يعتبر الطعام ضيفًا أساسيًا في احتفالات الشعب المصري ومناسباته، وخاصة في الأعياد والمواسم والأفراح، إذ تذخر الموائد بأشهى الأصناف التي تأسر العين والقلب معًا. ولكن مع نهاية كل احتفال، وكنتيجة للاستهلاك المفرط للغذاء، تمتلئ حاويات النفايات بالمواد العضوية المتبقية من الطهي بالإضافة إلى آلاف الأطنان من الأغذية الصالحة للأكل. وفي الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على المواد الغذائية بسبب النمو السريع للسكان في العالم، ترتفع معدلات الفاقد والمهدر من الأغذية، خاصةً فيما يتعلق بالمنتجات الأكثر عرضةً للتلف. على الصعيد العالمي، أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى فقدان 14% من الأغذية المنتجة في الفترة ما بين الحصاد وتجارة التجزئة. كما تشير المنظمة إلى معدلات الهدر الغذائي في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لتصل إلى 45% من الإنتاج السنوي للخضروات والفاكهة، و14-19% من الحبوب، 18% من الألبان، 28% من الأسماك، و13% من اللحوم. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيئة» سعادة خالد الحريمل، في تصريحات له: «تشير الأرقام الصادرة عن المؤسسات العالمية إلى إهدار 930 مليون طنًا من الطعام حول العالم، ما يدفعنا لدق ناقوس الخطر لوقف تلك الممارسات الضارة، مع ضرورة تكاتف الجهود للحفاظ على الأطعمة ما يسهم في سد جوع ملايين الناس حول العالم ويعزز مستوى جودة البيئة ويقلل الانبعاثات الكربونية الضارة. وأود التأكيد على أننا في شركة «بيئة» نولي إعادة التدوير عمومًا والغذاء خاصة أهمية كبرى إيمانًا منا بأهمية هذا المحور في دعم الجهود الحكومية للاقتصاد الدائري والمستدام، ومن هذا المنطلق، أقمنا عدد من الشراكات مع مؤسساتٍ رسمية وشركاتٍ دعماً لتلك الجهود وترسيخها وجعلها جزء من حياة الناس في المدن التي نعمل بها». في السنوات الماضية نفذت الحكومة المصرية العديد من المشروعات الرامية للنهوض بمستوى الأمن الغذائي تتمثل في تطبيق برامج إصلاحية وتوعوية في القطاعات الزراعية المختلفة ودعم الغذاء مع تقليل نسبة الهادر في مرحلة ما بعد الحصاد. وقالت هند الحويدي، مدير إدارة التعليم والتثقيف البيئي في شركة «بيئة»: «نبذل جهودًا كبيرة في شركة «بيئة» لتوعية المجتمعات بضرورة تبني ممارسات بيئية مستدامة وجعلها أسلوب حياة، ومنها التوقف عن استخدام العبوات البلاستكية وشراء وطهي كميات مناسبة من الطعام بهدف تقليل الهدر وحماية البيئة. وتحقيقًا لتلك الأهداف النبيلة، تطلق شركة «بيئة» حملات توعوية لحث الناس على الالتزام بإعادة التدوير وتعليمه لأبنائهم وأن البيئة وحمايتها مسؤولية الجميع وليست الحكومات والمؤسسات فقط. وعلى صعيد آخر، فإن المدارس تعتبر هدفًا رئيسيًا لحملاتنا التوعوية، بهدف غرس تلك القيم السامية في نفوس الأطفال ليكبروا وتكبر في قلوبهم مكانة البيئة». جدير بالذكر أن تناقص الكتلة الغذائية على امتداد السلسلة الغذائية، بدايةً من مرحلة الإنتاج والحصاد وصولاً إلى المستهلك، يمثل تحدياً عالمياً لما له من آثار سلبية على الأمن الغذائي وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة. وبالإضافة إلى ذلك، يشكل النمو السريع في الزيادة السكانية ومحدودية الأراضي الزراعية والموارد المائية، تحدياً للدور الأساسي الذي يلعبه الإنتاج الغذائي المستدام. وفي هذا الإطار، تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الجهود اللازمة لزيادة التوعية بفاقد الأغذية والحد من النفايات ومعالجة هدر كميات كبيرة من الطعام، تماشياً مع خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 والتي تدعو إلى خفض نصيب الفرد من نفايات الطعام العالمية إلى النصف على مستوى البيع بالتجزئة والمستهلكين، والحد من خسائر الأغذية في مراحل الإنتاج وسلاسل الإمداد، بما في ذلك خسائر ما بعد الحصاد. تسعى شركة «بيئة» من خلال جهودها التوعوية ليشارك المجتمع في مسيرة تعزيز الاستدامة والاقتصاد الدائري، بما يؤدي إلى تحسين عادات المستهلك الغذائية، إيماناً منها بأن المسؤولية مشتركة للحد من الهدر وتحقيق النتائج المرجوة. وفيما يلي بعض النصائح لتجنب إهدار الطعام: • وضع قائمة بالمشتريات المطلوبة، وتفادي الإفراط في التسوق. • الاعتماد على تاريخ صلاحية المواد الغذائية والأطعمة وجعل القديمة في متناول اليد وتأجيل استخدام الأطعمة الحديثة، حتى لا تتلف ونضطر للتخلص منها. • تخزين الأطعمة بطريقة آمنة لضمان بقائها أطول فترة صالحة للاستعمال، من خلال وضعها في الأماكن الصحيحة وترتيبها حسب أولوية استخدامها. • استخدام بقايا الطعام في تحضير وجبات جديدة بدلاً من التخلص منها بإلقائها في القمامة. • حصول كل فرد على كمية الطعام التي يحتاجها دون زيادة. • عدم طهي أكثر من وجبة في نفس الوقت، الاقتصار على وجبة واحدة • التبرع بالفائض إلى بنوك الطعام.
