«استقبلنا شهر رمضان بجريمة قتل».. هكذا وصف أهالى السيدة زينب فى القاهرة حادث مقتل أحد الأشخاص على يد شقيقة زوجته، المذيعة بالراديو. إجراءات أمنية مشددة تشهدها المنطقة، التى وقع فيها حادث قيام «ر. ص»، المذيعة بالراديو، بقتل زوج شقيقتها بطعنه بسكين فى قدمه اليسرى، إثر اتهامها له بتدبير خطف زوجها بالاتفاق والمساعدة مع أشخاص لديهم مستحقات مالية لديه، تلك الإجراءات سببها رغبة عائلة المجنى عليه- من إحدى محافظات الصعيد- فى الانتقام. العقار ذو ال11 طابقًا، والمكون من عشرات الشقق السكنية، والذى يعج بالحركة منذ الصباح الباكر، كونه يضم طابقين للتأمينات الاجتماعية، بدت عليه بعد الحادث رهبة، فأمناء الشرطة والمخبرون السريون حلوا محل حراس العقار، الذين رفضوا التحدث عن تفاصيل الجريمة، ومُنع دخول العقار لغير قاطنيه أو الوقوف بمحيطه، توتر حاد فرضته الجريمة على المنطقة، ما جعل مُلّاك المحال التجارية يخشون التحدث إلى وسائل الإعلام، التى حضرت بكثافة. أحد العاملين بمحل مأكولات شعبية، يُدعى «أحمد»، شاهد عيان، روى التفاصيل بحذر خشية تعرضه لمكروه، كما تصور ذلك، فبداية الجريمة حدثت أمامه، بينما يضرب «البون» على جهاز الكاشير لمذيعة الراديو وزوجها الشاب الثلاثينى لشراء سندوتشات «شاورما»، قبيل فجر الاثنين، حيث شاهد 5 أشخاص، برفقتهم امرأة ستينية، يقتربون من المذيعة وزوجها، و«الأخير» أُصيب بإغماء فور رؤيتهم. يتنهد شاهد العيان وهو يحكى كأنه يقاوم مشهدًا بشعًا، ويقول إن السيدة الستينية اصطحبت المذيعة إلى ردهة عقار عنوةً، والرجال ال5 حملوا زوج المذيعة داخل «توك توك»، كان ينتظرهم على بُعد بضعة أمتار من المحل، وأوسعوه ضربًا، حتى تدخل أحد الأهالى، قائلًا: «حرام عليكم.. سيبوا الراجل.. هنعمل مشكلة معاكم»، فبادره أحدهم بالقول: «اسكت ده نصب علينا فى نص مليون جنيه.. هتسدّهم انت؟!»، فتراجع الرجل أمام إصرارهم على حمل زوج المذيعة إلى ال«توك توك». عقب لحظات، يقول الشاهد: «صعدت المذيعة إلى شقة بالطابق الثالث، وسمعنا أصوات صراخ عاليةً، وحضرت الإسعاف والمباحث». ويسترجع تفاصيل ما حدث، موضحًا: «فوجئنا بنزول رجل، عرفنا أنه زوج شقيقة المذيعة، وينزف دمًا بغزارة، إثر طعنه بسكين فى قدمه اليسرى، وبعد دقائق من نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى، سمعنا خبر وفاته، إذ قُطع شريان رئيسى يغذى القلب بالدماء». الناس فى الشارع محل الجريمة لا يعرفون المجنى عليه، وأحد قاطنى العقار أفاد بأن الشقة محل الجريمة مِلْك لأسرة المذيعة، ويوم الواقعة كانت هناك «عزومة» عائلية، وعقب اختطاف زوج المذيعة صعدت إلى شقتها وتشاجرت مع زوج أختها، والجميع شاهده والإسعاف تنقله إلى المستشفى وسط بركة دماء، فيما ضبطت أجهزة الأمن المذيعة. الشقة محل الجريمة أيضًا متحفظ عليها، بقرار من النيابة العامة، لحين تمثيل المتهمة للواقعة، إذ قالت، فى التحقيقات، إنها ذهبت إلى بيت والدتها لحضور «عزومة»، وأثناء تواجدها فى الشارع قبيل الفجر لشراء مأكولات مع زوجها خطفه الرجال ال5، وعلمت أن زوج شقيقتها هو مَن أبلغهم بمكان زوجها لتسديد ديون مستحقة، فتشاجرت معه، وتبادلا الشتائم، حتى إنه حاول ضربها بكرسى سفرة، فاضطرت للدفاع عن نفسها بطعنه بسكين مطبخ. المتهمة أضافت أنها لم تضرب المجنى عليه بقصد قتله، وانتظرت حضور الشرطة، وشقيقتها حاولت إسعاف زوجها المجنى عليه دون جدوى، فاتصلوا بالإسعاف. الجريمة تركت أصداءً حزينة على المنطقة، الناس قالوا: «استقبلنا شهر رمضان بجريمة قتل!، ولم نصدق أن المذيعة هى التى ارتكبتها». أجهزة الأمن بدورها تحفظت على كاميرات المراقبة بمحل المأكولات لفحصها، بعد التقاطها صورًا لواقعة الخطف.
