في منطقة أولاد ماضي من ولاية المسيلة، وفي الثالث والعشرين من يونيو عام 1919 وُلد محمد بوضياف، أو سى الطيب الوطنى، وهو اللقب الذي أُطلق عليه خلال الثورة الجزائرية، وهو أحد رموزها، وكان خلال الحرب العالمية الثانية قد قاتل في صفوف القوات الفرنسية ثم انضم إلى حزب الشعب الجزائرى، ثم صار عضوا في المنظمة السرية. وفى أواخر 1947 كُلف بتكوين خلية تابعة للمنظمة الخاصة في قسنطينة، وفى 1950 حوكم غيابيا مرتين وحُكم عليه بثمانى سنوات سجناً، كما سُجن في فرنسا، ولما عاد إلى الجزائر ساهم في تنظيم اللجنة الثورية التي ضمت 22 عضوا، وهى التي قامت بتفجير الثورة الجزائرية،وفى 22 أكتوبر 1956كان بصحبة أحمد بن بللا ومحمد خيضر والكاتب مصطفى الأشرف، على متن الطائرة المتوجهة من العاصمة المغربية الرباط إلى تونس، والتى اختطفتها السلطات الفرنسية في الجو، وبعد حصول الجزائر على استقلالها في 5 يوليو 1962، انتخب في سبتمبر من العام نفسه في المجلس التأسيسى عن دائرة سطيف. وما لبث أن وقعت خلافات بين القادة الجزائريين، وكان موقف بوضياف أن مهمة جبهة التحرير الوطنى قد انتهت بالحصول على الاستقلال، وأنه يجب فتح المجال أمام التعددية السياسية، وفى يوليو 1963 تم توقيفه وحكم عليه بالإعدام بتهمة التآمر على أمن الدولة، ولكن لم ينفذ فيه الحكم نظراً لتدخل عدد من الوسطاء ونظراً لسجله الوطنى، فتم إطلاق سراحه بعد ثلاثة شهور قضاها في السجن، وتنقل بين باريس وسويسرا، ثم إلى المغرب، وفى 1979. وبعد وفاة الرئيس هوارى بومدين، قام بحل حزب الثورة الاشتراكية وتفرغ لأعماله الصناعية، إذ كان يدير مصنعا للآجر بمدينة القنيطرة في المغرب،وبعد غياب دام 27 عاما عاد إلى الجزائر على إثر دعوة وجهها له انقلابيون على الشاذلى بن جديد ليتم تنصيبه رئيسا للجزائر «زي النهارده» في 16يناير 1992، وعلى إثر ذلك وجد نفسه محاصرا من قبل كبار العسكريين، وبينما كان يلقى خطابا بدار الثقافة بمدينة عنابة يوم 29 يونيو من العام نفسه قام أحد حراسه (مبارك بومعرافى) باغتياله، وأشيع أن السبب هو إعلان بوضياف عن عزمه ملاحقة الفساد، وحُكم على القاتل بالإعدام، لكنه لم ينفذ.