قبل أن ينتصف «شعبان»، ومتأخراً ما يقرب من 15 يوماً عن موعد فرشته السنوية لعرض فوانيس رمضان، قرر «سيد» أن يعرض بضاعته، وبعشوائية واضحة عرض كل الفوانيس التى خزنها منذ العام الماضى، فضعف الاستيراد، والثورة وما وصفه بحال البلد، كلها أشياء أثرت على مستوى المنتج المعروض، ولم تسمح لأكبر تجار الفوانيس سوى باستيراد شكل واحد من المنتج الجديد وبكميات محدودة. بين فوانيس كرومبو وسحس بومب وبوجى وطمطم، وضع «سيد» دبابة رمضان أو فانوس الثورة، أو فانوس التحرير، ولأن الكمية الموجودة منه قليلة بالغ فى سعره، ولم يجربه للجميع، وأعلن وسط زبائنه أن الاستيراد «انضرب» هذا العام بسبب الثورة، وأن الجميع يلجأون حالياً لشراء الفوانيس العادية الملونة بألوان علم مصر. الفانوس الجديد وارد الصين عبارة عن دبابة عليها جندى جيش، وتحمل فانوساً صغيراً وتطلق أعيرة نارية وتغنى «وحوى يا وحوى».. سعره 50 جنيهاً، ولا يفاصل فيه «سيد» بمنطق: «معنديش غير 100 حتة منه، ولو خسرت فيه يبقى الموسم السنة دى راح علينا، ده الشكل اللى لحقنا نجيبه من الصين، خصوصاً إن الثورة وأحداث الانفلات الأمنى أثرت على الموسم كتير، وبصراحة كنا خايفين رمضان ييجى ولسه حظر التجول موجود، كمان ماكناش عارفين الأشكال الجديدة اللى هتعملها الصين هتاكل مع الأطفال فى مصر بعد الثورة ولا لأ». «سيد» أكد أن الانفلات الأمنى والبلطجة كانا وراء تأخير فرشته هذا العام، وإن قال: «بس حتى لما فرشت الإقبال السنة دى أقل من كل سنة، الناس تقريباً مفلسة والبلد بتمر بحالة صعبة ربنا يعدى اليومين دول على خير».