حاول الرئيس السورى بشار الأسد التخفيف من حدة خطابه، الأحد ، الذى احتوى على تهديدات صريحة بحماية سوريا من أى تدخلات غربية، وعاد إلى لغة الحوار، مجددا استعداده للتحدث إلى المعارضة، وقال، فى مقابلة مع التليفزيون الروسى الاثنين «نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة.. كل القوى الموجودة سابقا، والتى وجدت خلال الأزمة، لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا». وتزامنت تصريحات الأسد مع ما ذكرته مصادر إسرائيلية لصحيفة «السياسة» الكويتية من أن الرئيس السورى بشار الأسد أصدر قرارا بزرع ألغام على حدود البلاد من جميع الجهات، فى محاولة لمنع تهريب وسائل قتالية إلى دمشق والحيلولة دون هروب ضباط وجنود الجيش السورى إلى تركيا. جاء ذلك فى الوقت الذى استبعد فيه مسؤولو «الناتو» فرض منطقة حظر طيران فى الأجواء السورية عقب تحذير الأسد من أن أى تدخل عسكرى، من شأنه أن يؤدى إلى «زلزال» يحرق منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وأكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى - أنه رغم نجاح «الناتو» فى تحقيق مهمته فى ليبيا، فإن مسؤولى الحلف اعترفوا بوجود احتمال ضئيل لإنشاء تحالف مماثل يؤدى إلى فرض منطقة حظر للطيران فوق سماء سوريا لحماية المدنيين ووقف تصاعد أعداد القتلى فى الانتفاضة الشعبية التى دخلت شهرها الثامن. ووسط هذه التطورات، تنتظر الجامعة العربية رد دمشق على الخطة التى سلمتها إلى المسؤولين السوريين لإنهاء الاضطرابات العنيفة المتصاعدة ضد حكم الأسد، وهى الخطة التى تتضمن إجراء محادثات فى القاهرة بين السلطات السورية والمعارضة. ويعقد مجلس الجامعة، على مستوى وزراء الخارجية، اجتماعا طارئا «الأربعاء» لبحث الأزمة السورية بعد أن طالبت اللجنة الوزارية العربية لحل الأزمة برئاسة قطر القيادة السورية بتلبية مطالب الجامعة بوقف القتال وإطلاق سراح المعتقلين والبدء فى إصلاحات فورية. ولاتزال الثورة السورية فى مرحلة اكتساب شعبية وتأييد عربى واسع النطاق تبلور من خلال استطلاع جديد للرأى أعده ونشر نتائجه المعهد العربى الأمريكى، وأظهر أن هناك «تعاطفا عارما» من المغاربة مع السوريين، حيث عبر 83% من المغاربة عن تعاطفهم مع المحتجين ضد نظام الأسد، واعتبر 86% منهم أن الثورة السورية انتفاضة «شعبية» ولا ترتبط بمؤامرة خارجية. وعلق الدكتور أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مراكش، إدريس لكرينى، على نتائج هذا الاستطلاع الجديد، مؤكدا أنها تدلل على تعاطف الشعوب العربية مع الثورة السورية فى ظل الطريقة الوحشية التى يتم بها إخماد التظاهرات السلمية فى مدن سوريا. وأضاف «لكرينى» أن هذا التضامن الشعبى العربى مع الثورة السورية يعد بمثابة «مؤشر مجتمعى عارم» على رفض الاستبداد والظلم وحث صانعى القرار فى المنطقة العربية من أجل الإسراع فى تحقيق إصلاحات سياسية حقيقية وعاجلة. واستمرارا لمحاولات الأسد لكسر شوكة المظاهرات المناوئة لحكمه، استخدم النظام السورى وسائل مراقبة الإنترنت لتعطيل أنشطة المعارضين السوريين عبر الشبكة العنكبوتية، حيث كشفت شركة برمجيات أمريكية أن السلطات السورية امتلكت أجهزة متطورة للغاية لمراقبة نشاط المواطنين على الإنترنت تتولى حجب أو مراقبة زيارات إلى مواقع الإنترنت وصفحات شبكات التواصل الاجتماعى التى تنشر معلومات حول الثورة السورية وتلك الخاصة بقادة المعارضة المناهضين للنظام السورى.
