إسراء عبدالفتاح نعم ثورتنا المصرية فى 25 يناير شعارها (سلمية.. سلمية) وهذا شعارنا وسنتمسك به للأبد ولن نتنازل عنه فقد أجبرنا قادات العالم على أن يقولوها بالعربية «الثورة المصرية سلمية.. سلمية» و«المصريون كعادتهم يكتبون التاريخ»، ولن نكتفى فقط بكتابة التاريخ ولكن بإذن الله سنصنع بأيدينا مستقبلاً مشرقاً لهذا البلد يجعله نموذجا يحتذى به يقوم على مبادئ ثورته العظيمة.. الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.. ولو كره الحاقدون والمغرضون. ما حدث يوم 9/9 كان بكل المقاييس رائعا.. مسيرات سلمية من ميادين مختلفة لها مطالب معينة وتهتف هتافات تحتوى على مطالب شرعية مثل «لا للمحاكمات العسكرية، وجدول زمنى لتسليم السلطة».. وقفات تطالب باستقلال القضاء أمام دار القضاء العالى.. ميدان التحرير يعيد روح ثورة يناير بكل المعانى.. ولكن لمصلحة من أن نرى الثورة المصرية بأجمل وأسمى معانيها تعيد نفسها مرة أخرى يوم 9/9؟ فقط لمصلحة المصريين الغيورين على مصلحة بلادهم والمؤمنين بأن التظاهر السلمى حق (لا يمنح) من أجل أن نرى مصر كما نحلم ونريد حرة ديمقراطية. وهؤلاء لا يلجأون إلى العنف والتخريب والهدم لإعلاء صوتهم ومطالبهم وذلك لأنهم مؤمنون بأن الحق معهم وأهدافهم فقط من أجل ولأجل بلدهم لا غير وهتافاتهم السلمية الشرعية أقوى من أى سلاح أو عصا أو شاكوش. فلم ولن نستخدم أدوات الحزب الوطنى من بلطجة وعنف وهدم من أجل مطالبنا المشروعة.. فهذه هى أدوات من لا أداة له.. ولكن أدواتنا هى الإصرار على ما نؤمن به وعدم التنازل عنه والتعبير عنه بكل الوسائل التى كفلها لنا القانون وأقرتها المواثيق والعهود الدولية من إضرابات واعتصامات ومظاهرات سلمية. فما حدث أمام وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة والسفارة الإسرائيلية هو فقط لتشويه وتحطيم تلك المعانى الجميلة التى اتسم بها الاحتجاج المصرى منذ 25 يناير حتى الآن. ما حدث هو تحقيق لمصالح من ضرتهم الثورة المصرية.. ما حدث ليس عشوائيا.. ما حدث هو من أجل حشد رأى عام ضد الاحتجاجات السلمية التى نعبر بها عن رأينا فى أيام الجمع، إجازتنا الرسمية. وقد قام المجلس العسكرى بإصدار بيان قبل 9/9 يحتوى على أنه قام برصد دعوات تحريضية لمهاجمة وزارة الداخلية وأنه صرح بأن أى تجاوز على المنشآت الحيوية المصرية تهديد للأمن القومى المصرى وسيتم التعامل معه بمنتهى الشدة والحزم. وتوقعنا بعد هذا البيان (وبعد أن طلب منا فى البيان نفسه أن نتحمل مسؤوليتنا الوطنية فى تأمين المناطق التى سنتجمع بها وأعتقد أنه تم بالفعل تأمين الميدان والمسيرات السلمية ودار القضاء العالى) أن يقوم الأمن المصرى بحماية المنشآت الحيوية المصرية التى يعلم مسبقا من خلال رصده أنها ستتعرض لهجوم ولم يتفاجأ بذلك. توقعنا أن يتم سحب قوات أمن حفظ الصينية من ميدان التحرير ليتوجهوا لحماية هذه المنشآت الحيوية، ولكن لا نعلم ماذا حدث لهم فى الطريق؟ وهنا سأتوقف عند سؤالين: الأول سأذكره كما ذكره الكاتب الرائع أستاذ جلال عامر: كيف سيحمى الأمن المصرى عشرين ألف دائرة انتخابية بعد أن فشل فى حماية شقة فى عمارة؟ وبالطبع ننتظر الإجابة قبل الانتخابات المقبلة. والسؤال الثانى لشباب مصر المخلصين: كيف سنحمى مظاهراتنا السلمية الشرعية المقبلة من حملات التشويه ومن تعمد ربطها بعنف وبلطجة نحن أبرياء منهما؟. بالطبع علينا أن نبحث عن الإجابة قبل الدعوة المقبلة. حمى الله مصر والمصريين.