احتفالًا بذكرى ميلاد موسيقار الأجيال، تفتح دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر، متحف محمد عبدالوهاب ومتحف الآلات الموسيقية بمعهد الموسيقى العربية مجانا للجمهور لمدة 6 أيام، اعتبارا من اليوم السبت وحتى الخميس المقبل، 18 مارس، من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر. ويمنح المتحف الفرصة للزائرين للتعرف على حياة موسيقار الأجيال حيث يتم استقبال الزائرين بموسيقاه وأغانيه، وهو مقسم إلى عدة قاعات إحداها تحمل اسم «قاعة الذكريات»، وتنقسم إلى جناحين الأول يلقى الضوء على طفولة محمد عبدالوهاب ونشأته وخطواته الأولى فى عالم الموسيقى العربية والسينما المصرية، وعلاقته بالكتاب والفنانين والجوائز والتكريمات التى حصل عليها، أما الجناح الثانى فيضم عددًا من غرف الفنان الخاصة مثل غرفة نومه ومكتبه الخاص ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه وبعض متعلقاته الشخصية. وتتضمن قاعة السينما كل الأفلام التى مثلها وتعرض للزائرين على شاشات خاصة، هذا إلى جانب قاعة الاستماع والمشاهدة التى تضم مكتبة كاملة لأعماله من موسيقى وأغان وأفلام وألبومات صوره الخاصة ومع الشخصيات العامة والفنانين. ويمكن للزائر تصفحها من خلال برنامج إلكترونى تم تنفيذه على شاشات تعمل بنظام اللمس، كما يتم فتح متحف الآلات الموسيقية الموجود أيضا بمبنى المعهد ويحتوى على مجموعة من الآلات القديمة التى تم العثور عليها أثناء ترميم معهد الموسيقى العربية، وتم تجديدها بعناية وعرضها طبقًا لطبيعتها، وتتنوع بين الوتريات وآلات النفخ والإيقاع وغيرها، ويوجد بجوار كل منها لوحة إرشادية تشرح موجزا عن الآلة، بالإضافة إلى جهاز يصدر صوتها ومنها آلات نادرة مثل البيانو الذى يحتوى على الثلاثة أرباع تون والمخصص للمعزوفات الشرقية، يوجد أيضًا آلة الكوتو اليابانية وآلة السينتار الهندية وآلة السانتور وآلة المندولين المعدنية التى عزف عليها محمد عبدالوهاب فى أغنية عاشق الروح بفيلم «غزل البنات». وقال مجدى صابر رئيس دار الأوبرا، إن ذلك يأتى فى إطار حرص دار الأوبرا على إحياء ذكرى رموز الموسيقى والغناء فى مصر والوطن العربى، ولتعريف الأجيال الجديدة بعبقرية موسيقار الأجيال الذى أثرى الحياة الفنية فى مصر والعالم العربى بإبداعاته الخالدة. وتابع «صابر» فى تصريحات له أن احتفالات الأوبرا بذكرى ميلاد محمد عبدالوهاب تتواصل طوال شهر مارس من خلال عدة حفلات تتضمن باقة من إبداعاته، حيث يشهد مسرح معهد الموسيقى العربية حفل وهابيات، مساء اليوم، وحفل كلثوميات، مساء الخميس 18 مارس، وحفل وهابيات، مساء الأحد 21 مارس، وحفل فرقة الموسيقى العربية للتراث، مساء الأحد 28 مارس الجارى. محمد عبد الوهاب أحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية، ولد فى حارة برجوان بحى باب الشعرية بالقاهرة، وعمل كملحّن ومؤلف موسيقى وكممثل سينمائى، وكان أبوه هو الشيخ محمد أبو عيسى المؤذن والقارئ فى جامع سيدى الشعرانى بباب الشعرية، وأمه فاطمة حجازى. بدأ «عبد الوهاب» حياته الفنية مطربًا بفرقة فوزى الجزايرلى عام 1917، وفى عام 1920 درس العود فى معهد الموسيقى العربية، وبدأ العمل فى الإذاعة عام 1934، وفى السينما عام 1933. ارتبط موسيقار الأجيال بأمير الشعراء أحمد شوقى ولحن أغانى عديدة لأمير الشعراء، غنى معظمها بصوته ولحن «كليوباترا» و«الجندول» من شعر على محمود طه وغيرهما. لحن «عبد الوهاب» للعديد من المغنين فى مصر والبلاد العربية، منهم فيروز وأم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان، إلى جانب أنه كان أول مكتشف للفنان إيهاب توفيق فى أواخر الثمانينات. ورغم أن محمد عبد الوهاب قدم العديد من الألحان الموسيقية ذات الطابع العربى الأصيل، مثل «دعاء الشرق، وليالى الشرق، وعندما يأتى المساء، إلاّ أنه اتهم دائمًا بأنه يقوم بتغريب الموسيقى العربية. وعلى الرغم من أن عبد الوهاب قدم العديد من الإيقاعات الغربية إلى الموسيقى، لكنه قدّم ذلك فى إطار الأشكال المعروفة فى الأغنية العربية، طقطوقة، ومونولوج غنائى، والقصيدة، كما قدّم إيقاع الفالس فى قصيدة الجندول عام 1941، وقدّم إيقاع الروك أند رول فى أغنية- طقطوقة «يا قلبى يا خالي» التى غناها عبد الحليم حافظ عام 1957.
