ذكرت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية للأخبار أن أجولة القمح والذرة والطعام التي كان من المقرر إرسالها للصوماليين لإنقاذهم من المجاعة التي تحدق بهم تمت سرقتها وبيعها في الأسواق. وكشفت بعض الصحف الأمريكية عن دور ميليشيات الشباب المسلحة المتطرفة في زيادة الأوضاع سوءا في الصومال. وقالت إن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن لأول مرة أنه يحقق في سرقات المساعدات المتوجهة للصومال منذ شهرين، وهو ما يثير القلق من أن هناك رجال أعمال «لصوص» لا يهتمون بالمجاعة ويقوضون الجهود الدولية لإغاثة الصوماليين من الخطر الذي يقتل منهم العشرات يوميا. وندد برنامج الغذاء بشدة بأي خطوة من شأنها منع «أقل كمية من الغذاء» من الوصول إلى الصوماليين الذين يتضورون جوعا، فيما صرح عبد الرحمن عمر، المتحدث باسم الحكومة الصومالية أن السلطات لم تكن تصدق أن المساعدات الغذائية «يتم سرقتها على نطاق واسع»، لكنه أكد أنه عند التوصل للفاعل ستتم محاكمته عسكريا. من جانبها، كشفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية عن قيام ميليشيات «الشباب» الإسلامية المتطرفة بمنع المساعدات من الوصول إلى السكان الجوعى في جنوب الصومال. وقالت إن منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان استنكرت قيام الميليشيات المسلحة بالاستيلاء على المحاصيل والماشية من الناس وفرض ضرائب عليهم، ما يجعل الأوضاع أسوأ بالنسبة لهؤلاء الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الميليشيات منعت منظمات الإغاثة الدولية من مساعدة الصوماليين في مجاعتهم، واعتبرتهم «مشركين»، كما منعت عشرات الصوماليين من النزوح خارج البلاد للنجاة بأنفسهم، وطلبت من السكان اليائسين «الاعتماد على الله للخروج من المجاعة». وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت انتشار المجاعة في خمس مناطق في الصومال وتنبأت بتفشي الكارثة في الشهور القليلة القادمة، فيما طالبت المنظمات الإنسانية من الميليشيات المتطرفة في الجنوب السماح بدخول المساعدات والغذاء إلى المنطقة، خاصة وأن المجاعة تصل إلى ذروتها في جنوب الصومال.
