه لمدة 16 عامًا، تم إقناع شريكه في قلب الدفاع فاران بمشروع مانشستر يونايتد الأخير. للتعويض عن هذه الخسارة الفادحة، بدأ ريال مدريد الانتقال المجاني لدايفيد ألابا لاعب بايرن ميونيخ. ومع ذلك، فإن اللاعب النمساوي البالغ من العمر 29 عامًا هو في الأساس ظهير أيسر، وقادر على الانتشار في الوسط. تكمل معاناة داني كارفاخال المستمرة مع الإصابات، إلى جانب قدرات ألفارو أودريوزولا المتواضعة، خط دفاع إشكالي. مع وجود سبعة لاعبين فقط يتنافسون على المراكز الأربعة الخلفية، يفتقر ريال مدريد بوضوح إلى العمق الكافي لتقديم مستوى جيد في الدوري الإسباني. 4 - بيريز وهوسه بدوري السوبر الأوروبي: في أبريل 2021، تم الإعلان رسميًا عن مفهوم دوري السوبر الأوروبي، الذي يضم نخب القارة، مع فلورنتينو بيريز على رأسه. لم يكن رئيس ريال مدريد هو الذي قاد فكرة إنشاء هذه المسابقة فحسب، بل ترأس أيضًا. تم إدانة الدوري المقترح من قبل عالم كرة القدم بأكمله، من المشجعين والمدربين على حد سواء. العديد من اللاعبين، بما في ذلك أندر هيريرا، وجيمس ميلنر، وباتريك بامفورد وغيرهم الكثير، خرجوا عن طريقهم للتحدث ضد بدء مثل هذه المنافسة. وسط كل هذه الضجة، عقد بيريز مؤتمرًا قال خلاله: "لقد عملنا على هذا لمدة عامين. إنها طريقة لمنع كرة القدم، التي تفقد الاهتمام، من الموت. نحن لا نستبعد أي شخص، لكن لا يمكن للجميع أن يكونوا هناك. روما-سامبدوريا لديها اهتمام أقل من مانشستر. [يونايتد] - باريس سان جيرمان ". ومع ذلك، لا يزال بيريز مصرا على ثمار مثل هذه المنافسة، واصفا إياه ب "مستقبل كرة القدم". مع وجود ريال مدريد ورئيسهم في قلب مثل هذا الجدل الخطير، قد يكون لهذا الاهتمام غير الضروري آثار سلبية على موسم الدوري الإسباني للنادي في 2021-22. 3 ارتفاع مُعدل الأعمار: يدخل ريال مدريد موسم الليجا الجديد بفريق مستنزف يفتقر بشكل كبير إلى الجودة. لا يزال الفائزون بدوري أبطال أوروبا 13 مرة يعتمدون بشدة على اللاعبين أصحاب الخبرة. كريم بنزيما البالغ من العمر 33 عامًا، حمل فقط عباءة الهجوم في البرنابيو الموسم الماضي، وسجل 23 هدفاً من أصل 67 هدفاً لريال مدريد في الدوري. حتى لوكا مودريتش، يقترب من عامه ال 36. باستثناء عدد قليل من اللاعبين الشباب مثل فيديريكو فالفيردي وتيبو كورتوا، فإن عمالقة الليجا يدعمون بشكل كبير اللاعبين الذين اقتربت مسيرتهم على الإنتهاء. كان إيسكو لاعبًا في ريال مدريد منذ 2013، لكنه يعيش حاليًا أيامه في العاصمة الإسبانية كمنبوذ. في سن التاسعة والعشرين، قضى لاعب خط الوسط معظم مسيرته الكروية من على مقاعد البدلاء. أكثر الحالات إثارة للفضول هي بلا شك جاريث بيل، الذي طرد من النادي إلى توتنهام الموسم الماضي. قد لا يكون الطلاسم الويلزي في خطط ريال مدريد، لكنه يظل متعاقدًا مع الفريق الملكي، ويحصل على راتب ضخم يبلغ 692 ألف يورو في الأسبوع. حتى ثنائي لوكا يوفيتش وإيدن هازارد، اللذان اشتراه النادي بمبالغ مالية ضخمة وصلت إلى 350 مليون يورو في عام 2019، لعبوا ما مجموعه 3455 دقيقة فقط. مع وجود العديد من اللاعبين غير الأساسيين في الفريق، لم يتبق لريال مدريد أي مجال لتجديد فريقه لموسم الدوري الإسباني القادم. 2- سجل كارلو انشيلوتي الأخير: نجح كارلو أنشيلوتي، في مسيرته الفنية اللامعة التي استمرت 26 عامًا، في تأمين ألقاب ضخمة أينما ذهب. يعتبر المدرب الإيطالي أحد المدربين القلائل الذين فازوا بلقب الدوري في أربعة من أفضل خمس بطولات أوروبية. اشتهر بأنه العقل المدبر لريال مدريد للفوز بلقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، منذ مغادرته البرنابيو في عام 2015، شهد أنشيلوتي انخفاضًا حادًا في سجله الإداري. بعد تسجيل 2.36 نقطة في المباراة الواحدة خلال عامين كمدرب لريال مدريد، انتقل الخبير الاستراتيجي إلى بايرن ميونيخ. بعد أن قادهم إلى أكبر هزيمة لهم في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان، تمت إقالة مدرب ميلان السابق. بعد فترة مخيبة مع نابولي، تم تعيين أنشيلوتي مدربًا لإيفرتون في خطوة صدمت عالم كرة القدم بأكمله. تساءل الكثيرون عن نسب المدرب البالغ من العمر 62 عامًا حيث قاد التوفيز إلى المركز الثاني عشر في موسمه الأول، وهو الأسوأ منذ 16 عامًا. الآن بعد عودته إلى ريال مدريد، أمام أنشيلوتي الكثير من العمل لاسترداد سمعته. وإثبات بأنه أيقونة الفريق الملكي في الليجا. 1- الوضع المالي: في الأشهر الأخيرة، سلط برشلونة كل الأضواء على أنفسهم. من رحيل ليونيل ميسي إلى تراكم الديون التي لا يمكن التغلب عليها، أمضت وسائل الإعلام الإسبانية يومًا ميدانيًا مع النادي الكتالوني. وسط كل هذه الدعاية لعمالقة الدوري الإسباني، اختفت مشاكل ريال مدريد المالية قليلاً. تم استرداد أكثر من 100 مليون يورو من خلال بيع اللاعبين الشباب الواعدين مثل أشرف حكيمي وسيرجيو ريجوليون، الموسم الماضي. إلى جانب إعادة تطوير ملعب سانتياغو برنابيو بقيمة 600 مليون يورو، يتحمل ريال مدريد ديونًا محتملة تبلغ 900 مليون يورو. مع عائدات يوم المباراة التي لم يتم الاستفادة منها بعد، فإن الفائزين بالدوري الإسباني 34 مرة في أمس الحاجة إلى المال. نتيجة لذلك، تم تعليق الانتقالات المحتملة لنجوم مثل إيرلينج هالاند وإدواردو كامافينجا وأبرزهم كيليان مبابي مؤقتًا. عزاء ريال مدريد الوحيد في هذا الوقت من الأزمة هو أن برشلونة في حالة أسوأ بكثير من المرينجي. ومع ذلك، مع عدم وجود تعاقدات، فإن لوس بلانكوس في حالة فوضى مالية وتكتيكية عميقة. هذا المأزق يضع بالتالي آمالهم في الفوز بلقب الدوري الإسباني 2021-22 في خطر شديد.
