تكافح السلطات اليونانية حرائق الغابات الضخمة التي اندلعت في محيط العاصمة أثينا ومناطق أخرى في البلاد منها جزيرة إيفيا، ثاني كبريات الجزر اليونانية. ونشرت صحيفة الجارديان مجموعة من الصور المروعة التي تظهر الدمار الذي أحدثه الحريق، وجاء عنوان التقرير «ضربت مشاهد نهاية العالم اليونان بينما كانت أثينا محاصرة بالنيران». وتحت سماء الدخان الكثيف، حثت السلطات اليونانية السكان على ارتداء أقنعة في الهواء الطلق وإغلاق النوافذ في منازلهم. وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة بعد 11 يومًا من تجاوز 40 درجة مئوية، إلا أن الرياح ارتفعت أيضًا يوم الجمعة، مما أدى إلى تأجيج بؤر اشتعال جديدة للنيران. وبحلول يوم السبت، اندلع حريق هائل في الغابات والمنازل باتجاه بحيرة ماراثون، الخزان الرئيسي للمدينة، وكان يتقدم صعودًا إلى منحدرات جبل بارنيثا. في إيفيا، الجزيرة الواقعة شرق العاصمة، اندلعت الحرائق أيضًا من الغرب إلى الشمال عبر الغابات الوعرة، وتكشفت المشاهد هرع العبارات والقوارب السياحية والصيادون لإجلاء أكثر من 1000 شخص من القرى الساحلية والشواطئ. ويمكن رؤية الرجال والنساء وهم يمسكون بالأطفال ويحملون كبار السن والضعفاء على الكراسي أثناء صعودهم على متن السفن إلى بر الأمان. وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن تغير المناخ هو المسؤول بوضوح عن درجات الحرارة التي «حولت البلاد إلى برميل بارود» وأثارت الجحيم الذي وصف بأنه الأسوأ منذ عقود في تركيا وإيطاليا. وتعد أثينا هي المدينة الأكثر سخونة في البر الرئيسي لأوروبا، حيث يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن متوسط درجات الحرارة السنوية عبر البحر الأبيض المتوسط سيرتفع بما يصل إلى درجتين مئويتين على مدار الثلاثين عامًا القادمة.