من بين أهم مزايا الاشتراك فى عضوية لجنة تحكيم دولية فى أى مهرجان التعرف عن قرب على عدد من الشخصيات المرموقة، وخاصة عندما تكون اللجنة دولية حقاً مثل لجنة مهرجان تاورمينا التى حزت عضويتها هذا العام. وكان من بين أعضاء اللجنة الممثلة البرازيلية أليس براجا التى لمعت فى الفيلم البرازيلى «مدينة الله» إخراج فيرناندو ميريليس الذى عرض خارج المسابقة فى مهرجان كان 2002، وحقق نجاحاً دولياً كبيراً ورشح ل4 جوائز أوسكار. وكما هى العادة التقطت هوليود بيريليس كما تلتقط المواهب من كل مكان، وكذلك أليس براجا التى تعتبر من النجوم الصاعدة بقوة فى السينما العالمية. ويوم الخميس قبل الماضى كنت أتحدث مع أليس براجا عن مد دورها فى فيلم «العمى» الذى أخرجه ميريليس عن رواية الكاتب البرتغالى جوزيه ساراماجو الذى فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1998، ووضع الأدب البرتغالى على خريطة العالم، وكان العرض الأول للفيلم فى افتتاح مهرجان كان 2008، والمعروف أن لغة البرازيل هى البرتغالية، وصباح الجمعة توفى الكاتب الكبير عن 87 عاماً (ولد 1922)، والذى عرفه قراء العربية لأول مرة بعد فوزه بجائزة نوبل عندما ترجم عبدالحميد فهمى روايته «عام وفاة ريكادو ر يس» فى روايات الهلال عام 1999. كما ترجمت العديد من رواياته بعد ذلك فى أكثر من بلد عربى، ومن بينها رواية «العمى». لم يكن ساراماجو أول كاتب برتغالى يفوز بجائزة نوبل للآداب فقط، وإنما أول كاتب شيوعى يفوز بها أيضاً. وقد ظل شيوعياً حتى النهاية، وعرف عنه قوله «ولو أصبحت آخر شيوعى فى العالم»، وكان تعليقه على الأزمة الاقتصادية التى تمسك بخناق الدنيا منذ 2008 أنها «جريمة ضد الإنسانية» ويجب «محاكمة الحكام المسؤولين عنها كمجرمين». ومنذ انضمامه إلى الحزب الشيوعى البرتغالى عام 1969 اشترك ساراماجو فى النضال ضد ديكتاتورية سالازار التى سقطت 1974. وفى ظل الحرية كتب أروع رواياته بعد أن بلغ الستين من عمره. وسوف يذكر الشعب الفلسطينى وكل من يناصر قضيته موقف ساراماجو التاريخى عندما ذهب مع وفد من كبار كتاب العالم لإعلان التضامن مع قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات أثناء حصاره فى رام الله عام 2002، وتشبيهه ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين بممارسات النازية فى أوروبا فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الميلادى الماضى ضد اليهود، وتشبيه الشاعر الفلسطينى محمود درويش بأنه مثل بابلو نيرودا شاعر أمريكا اللاتينية العظيم. [email protected]