شتاء أكتوبر 1911، عُقدت أول جمعية عمومية للهلال الأحمر، برعاية من حاكم مصر آنذاك الخديو، عباس حلمي الثاني، وبرئاسة الشيخ على يوسف، وبعد مرور 11 عامًا من ذلك التاريخ، صار الهلال الأحمر المصري جمعية معترفًا بها في رابطة «جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر». وفي 1963، افتتح محافظ القاهرة آنذاك، صلاح الدسوقي، مبنى الهلال الأحمر في حلوان، الواقع تحديدًا في شارع عمر بن عبدالعزيز، أمام كبريتاج حلوان، وأصبحت الجمعية تمارس نشاطاتها، إذ يوجد بها دار حضانة، عيادة طبية، ونادي نسائي تعليمي وفصول محو أمية. بعد مرور حوالي 64 عامًا، أصبح مبنى الهلال الأحمر مهددًا بالإزالة، إذ قال عصام الدين عبدالحميد ل«المصري اليوم»، إن الجمعية حرصت على دفع مبلغ التصالح في مخالفات البناء، وبلغ 90 ألف جنيه، بتاريخ 27 سبتمبر 2020، لكنهم فوجئوا بتوجّه المهندس مدير أملاك حي حلوان ومهندس من شبكة معلومات محافظة القاهرة إلى الجمعية، وأبلغوهم أنه تم رفض طلب المصالحة. وأضاف «عصام الدين» ل«المصري اليوم»، أنه في عام 2020، سبق وتوجّه حي حلوان إلى مجمع حلوان، التابع لجمعية الهلال الأحمر، وأبلغ مديرة المجمع أن المستشار القانوني بالمحافظة، قرر سحب الأرض بما عليها من مباني وعرضها للبيع بالمزاد، فوافق السيد المحافظ على توصية المستشار القانوني بالمحافظة. وبناءً على قرار دكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقدمت الجمعية بطلب لحي حلوان بالتصالح على المبنى التابع لها. يُذكر أن على مدار التاريخ، تبرعت متطوعات الهلال الأحمر بالوقت والمال والدم، ففي حرب فلسطين في العام 1948، أشرفت سيدات الهلال الأحمر المصري على مخيم للاجئين الفلسطينيين، وأمددنهم بالأغطية والملابس والمستلزمات المعيشية، ودربن فتيات المخيم على الحياكة وأشغال الإبرة وعلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة. كما أشرفنّ على ما يزيد على ألف لاجئ فلسطيني في أماكن الإيواء بثكنات بورسعيد، وفي حرب العام 1956، ومع تهجير قرابة عشرة آلاف مواطن من المناطق المتضررة بالحرب، نظمت سيدات الهلال الأحمر المصري وسائل الإغاثة والإسعاف، ودخلت السيدات إلى بورسعيد حاملات الأدوية والمعدات الطبية. وفي حرب يونيو 1967، ثم «حرب الاستنزاف»، شاركت سيدات الهلال الأحمر بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تنفيذ عمليات مختلفة، منها خدمة تبادل الرسائل بين المواطنين المصريين، وبين أقاربهم المحتجزين أو الموجودين في الأراضي المحتلة. استمر دور «الهلال الأحمر» في حرب العام 1973، إذ زارت سيدات الهلال الأحمر المصري جرحى الحرب في المستشفيات، وقدمن الدعم النفسي، وساهمن في أنشطة التمريض. كما توجهت لجنة من سيدات الهلال الأحمر المصري إلى مدينة القنطرة، للإشراف على سفر وعودة الطلاب بقطاع غزة، وكذلك مساعدة العائلات القادمة والعائدة إلى القطاع. لم يقتصر دور «الهلال الأحمر» على الحروب فقط، بل امتدّ في السلم أيضًا، وأثرى المجتمع المدني بفصول محو الأمية، حضانة، ونادي نسائي تعليمي.
