تواصلت معاناة الشعب السوداني جراء فيضان النيل التي ضربت عدد كبير من الولايات السودانية، فيما تواصلت جهود الحكومة السودانية لتوفير المواد الإغاثية والمعيشية للمتضررين من الفيضان. ودمرت مياه الفيضان عشرات المنازل كليا والمئات جزئيا في قرى القليعات جنوب شندي «تبعد عن العاصمة السودانية الخرطوم بحوالي 150 كيلو مترا شمالا»، وانطلقت نداءات الإغاثة والنجدة عبر مكبرات الأصوات في مساجد قرى القليعات في ساعة متأخرة من مساء الخميس تستنفر الجهود الشعبية لحماية المنازل من خطر المياه التي غمرت آلاف الأفدنة الزراعية ومئات زرائب الماشية قبل أن تتوجه نحو قرى القليعات. وقامت الدكتورة امنة أحمد المكي والي نهر النيل بجولة في المناطق المتضررة من الفيضان للوقوف على حجم الأضرار التي خلفتها الفيضانات بمنطقة الشقالوه بمحلية شندي. وجددت الوالي التي ترأست اجتماع غرفة الطوارئ بمحلية شندي التزام حكومة الولاية بتنفيذ متطلبات المرحلة المقبلة، مؤكدة التزام حكومتها بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وتوفير مواد الإيواء والدواء والمواد الغذائية للمتضررين من الفيضانات بولاية نهر النيل ومحلية شندي. وأشادت والي ولاية نهر النيل بالأدوار الكبيرة لمواطني المنطقة والجهود الشعبية لتعاونها مع المحلية لمجابهة فيضان النيل متعهدة بتوفير سكن آمن للمتضررين من الفيضانات، ومجددة التزام حكومة الولاية بتخطيط القري المتأثرة وتوفير كافة الخدمات الأساسية التي يتطلع لها إنسان المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية سودانية أن مدير وحدة جبل أولياء شمال، إبراهيم محمد أعلن عن إجلاء 16 حيا على الشريط النيلي، وانهيار 60 منزلاً انهياراً كلياً، إلى جانب عدد من المدارس والمرافق الحكومية، فيما شكا عدد من مواطني منطقة الشقيلاب من الكارثة البيئية التي خلفتها السيول والفيضانات بالمنطقة، وكشفوا عن تضرر أكثر من 6 آلاف أسرة جراء ذلك وذكر موقع «السوداني» أن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة تسببت في قطع الطريق القومي الرابط بين العاصمة السودانية الخرطوم، ومدينة بورتسودان ميناء السودان الرئيسي، مما أدى إلى تكدس وتعطيل عشرات المئات من الحافلات السفرية والشاحنات، مما دعا بعض المسافرين العالقين لإطلاق نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتهم. وأعلنت إدارة التأهيل والصيانة بالهيئة القومية للطرق والجسور انقطاع وإغلاق طريق عطبرة هيا بسبب الأمطار والسيول كما أهابت بالمواطنين الالتزام الشامل لتوجيهات السلامة المرورية وتعليمات رجال المرور حفاظًا على سلامتهم. وقالت إن انقطاع الطريق القومي عطبرة هيا ناتج عن هطول أمطار غزيرة على الطريق وجريان سيول عنيفة عند خور عرب كيلو 240 وكيلو 220 أدت لانقطاع طريق عطبرة هيا عند الكيلو 220. ومنطقة الخور بها أضرار كبيرة أيضا مهددة بالانقطاع وأن المياه مازالت حتى الآن تجرى في الموقعين كيلو 240 و220 بغزارة. ودعت الهيئة القومية للطرق والجسور للالتزام التام بتوقف حركة المرور وعدم المخاطرة باستخدام الطريق إلى حين زوال درجات الخطر، حفاظا على الأرواح والممتلكات. إلى ذلك أكدت الهيئة القومية للطرق والجسور بأن فرق عمليات الصيانة والتأهيل تواصل عمليات الطوارئ دون انقطاع على مدار ال24 ساعة وتضطلع بما هو منوط بها من معالجات ومراقبة. يأتي ذلك فيما أعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية السودانية استمرار انخفاض النيل في معظم الأحباس، ونوهت إلى أن منسوب شندي ومناسيب النيل الأبيض من الجبلين حتى خزان جبل الأولياء مازالت في أعلى مستوياتها. وأكدت اللجنة، في بيانها، اليوم، أن وارد محطة الديم عند الحدود السودانية- الإثيوبية ليوم غد (الأحد) سيكون في حدود 665 مليون متر مكعب، بينما يكون وارد العطبراوي في حدود 180مليون متر مكعب.
