لطالما ارتبطت عودة الدراسة بعشرات الطقوس على مستوى الأسر، والأسواق، وحتى الأبنية التعليمية ذاتها، التى وإن كانت- ظاهريًا- جمادات من طوب وخرسانة، يستطيع الواحد أن يُميّز استعدادها لاستقبال سُكانها من طُلاب العلم لموسم دراسى جديد وكأنها تبتهج بهم، يملأون طرقاتها وساحاتها صخبًا، وفصولها نقاشات، وحجرات الأنشطة تفاعُلاً وإبداعًا. غير أن الاستعدادات بالمواسم الدراسية الأخيرة أصبحت تُعلن عن نفسها بشكل أكثر عملية واتساقًا مع الوضع الوبائى الذى يُحيط بالعالم كفقاعة تمحو ما سبق، وتحجب المستقبل، ليصبح التركيز على النجاة فى اللحظة الآنية، فاستعداد المدارس لاستقبال الصغار ليس مُجرد جولة طلاء، وإصلاح للمقاعد، ونوبة غسيل شاملة، فالتعقيم أصبح طقس الاستعداد الأساسى، بغير أن تستغربه عين، أو تُقر بأن هذا الطقس قبل مواسم دراسية معدودة لم يكُن «أولوية». وبالتزامن مع عودة الطلاب للمدارس لأداء الامتحانات المؤجلة من الفصل الدراسى الأول، وحرص الحكومة بشكل عام ووزارة التعليم على وجه خاص على تطبيق الإجراءات الاحترازية، وثّقت عدسة «المصرى اليوم» استعدادات المدارس للعودة بالتعقيم والتطهير الشاملين بمدارس وسط القاهرة.