قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن مصر تؤمن بأنه لا سبيل لتحقيق السلام فى المنطقة، إلّا عبر التوصّل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وأضاف «شكرى»، خلال مؤتمر صحفى مشترك، أمس، مع وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، ووزير خارجية فرنسا، جون إيف لودريان، ووزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، فى ختام اجتماع الرباعية الذى استضافته القاهرة، بهدف تحريك جهود السلام فى الشرق الأوسط، أن مصر تلتزم بشكل كامل ببذل جميع الجهود لتحقيق هذا الهدف، لافتًا إلى الاتصالات التى أجراها خلال الفترة الماضية مع وزيرى الخارجية الفلسطينى والإسرائيلى. وأشار «شكرى» إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص على استقبال وزراء خارجية الأردنوفرنساوألمانيا، فى إطار حرص مصر على دفع جهود السلام، باعتبار أن القضية الفلسطينية تعد القضية المركزية، مشددًا على أن الموقف المصرى من محددات التسوية ثابت، فهو يرحب بأى جهد لتحقيق السلام والوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، فضلًا عن أهمية الدور المحورى الذى تطلع به الولاياتالمتحدة فى هذا الصدد. وأوضح «شكرى» أن مصر تتطلع للعمل مع الولاياتالمتحدة وجميع الشركاء الإقليميين والدوليين و«الرباعية الدولية» لتحقيق هذا الهدف، مشيدا بالدور الذى تقوم به «وكالة الأونروا» لدعم اللاجئين الفلسطينيين، واستمرارها فى تقديم الدعم، رغم الظروف الصعبة الحالية، ودعا فى الوقت ذاته المانحين الدوليين إلى تقديم الدعم ل«الأونروا»، خاصة فى ظل ما يشهده العالم من انتشار ل«جائحة كورونا». وأكد «شكرى» أن مصر تنخرط فى جميع الجهود بالمحافل المعنية بالقضية الفلسطينية، كونها تحمل التزامًا أخلاقيًا وتاريخيًا تجاه القضية والشعب الفلسطينى، ومنها بالطبع هذا المحفل الهام الذى يضع نصب عينيه تهيئة الأجواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإطلاق عملية تفاوضية جادة، وهو ما يتطلب قيام كل طرف باتخاذ عدد من الإجراءات التى تكفل إعادة بناء جسور الثقة بين الطرفين، وشدد على التزام مصر الكامل ببذل جميع الجهود لضمان تحقيق ذلك، متابعًا: «تسوية القضية وفق حل الدولتين، وبما يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المتصلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، هو موقف مصرى مستقر على مدى عمر القضية، حيث تؤمن مصر تماما بأن تحقيق ذلك يجب أن يحدث دون الإخلال بأمن دولة إسرائيل، فوجود دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة إلى جانب دولة إسرائيل آمنة هو الضمانة الرئيسية لتحقيق الاستقرار فى منطقتنا». واجتمع وزراء خارجية «مصر وفرنساوألمانياوالأردن» فى القاهرة، أمس، لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن سبل دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط نحو سلام عادل وشامل ودائم. وناقش الوزراء ال4 اتصالاتهم الأخيرة مع وزيرىّ الخارجية «الفلسطينى والإسرائيلى»، وما تضمنته من وجهة نظر كل طرف، كما رحبوا بالاجتماع، لما يمثله من فرصة لمناقشة الخطوات الممكنة لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط، وخلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مناشدين كلا الطرفين من أجل تعميق التعاون والحوار بينهما على أساس الالتزامات المتبادلة، وأيضًا فى ضوء «جائحة كورونا». وأكد الوزراء، فى البيان الصادر عن «اجتماع القاهرة»، التزامهم التام بدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط وفقًا للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن الدولى، والمحددات المُتفق عليها، على النحو المشار إليه فى مبادرة السلام العربية، وشددوا على أن تسوية الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى على أساس حل الدولتين هو مطلب لا غنى عنه لتحقيق سلام شامل فى المنطقة، إلى جانب الالتزام بحل الدولتين القائم على ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 وقرارات مجلس الأمن الدولى. وأشار الوزراء إلى دور الولاياتالمتحدة فى هذا السياق، وأعربوا عن استعدادهم للعمل معها من أجل تيسير المفاوضات التى تؤدى إلى سلام شامل وعادل ودائم فى المنطقة، على أساس المحددات المعترف بها دوليًا، ومن أجل إعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعوا إلى الامتناع عن أى إجراءات أحادية الجانب تقوض من مستقبل التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع. وشدّد الوزراء على ضرورة الحفاظ على تكوين وطابع ووضعية الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدسالشرقية، وأكدوا أهمية التمسك بالوضع التاريخى والقانونى القائم للأماكن المقدسة فى القدس، وكذلك أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة فى القدس، إلى جانب أهمية أن تسهم اتفاقات السلام بين الدول العربية وإسرائيل، بما فى ذلك الاتفاقات الموقعة مؤخرًا، فى حل الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى على أساس حل الدولتين، بما يُحقق السلام الشامل والدائم.