طالبان تستولي على العاصمة الأفغانية العاشرة

سيطرت طالبان على عاصمة إقليمية إستراتيجية بالقرب من كابول، الخميس، وهي العاصمة العاشرة التي سيطرت عليها الحركة قبل أسابيع فقط من انتهاء الانسحاب الأمريكي.
وحسب وكالة أسوشيتد برس، رفعت طالبان أعلامها على مدينة غزنة الواقعة على بعد 130 كيلومترا جنوب غربي كابول. وقال النائب محمد عارف رحماني من غزنة إن المدينة سقطت في أيدي المسلحين. كما قال عضو مجلس محافظة غزنة أمان الله كمراني إن القاعدتين خارج المدينة لا تزالان تحت سيطرة القوات الحكومية.
وزعم كمراني أن حاكم إقليم غزنة ورئيس الشرطة أبرما صفقة مع طالبان للفرار بعد استسلامهم. وأظهر فيديو وصور لطالبان يُزعم أنها تُظهر قافلة الحاكم وهي تمر بسلام من قبل مقاتلي طالبان كجزء من الصفقة. وفي وقت لاحق الخميس، قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن الحاكم ونوابه اعتقلوا بسبب تلك الصفقة المزعومة.
ويؤدي الاستيلاء على غزنة إلى قطع طريق سريع مهم يربط العاصمة الأفغانية بالمقاطعات الجنوبية في البلاد، وفي حين أن كابول نفسها ليست مهددة بشكل مباشر، فإن فقدان غزنة جنوب غربي البلاد يشدد من قبضة طالبان التي استعادت نشاطها، والتي يقدر أنها تسيطر الآن على حوالي ثلثي الدولة.
وبالإضافة إلى ذلك قد يؤدي فقدان غزنة التي تقع على طول الطريق السريع بين كابول وقندهار إلى تعقيد إعادة الإمداد وحركة القوات الحكومية، فضلاً عن الضغط على العاصمة من الناحية الجنوبية.
وقال مسؤولون أفغان، الأربعاء، إن طالبان سيطرت على 3 عواصم إقليمية أخرى في أفغانستان، ليصبح 9 من أصل 34 عاصمة ولاية في البلاد بأيدي المتمردين. وأدى سقوط عاصمتي بدخشان وبغلان في الشمال الشرقي، وولاية فراه في الغرب إلى زيادة الضغط على الحكومة المركزية في البلاد لوقف تقدم مقاتلي طالبان.
ويحاول الرئيس أشرف غني حشد هجوم مضاد بالاعتماد على القوات الخاصة لبلاده وميليشيات أمراء الحرب والقوات الجوية الأمريكية قبل انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في نهاية الشهر.
وهرع الرئيس الأفغاني إلى محافظة بلخ المحاصرة لطلب دعم اثنين من أمراء الحرب- وهو مصطلح يطلق على الشخص الذي يملك سيطرة عسكرية ومدنية على جزء من أراضي أمة- هناك لصد تقدم طالبان.
وبالفعل، سقط شمال شرق أفغانستان إلى حد كبير في يد طالبان، باستثناء مقاطعة بلخ. وخطط أمراء الحرب رشيد دوستم وعطا محمد نور ومحمد محقق لحشد القوات لدعم الحكومة الأفغانية لصد هجوم طالبان، وسافر غني إلى هناك لطلب دعمهم. وفي حين أن كابول نفسها لم تتعرض لتهديد مباشر في تقدم طالبان، إلا أن هجوم طالبان يواصل الضغط على قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل الآن إلى حد كبير ضد المتمردين بمفردها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد التقى في الدوحة بدبلوماسيين من الصين وباكستان وروسيا في محاولة لبناء جبهة موحدة تضمن اعتبار طالبان منبوذة دوليًا مرة أخرى إذا واصلوا هجومهم. كما يخطط خليل زاد للقاء مسؤولين بالحكومة الأفغانية وطالبان مع استمرار القتال دون أي بوادر على انحسارها.
وفي وقت سابق، أوضحت الخارجية الأمريكية أن الوتيرة المتزايدة للاشتباك العسكري لحركة طالبان، التي أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين في النزاع المسلح بين الجانبين، والفظائع المزعومة لحقوق الإنسان، هي مصدر قلق بالغ.
وأشارت إلى أن السلام المتفاوض عليه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، وشددت الخارجية الأمريكية على مواصلة واشنطن العمل مع جميع الأطراف ومع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لتحقيق توافق في الآراء بشأن تسوية سياسية.