تواجه عدة مناطق للشعاب المرجانية بالغردقة ضغوطًا وتزايدًا مفرطًا فى عدد الغطسات بها، متجاوزة المعدل العالمى المسموح به سنويا، ما يهدد باختفاء وتدمير هذه الثروات الطبيعية، حال استمرار الضغوط عليها من جانب الغطاسين. وحذر أيمن طاهر، الاستشارى البيئى، وخبير الغوص العالمى، من تزايد ظاهرة ارتفاع معدلات الغوص على حياة الشعاب المرجانية بعدة مناطق بالبحر الأحمر، وتواجه تلك المناطق ضغوطا بسبب تزايد معدلات الغطس عليها والاستخدام المفرط لها من قبل ممارسى رياضة الغوص، مطالبا بفتح مناطق جديدة لتخفيف الضغط عن مناطق الشعاب المرجانية القديمة للحفاظ عليها وعدم تدهور حالتها وتدميرها كما حدث فى شعاب السقالة، بالمنطقة القريبة من الغردقة. وكشف «طاهر» عن دراسات علمية حول مناطق الغوص، مؤكدا أن البحر الأحمر يمتلك ما يقرب من 250 موقعًا مناسبًا لممارسة أنشطة الغوص بطول ساحل المحافظة الذى يصل لأكثر من 1080 كيلو متر، ووصلت معدلات الغوص فى المواسم السابقة، إلى ما بين 6-9 ملايين غوصة سنويا، متخطية الحدود الآمنة لمعدلات الغوص، والتى تتراوح ما بين 5-22 ألف غوصة سنويًا للموقع الواحد، فيما تخطت فى بعض المواقع 200 ألف غوصة للموقع سنويا. وأظهرت المسوحات الحقلية للعاملين فى مجال البيئة والحياة البحرية والشعاب المرجانية لجزيرة الجفتون الصغير وقطعة أبو رمادة، حدوث أضرار بيئية جسيمة للشعاب المرجانية والتى وصلت فى بعضها الى الحدود الحرجة. وأوضح على سعيد، صاحب مركز غوص، أن معدلات الغوص سترتفع بشكل كبير، ما سيؤدى الى ضياع أجزاء كبيرة من الحيود المرجانية، وتعد العمود الفقرى لصناعة الغوص، بل والسياحة الراقية بالبحر الأحمر، ما يتعارض مع كافة المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات والتى كانت مصر من أهم الدول السباقة فى التوقيع عليها وكذلك القوانين الوطنية والتى تلزمنا بالحفاظ على الموارد البحرية الحية والفريدة. وأكد أشرف صالح، رئيس غرفة سياحة الغوص السابق بالبحر الأحمر، ان صناعة الغوص بالبحر الأحمر هى الصناعة الأهم والأكثر إفادة لمصر من حيث توفير العملة الصعبة، مقترحا إنشاء مواقع غوص عن طريق إغراق بعض الآليات والمعدات القديمة على وجه الخصوص مثل الدبابات والطائرات والعربات المصفحة «حيود مرجانيه صناعية»، وهى المفضلة من قبل أغلب الغواصين حول العالم، لأنها تزيد من روح المغامرة والتى يبحث عنها الغواصون، وفى خلال فترة بسيطة سيتم نمو العديد من الكائنات البحرية على أسطح هذا الحطام وأهمها الشعب المرجانية، وهناك 15 موقعا صالحة لإنشاء حيود مرجانية صناعية. ودعا حسن الطيب، رئيس جمعية الإنقاذ وحماية البيئة بالغردقة، إلى العمل مع جهات الاختصاص سواء فى محميات البحر الأحمر ومراكز الغوص وغرفة الغوص لحسابات الطاقة الاستيعابية لكل مكان غوص للمحافظة على الشعاب المرجانية وتخفيض الضغوط الناتجة عن أنشطة الغوص على مواقع الغوص المختلفة.
