مثلت دار نهضة مصر منصة إطلاق روائية لروايات ريم بسيوني، فقد نشرت لها «أولاد الناس»، و«مرشد سياحي»، و«أشياء رائعة»، و«الحب على الطريقة العربية»، و«بائع الفستق» و«الدكتورة هناء»، وكان أحدثها رواية «سبيل الغارق»، والتي تمثل محطة جديدة في الإبحار الروائي في التاريخ لريم بسيوني. وفي أجواء تاريخية وفي القاهرة المملوكية، شهد قصر الأمير طاز احتفالا أقامته دار نهضة مصر لإطلاق الرواية في حفل مناقشة وتوقيع أدارته نشوى الحوفي، وتحدثت فيه ريم بسيوني عن ملابسات ميلاد الرواية، ومصادر استلهامها، وأجابت عن عدد من المداخلات والأسئلة، وحضر الحفل لفيف من الشخصيات العامة، من بينهم رئيس الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، فرانسيس ريتشاردوني، وعدد من المثقفين والنقاد، وتحدث الدكتور شريف الجيار، والدكتورة نهال القويسني، التي تحدثت عما حققته هذه الرواية لها من متعة القراءة ومعايشة الشخصيات الرئيسية فيها فيما قدم شريف الجيار قراءة نقدية موجزة للعمل الروائي. وعلى هامش الحفل، قالت داليا إبراهيم، رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر للنشر، قائلة: «ريم بسيوني روائية متمرسة ومحترفة أتقنت علم اللغة فبرعت في الكتابة، عاشقة للتاريخ، معتزة بهويتها المصرية لأقصى الحدود، فنجحت في تقديم أعمال رائعة تمزج فيها بين التاريخ والخيال، لتلقي الضوء على بعض من أهم الحقب التاريخية التي مرت على البلاد لتثري عقول القراء، وتفتح لهم أبواب البحث والتوغل في التاريخ وفهم الماضي، وأثره وارتباطه الوثيق بالحاضر والمستقبل. فأعمالها ذات قيمة ثقافية كبيرة نحرص على تقديمها لقرائنا ليبحروا معنا في عوالم جديدة لم يعرفوها من قبل، وليتمكنوا من رؤية وفهم الحاضر والمستقبل بمنظور أكثر شمولية». ووصفت ريم بسيوني هذه التجربة بقولها :«أصعب المسالك هو مسلك النفس مسالك النفس لم تطأها قدم حتى قدمك. فلا يوجد من حاول أن يسير في مسالك نفسه كلها، ولا من أدرك مداها وحفظ مداخلها وسدودها. تظن أنك تعلم وأنت لا تعلم ومأساتك أنك تظن أنك تعرف مسالك نفسك كلها».. هكذا وصفت الاختبار الذي يقع فيه بطل الرواية الشاطر حسن الذي تصيبه لعنة تجعل روحه هائمة عبر حقب تاريخية مختلفة بحثًا عن الخلاص، مجسدًا لنا الحياة الإنسانية بتقلباتها وأوجاعها كما تسلط الرواية الضوء على حقبتين تاريخيتين في غاية الأهمية من تاريخ مصر؛ حيث تدور الأحداث ليظهر حسن مرة في عام 1509 في عهد السلطان قنصوة الغوري (فترة المماليك في أوائل القرن السادس عشر)؛ إذ اكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح لتفقد مصر مع هذا الاكتشاف سيطرتها على الطريق من آسيا إلى أوروبا التي دامت لقرنين ونصف من الزمان. ثم يعود حسن ليظهر مرة أخرى بعدها بما يقرب من 4 قرون في عام 1882؛ حيث ظهور الهولنديين ثم سيطرة بريطانيا على الطريق لسنوات حتى افتتاح قناة السويس 1869، ومنع مصر من التجارة عبر القناة والبحار؛ لأنهم لا ينسون أنها كانت في الماضي القريب سيدة العالم والبحار. بقى القول أن ريم بسيوني، حائزة على جائزة نجيب محفوظ للأدب عن روايتها «أولاد الناس»، وهي أستاذة اللغويات بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، حصلت على دكتوراه من جامعة «أكسفورد»ببريطانيا، ولها عدة كتب وداراسات علمية، كما تمت ترجمة بعض أعمالها إلى لغات مختلفة.
