وصفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، مسألة انتقال السلطة في مصر قبيل انتهاء الولاية السادسة للرئيس مبارك في سبتمبر 2011 المقبل بأنها" أكبر تحد لنفوذ مصر في المنطقة". وقالت الصحيفة في تقرير أعده الباحث المساعد في مركز الشئون الدولية بجامعة هيرتزليا الإسرائيلية «جوناثان سباير»، بعنوان«الفرعون وخلفائه» نشرته اليوم الجمعة، على موقعها الالكتروني ، أن هناك اهتمام متزايداً في مصر بمن سيخلف الرئيس مبارك في السلطة خاصة وأن القاهرة حظيت بسنوات طويلة من الاستقرار في عصر مبارك حتى وإن كانت عانت من الركود. وحذرت الصحيفة من خطر إعادة تنظيم الوضع الاستراتيجي لمصر وخاصة في علاقاتها مع إسرائيل في حالة تولي شخصاً أخر السلطة دون مبارك، موضحة أن توقيع إسرائيل لاتفاق السلام مع القاهرة أكبر الدول العربية سكاناً يعد إنجازاً أساسياً للدبلوماسية الإسرائيلية، أحدث تغييراً جذرياً في التوازن الاستراتيجي في المنطقة وأنهي بضربة واحدة الخيار العسكري العربي التقليدي ضد إسرائيل، موضحة أن الاتفاق مع مصر لا يزال حجر الزاوية في موقف إسرائيل في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وأكدت الصحيفة أنه ربما تفضل إسرائيل بقاء مقاليد الحكم في مصر في يد الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم لبقاء خطاب السلام بين القاهرة وتل أبيب باقياً حتى في فترات الاضطراب. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن النظام المصري تستشرف بدء العد التنازلي لانتقال السلطة من مبارك إلي خليفته، في ظل ركود اقتصادي، وفقدان حاد لمكانة القاهرة الإقليمية خلال السنوات الأخيرة، يضاف إلي ذلك حالة الهياج السياسي الداخلي المتزامنة مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية عامي 2010 ، 2011. ورأت«جيروزاليم بوست» أنه من المتوقع أن تتم عملية تسليم السلطة من مبارك لخليفته قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة وفقاً لنظام «الجمهورية الملكية»، وهو نظام فريد يتمتع به الوطن العربي دون غيره عن العالم، موضحة أن «جمال مبارك»، نجل الرئيس هو أكثر المرشحين احتمالا لخلافة أبيه. وذكرت الصحيفة أن الاحتمال الأخر بشأن المرشح المحتمل للرئاسة يتمثل في الوزير «عمر سليمان» رئيس جهاز المخابرات المصرية، مشيرة إلي أنه سيكون خليفة جيد لمبارك فيما يتعلق بالملف الفلسطيني لدوره في العديد من المصالح المشتركة بين المؤسسات المصرية والإسرائيلية في هذا الشأن. ولفتت الصحيفة إلى أنه بصرف النظر عن الرئيس المقبل لمصر، فإنه لن يتمكن من إحكام قبضته على الركود والتدهور المستمر داخلياً وخارجياً المسيطرة على القاهرة، خاصة وأنها تعاني حالياً من تهميش دورها في المنطقة على يد إيران وتركيا بعد إن كانت القوى الوحيدة التي لها الحكم النهائي في الدبلوماسية العربية بلا منازع. وذكرت الصحيفة أن هناك قوى سياسية متنامية على الساحة المصرية متمثلة في الدكتور «محمد البرادعي» المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتواجد المكثف لجماعة الإخوان المسلمين أكبر قوى المعارضة، مستدركة أنهم تواجههم عقبات دستورية وقانونية وضعها النظام تحد من وصولهم للسلطة أو زيادة نفوذهم السياسي.
