ما بين أسعارها المتدنية في حلقات بيع الأسماك وأهميتها السياحية كعنصر جذب في رحلات الغوص، فارق كبير، فالسمكة الواحدة من أسماك القرش في بيئتها الطبيعية في قاع البحر الأحمر تحقق عائدا يصل إلى نحو 200 ألف دولار سنويا، فيما يباع الكيلو الواحد منها ب50 جنيها في حلقات الأسماك. ورغم قرارات بمنع الصيد والتداول والبيع لأسماك القرش، وتوقيع مصر لاتفاقية دولية بحماية هذه الأسماك، إلّا أن هناك من يخالفها ويصطاد أعدادا كبيرة من أنواعها المختلفة في البحر الأحمر وخليج السويس، ويعرضها للبيع بحلقات الأسماك في عدة محافظات بأسعار تبدأ من 50 جنيهًا للكيلو. وأجرت منظمة أسماك القرش دراسة علمية ترصد بين 800 إلى 1000 سمكة قرش محيطي بعدة مناطق للغوص في البحر الأحمر وفي مقدمتها جزر الأخوين، فيما أجرت محميات البحر الاحمر دراسة حول عدد السائحين الذين يزورون منطقة الأخوين للغطس مع اسماك القرش سنويا ورصد لعدد اسماك القرش بهذة المنطقة مع حساب متوسط تكلفة الرحلة لكل سائح. وتبين من الدراسة الأخيرة أن سمكة القرش الواحدة تحقق 200 الف دولار سنويا كمنتج سياحي لأهميتها الاقتصادية، إضافة إلى أنها تعد أحد العوامل المهمة لجذب السائحين من هواة ممارسة رياضة الغوص. وقدرت محميات البحر الأحمر القيمة السياحية لسمكة القرش الواحدة في جزيرة الاخوين بما يعادل 200 الف دولار امريكى، واشتهر موقع أسماك القرش بتعريفها عن طريق برنامج photo identification عن طريق تصوير منطقة الزعانف الظهرية لأسماك القرش التي تختلف من سمكة لأخرى، وتم تعريف نحو ألف سمكة عن طريق هذا البرنامج من أسماك قرش الابيض المحيطى في البحر الأحمر. وتلعب أسماك القرش دورًا رئيسيًا في الاتزان البيئى حيث يعتبرها علماء الأحياء أهم الدلائل والمؤشرات للاتزان البيئى للبحار والمحيطات. وحذر الدكتور محمود عبدالراضى، أستاذ علوم البحار والثروة السمكية بمعهد علوم البحار في الغردقة، من تنامى ظاهرة الصيد لأسماك القرش وطرحها للبيع بالحلقات الشعبية لبيع الأسماك في عدة محافظات، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على شرائها لتجهيز شوربة من طهى زعانفها وذيولها، اعتقادًا بقيمتها الغذائية المرتفعة. وتعتبر جزر الاخوين والجزر البعيدة في البحر الأحمر أهم مواقع أسماك القرش، وأكدت أبحاث علمية أن جزر الأخوين هي أكثر الاماكن التي يتم بها رصد اسماك القرش، وكانت الجزيرة أغلقت لمدة 3 شهور بعد أن رصد جهاز شؤون البيئة تغييرا في سلوك الأسماك واقترابها بشكل خطر على الغواصين بداية عام 2019.
