تنفس الفلسطينيون الصعداء مع إعلان خسارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انتخابات الرئاسة، مستبشرين بحدوث تغيير فى السياسة الأمريكية الجديدة المنتظرة فى عهد الرئيس الأمريكى الجديد، جو بايدن. وكان ترامب قد طرح خطة للشرق الأوسط فى يناير الماضى تمنح إسرائيل السيادة على أجزاء من الضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل، وهى الأراضى التى يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. ومن قرارات ترامب الأخرى التى أغضبت الفلسطينيين وقف تمويل وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية فى واشنطن. وقد سارع الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، إلى تهنئة بايدن، بينما يعد فريقه قرارًا سيصدر قريبًا باستئناف الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، بعد أن قطعها مع إدارة ترامب منذ 3 سنوات، مع ظهور مصطلح «صفقة القرن»، متهمًا إياها بالتحيز لإسرائيل بسبب الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، فى عدول عن سياسة اتبعتها واشنطن فى هذا الصدد على مدى عقود، لكن من غير المرجح أن يعيد بايدن السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب. وعلى الرغم من أن بايدن يصف نفسه بأنه صهيونى وصديق لتسعة ممن تولوا منصب رئيس الوزراء فى إسرائيل، فإن الخلاف قد يدب بين إدارة بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ومن المرجح أن يعبر عن معارضته للاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. ويبدو أن نتنياهو يدرك ذلك، فحاول تذكير بايدن بالخطوط الحمراء الإسرائيلية، فبعيدًا عن أن نتنياهو تأخر فى تهنئة الرئيس الجديد، ويحتفظ بصورته مع ترامب على حسابه بموقع «تويتر»، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلى مهنئًا: «تهانينا إلى جو بايدن و(نائبته) كامالا هاريس. يا جو، تربطنا أنا وأنت علاقة شخصية دافئة ممتدة منذ قرابة 40 عامًا، وأعلم أنك صديق رائع لإسرائيل، وأتطلع للعمل معكما لتعزيز التحالف الخاص بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل». ثم أضاف: «أتوجه بالشكر إليك يا دونالد ترامب على الصداقة التى أظهرتها لدولة إسرائيل ولى شخصيًا بالاعتراف بالقدس والجولان وبمجابهة إيران وباتفاقات السلام التاريخية وبالوصول بالتحالف الأمريكى الإسرائيلى إلى آفاق غير مسبوقة». من جانبه، قال بايدن، مسبقًا، إنه سيعيد التمويل إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، كما سبقت له معارضة بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، ودعم حل الدولتين للصراع، لكنه رحب باتفاقات «التطبيع»، التى أعلنتها إسرائيل فى الآونة الأخيرة مع الإمارات والبحرين والسودان، والتى استنكرها الفلسطينيون.
