شركة «بنيتون» الإيطالية، المعروفة بحملاتها الدعائية المثيرة للجدل، بثت صورة دعائية مركبة يظهر فيها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، وهو يقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من فمه، تحت شعار «لا للكراهية»، مما أثار جدلاً واسعاً فى إيطاليا، وأعلنت الفاتيكان غضبها من هذا التصرف ب«قلة احترام خطيرة للبابا»، مما دفع الشركة الى سحب الصورة وتقديم اعتذار رسمى. الصورة انتشرت على مواقع الإنترنت ورفعت فترة وجيزة على يافطة عملاقة قرب قصر سانتانج فى روما، وطالب لوكا بورجوميو، رئيس هيئة مشاهدى التليفزيون، الكاثوليك الإيطاليين بسحب هذا الإعلان فوراً، وتساءل: «هل من المعقول ألا تتمكن (بنيتون) من تصميم إعلان أفضل من هذا؟». لم تكن تلك الصورة هى الوحيدة فى إطار الحملة الدعائية للشركة بل تبعتها صورة للرئيس الأمريكى باراك أوباما وهو يقبل نظيره الفنزويلى هوجو شافيز.. وصورة أخرى للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى يقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.. وصورة راهبة شابة جذابة ترتدى ثوبا أبيض تقبل كاهناً شاباً يرتدى ثوباً كهنوتياً أسود.. إلا أن الصورة التى أثارت الاستياء الأكبر هى صورة البابا وشيخ الأزهر، خاصة بعد تضامن البابا مع شهداء كنيسة القديسين فى الإسكندرية، الذى اعتبره شيخ الأزهر تدخلاً فى شؤون البلاد. وفى تعليقها على الصور قالت شركة «بنيتون»: «إنها صور رمزية تتضمن التماسة رجاء ساخرة لتحفيز التفكير فى الطريقة التى تمكن السياسة والإيمان والأفكار حتى لو كانت متعارضة من حمل الناس على الحوار».. لكنها عادت واعتذرت لما يمكن أن يكون قد تسبب فى جرح مشاعر المتدينين، وسحبت على الفور ذلك الإعلان الذى أثار الجدل.. وذلك بعد دقائق من إعلان المتحدث الرسمى باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردى فى بيان أيضاً عن «تحركات قضائية لدى السلطات المختصة لضمان احترام صورة البابا».
