طالب الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، بإعلان «دستور إسلامي» تنبع أحكامه من الشريعة الإسلامية، مشدداً على ضرورة «إعلان ذلك دون استحياء». وأضاف عبد الجليل خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان بمسجد الرحمن الرحيم مساء الجمعة، إن «ذكرى ليلة النصف من شعبان وتحول القبلة تأتى هذا العام ومصر وكثير من دول العالم العربي تشهد تحولات عظيمة وهائلة، ولا يمكن فصل الحدثين عن بعضهما، فالقبلة ليست مجرد مكان نتجه إليه، بل هو منهج نسير عليه»، وقال: «نعيش اليوم لحظة فاصلة في تاريخ أمتنا وخاصة المصرية التي تبحث عن دستور يضمن لها العزة والكرام». وأشاد عبد الجليل بوثيقة الأزهر الشريف، التي أعلنها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، قائلا إن هذه الوثيقة التى «خرجت بمبادئ تصلح بالفعل أن تكون مجالا لتشاور جميع القوى الفاعلة في المجتمع لنخرج في النهاية بوثيقة تحقق المبادئ الإنسانية وتقيم العدالة الآدمية لكل الخلق بلا استثناء»، وقال: «لسنا دولة ثيوقراطية أو دينية نحكم فيها بتفويض إلهي، بل نحن دولة إسلامية تعلى من قيمة الإنسان وتحقق مبادئ وحقوق الإنسان وتبين للناس جميعا أنها دولة الرحمة و دولة العدالة ودولة السماحة». وقال الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، إنه من «حكمة الله أنه فاضل بين الأيام والليالي بما أودعه فيها من أسرار وخصائص والناس فيما بينهم يتفاضلون بأعمالهم وتتفاضل الأزمنة بما تحويه من مناسبات، وكم لله على خلقه من نعم وفضائل يتفضل بها على عباده الصالحين، ومن أعظم تلك النعم ليلة النصف من شعبان التى ينظر الله فيها إلى عباده فهى ليلة تفتح فيها أبواب السماوات». أوضح عبد العظيم أن مصر «ستظل آمنة مطمئنة إلى يوم الدين بفضل الله وبشبابها وأبنائها ومصداقا لقول الله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)»، داعياً الله أن يوفق «المجلس العسكري لما في الخير للبلاد والعباد». حضر الاحتفال عدد كبير من العلماء ومنهم الدكتور محمد عبد العزيز واصل، وكيل الأزهر الشريف نائبا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور عبد الله الحسينى هلال، وزير الأوقاف، والدكتور عبد القوى خليفة، محافظ القاهرة، والسيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، والدكتور أحمد عمر هاشم، نائبا عن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والشيخ محمد عبد الرحمن، مدير مديرية أوقاف القاهرة، واللواء ماجد غالب، رئيس هيئة الأوقاف، وعدد من سفراء الدول العربية والأفريقية، ووكلاء وزارة الأوقاف. ويعد هذا الاحتفال هو الثانى الذى تقيمه وزارة الأوقاف بعيدا عن مسجد النور، الذى كان المقر الرئيسى للاحتفالات الدينية التي تقيمها وزارة الأوقاف، ولكن النزاع القائم بين الوزارة والشيخ حافظ سلامة حال دون ذلك.