بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿الأحزاب:70﴾ تحية واجبة للاتحاد المصري للاسكواش الذى أثبت لنا وللعالم أجمع أن الإنسان المصرى قادر على التحدى والتفوق إذا وجد الرعاية الواجبة فى إطار من السياسة الرشيدة والتخطيط وإنكار الذات والإخلاص .. وتحية لبنات مصر وابنائها الذين تفوقوا على أقرانهم من جميع دول العالم وأنجزوا المهمة خارج حدود الوطن .. فقد فازت "نور الطيب" لاعبة منتخب مصر للاسكواش بلقب بطولة العالم للناشئات التى أقيمت على ملاعب جامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة خلال الفترة من 20 حتى 25 يوليو الماضى .. وجاء تتويج "نور" بالبطولة عقب فوزها على مواطنتها "نور الشربيني" .. وكان "مروان الشوربجي" قد فاز بلقب بطولة العالم للناشئين بعدما تغلب على مواطنه "محمد ابو الغار" في النهائي الذي أقيم في وقت سابق من نفس الشهر في بلجيكا. ولقد ألح على ذهنى سؤال: لماذا ينتهج الاتحاد الدولى للاسكواش "التمييز" على أساس النوع (الجنس) ولا يساوى بين المرأة والرجل؟ ولماذا ينظم الاتحاد الدولى للاسكواش بطولة للناشئات وأخرى للناشئين؟ ومن تظن يفوز باللقب لو تم ضم البطولتين فى بطولة واحدة؟ ثم تنبهت إلى أن كل الاتحادات الرياضية الدولية وبالتالى القارية والمحلية تنتهج "التمييز" على أساس النوع (الجنس) ولا تساوى بين المرأة والرجل!! وتوصلت – دون أدنى جهد – إلى أن هذا "التمييز" يصب فى صالح المرأة .. فلا طاقة للمرأة بمنافسة الرجل فى مضمار الرياضة .. ولولا هذا "التمييز" لخلت الساحات الرياضية من المتنافسات واقتصرت على المتنافسين. إن المساواة في كثيرٍ من الأحيان تؤدي إلى الظلم .. وإن العدل كثيراً ما يقتضي التفرقة والتفريق (التمييز) بإعطاء كل ذى حقٍ حقَّه وتكليف كل مُكَلَّفٍ بما يناسب قدراته ويتناسب مع طبيعته .. وإذا كان الداعون إلى مساواة المرأة بالرجل يعتقدون أنهم بهذه الطريقة ينصرون المرأة .. فهم فى حقيقة الأمر يحملونها ما لا يناسب قدراتها ولا يتناسب مع طبيعتها .. وقد ينتقصون من حقوقها. ولو طبقنا (عندنا) مبدأ مساواة المرأة بالرجل فمن المفترض أن تفقد المرأة الكثير من حقوقها ومميزاتها .. وحيث أن القائمة تطول أذكر على سبيل المثال لا الحصر: 1- حق المرأة العاملة فى أجازة وضع لمدة ثلاث أشهر بعد الوضع. 2- حق المرأة العاملة بناء على طلبها فى أجازة رعاية الطفل والتى تصل إلى عامين. 3- حق المرأة العاملة التى ترضع أطفالها فى ساعة راحة يومياً لهذا الغرض .. وذلك خلال الثمانية عشر شهراً التالية لتاريخ الوضع. 4- حق المرأة العاملة بأن تعمل نصف أيام العمل الرسمية وذلك مقابل نصف الأجر المقرر لها. 5- حق المرأة فى تجنيبها الزحام وحمايتها من التحرش وذلك بتخصيص وسائل مواصلات خاصة بها (مثل أتوبيس الطالبات) أو أماكن خاصة بها فى المواصلات العامة (مثل عربة النساء بالمترو). وليعلم دعاة المساواة بين المرأة والرجل أن المساواة المطلقة لا وجود لها إلا في أذهانهم .. وأنها مخالفة ومعاندة للحقيقة الساطعة كالشمس فى كبد السماء والتى يعرفها الجميع حق المعرفة: 1- أن الله تعالى خلق آدم وعلمه الأسماء كلها .. وقال تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿31﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾-البقرة .. وفى سفر التكوين(2): (19) وَكَانَ الرَّبُّ الإِلَهُ قَدْ جَبَلَ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ وُحُوشِالْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ الْفَضَاءِ وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى بِأَيِّأَسْمَاءٍ يَدْعُوهَا، فَصَارَ كُلُّ اسْمٍ أَطْلَقَهُ آدَمُ عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍحَيٍّ اسْماً لَهُ. 2- ثم خلق الله تعالى حواء من أدم .. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿1﴾-النساء .. وفى سفر التكوين(2): (21) فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، ثُمَّ تَنَاوَلَ ضِلْعاً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَسَدَّ مَكَانَهَا بِاللَّحْمِ، (22) وَعَمِلَ مِنْ هَذِهِ الضِّلْعِ امْرَأَةً أَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. ولما كانت الحقيقة أن الله خلق الناس ذكوراً واناثاً وميز بينهم فى الخلق والخلقة .. فلم المكابرة ومعاندة الفطرة التى فطرنا الله عليها!! فيخرج علينا دعاة العلمانية والليبرالية والإعلان العالمى لحقوق الانسان ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز على أساس الجنس .. وهم يعلمون يقيناً أن الفوارق شتى وأنه ليس الذكر كالأنثى .. وقال تعالى: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿35﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿36﴾-آل عمران إن الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز على أساس الجنس انطلقت من "الغرب" .. وكلمة "امرأة" فى ثقافة "الغرب" تعنى "التى أخذت من امرئ" كما جاء فى سفر التكوين (2): (23) فَقَالَ آدَمُ: "هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. فَهِيَ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِيءٍ أُخِذَتْ" .. ولكن عند ترجمة "امرأة" إلى اللغة الانجليزية انحرفوا بالمعنى الأصلى واستخدموا كلمة "woman" بمعنى "التى تتزوج الرجل" ..ونقلاً عن قاموس "ميريام وبستر" (Merriam Webster dictionary) فإن أصل كلمة "woman" فى اللغة الانجليزية كالتالى: Origin of WOMAN Middle English, from Old English wīfman, from wīf woman, wife + man human being, man First Known Use: before 12th century ولكن دعوة "الغرب" إلى المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز على أساس الجنس إنحرفت بثقافتهم وأضلتهم حتى صاروا يزوجون الرجال بالرجال والنساء بالنساء .. وبالتالى أصبحت "woman" لا تخص النساءفقطويصح إطلاقها على الرجل الذى يتزوج رجلاً .. وأقترح أن يطلقوا "wowoman" على المرأة التى يزوجونها لامرأة أخرى!! وإذا ألقينا نظرة على واقع المرأة فى ثقافة "الغرب" .. فسنجد أن عقيدتهم توجب على الزوجة أن تخضع لزوجها كما تخضع للرب وهذا ما جاء فى رسالة أفسس (5): (22) أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ، اخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ، كَمَا لِلرَّبِّ. ولا تصدقوا مزاعم "الغرب" أنهم قد استبعدوا الدين من حياتهم وأنهم قد فرقوا بين الدين والدولة .. والواقع يؤكد أنهم يعلنون ما لا يبطنون .. ويطبقون ذلك رسمياً بتغيير اسم المرأة عند زواجها .. فيمحون اسم أبيها وعائلتها لتحمل اسم عائلة زوجها .. ويصبح أبو زوجها أبوها بالقانون (Father in Law) وأم زوجها أمها بالقانون (Mother in Law) .. وبذلك أصبحت المرأة فى "الغرب" من ملحقات الرجل .. فأين المساواة التى يتشدقون بها؟ وأتعجب .. كيف ترتضى المرأة فى "الغرب" هذا الهوان ولا تثور عليه؟ وحقاً .. إن خير العبيد من يظنون أنفسهم أحرارا. إن الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز على أساس الجنس هى دعوة ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب .. وأحسب الداعين إليها من الأخسرين أعمالا ويصدق عليهم قول الله تعالى : قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿103﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿104﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿105﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿106﴾-الكهف وأنتهز هذه الفرصة لأدعو إلى "تمييز" المرأة وذلك بإصدار المزيد من التشريعات والقوانين الخاصة بها والتى تضمن: حق المرأة في التعليم - حماية المرأة من الفقر وخاصة المرأة المعيلة والمطلقة والأرملة - تمكين المرأة من الحصول على حقها الشرعي في الميراث - منع العنف ضد المرأة - الارتفاع بمستوي الرعاية الصحية للمرأة خاصة فى فترات الحمل والرضاعة - ... والقائمة تطول!!