احتشد، الجمعة، مئات الآلاف فى القاهرة والمحافظات فى مليونية «الثورة أولاً»، للمطالبة بتغيير حقيقى فى مصر يتمثل فى التخلص من فلول النظام السابق، باعتبار أن ثورة 25 يناير كانت لإسقاط النظام كله وليس لتغيير الرئيس فقط، وتطهير البلاد من الفاسدين، ومحاكمة عاجلة للمتهمين بقتل الشهداء، ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور، ما يمثل إنذاراً جديداً من الشعب للمسؤولين الحاليين. ففى «التحرير» بالقاهرة احتشد أكثر من 200 ألف مواطن منذ الصباح، رغم ارتفاع درجات الحرارة، للتأكيد على مطالب الثورة. وشهد الميدان انقساماً مؤقتاً بين القوى السياسية، تمثل فى وجود منصتين وخطبتين للجمعة، الأولى ألقاها الشيخ مظهر شاهين من فوق منصة القوى السياسية المدنية بوسط الميدان، والأخرى للشيخ محمد فرحات، عضو اتحاد المستقلين من أجل مصر، من على منصة التيارات الدينية، بعدها صلى الشيخ محمد جبريل بالجميع صلاتى الجمعة والغائب، ليهتف بعدهما المتظاهرون: «إيد واحدة». وفى خطبته طالب الشيخ «فرحات» القائمين على إدارة شؤون البلاد ووزارة الداخلية بضبط البلطجية الذين يثيرون الرعب، وألقى بياناً بعنوان «لجنة 8 يوليو»، شدد فيه على ضرورة الإسراع بمحاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه، وتشكيل مجلس رئاسى انتقالى لإدارة شؤون البلاد، فيما انتقد الشيخ «شاهين» فى خطبته تبرئة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين، وطالب بإبعاد فلول النظام السابق عن الحياة السياسية. وطالب المتظاهرون الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، بالعودة للميدان، وإقالة وزير الداخلية، وإعادة هيكلة الوزارة وتطهيرها من القتلة وأتباع حبيب العادلى الوزير الأسبق، ووقف إحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية. وضبطت اللجان الشعبية المكلفة بتأمين «التحرير» 4 أشخاص يحملون أسلحة بيضاء، أحدهم أمين شرطة مفصول يدعى «عماد فرج»، وتم تسليمه لوزارة الداخلية، و3 آخرون تم تسليمهم إلى الشرطة العسكرية. ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين أسفرت عن 23 مصاباً، حسبما أعلن الدكتور عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشؤون الفنية، مشيراً إلى إصابة العشرات بحالات إغماء وضربات شمس بسبب ارتفاع درجات الحرارة والزحام الشديد. فى السياق نفسه، شهدت محافظات الإسكندرية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية وجنوب وشمال سيناء والغربية والدقهلية وأسيوط وأسوان والأقصر والقليوبية والفيوم والشرقية وسوهاج - مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة، طالب خلالها المتظاهرون بتحقيق أهداف الثورة.